بقلم/ إبراهيم عطف الله
سته أعـوام حتى اليوم من الإستنزاف الخيـالي في حـرب عبثية على اليمـن يقابلة تحقيق لاشيئ، وغالبـاً ما يكون الفشل مسبباً في توليــد موجة خلافـات تعصف بالأمـير والمُتـأمر والأدوات المأمـورة، وعلى خلفية الفشل الذريع والمُخـزي لتحـالف البغي والعــدوان تتبادل التهم فيما بينهم، وتصـدر القـرارات المؤكـدة بالفشل والهزيمة مجـدداً في حربهم العبثية على اليمـن.
ضمن الصراع جـوف مراكـز نفوذ النظام السعودي وتغييبه عن المشهد المرئي العام، تأتي النفايـات والـرغبات الشخصية للأسـرة الحاكمة “آل سعود”، تغطيةً لهزائمهم المتـوالية في مواجهتم للجنــدي الحـافي، وذلك بالإقالات المفاجئة، حيث أصدر العـاهر السعودي “سلمان آل سعود،” حزمة قرارات، بإقالة قائـد القوات المشتركة لتحـالف العـدوان في اليمـن “فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود” وإحـالته للتحقيق، وأيضاً إطاحة نائب أمير منطقة الجـوف اليمنية من منصبه مع عـدد من الضباط والموظفين المـدنيين في وزارة الدفاع السعوصهيونية وإحالتهم للتحقيق.
هـذه الإقالات تؤكـد لنا فشل العـدوان وقياداته على قيادة الحـرب عسكرياً، خصوصاً بعد سيطرت الإحتلال الإماراتي على عدن وسقطرى، والأشـد ألماً بالعدو سقوط الجـوف بيد المجاهد اليمني، ويتلي الجوف قيفة البيضاء بتطهيرها من أكبر تنظيم داعشي تكفيري على مستوى الجزيرة العربية والتي كانت قيفة أخـر نقطة في لآئحة العـدوان لأحتــلال عاصمة الـروح صنعاء اليمن، الى جانب التقدمـات اليومية لرجال الله صوب مأرب، مما أدى هـذا الفشل بإطاحة البعض وتبـادل التهم فيما بينهم، وبهـذه الإطاحـات والهزائم النكـرى، سياسياً يحاول الهـالك السعودي تفـادي الهزيمة وتحسين صورة تحـالفه البشع المنتهي صلاحيته عما قـريب.
اعتقال فهد بن تركي مع مجموعة من كبار الضباط، ليست الحملة الأولى ولن تكـون هذه الأخيرة، ومن المتوقع اعتقالات جديدة مُقبلة في صفوف آل سعود والعسكرييين الى جانب الإرتزاقيين داخلياً وخارجياً، وذلك بسبب “رصد تعاملات مالية مشبوهة” – حد زعمهم – والحقيقة هي لخدمة المهفوف للوصول إلى العرش، وفي ضوء هذا التغيير سيلقون باللوم علی فهد في قضية فشل السعودية في حرب الخمس سنوات على اليمن وستُبذل محاولة كبيرة لتبرئة بن سلمان من عدم كفاءته وفشله في الحرب مع اليمن، وفي ضوء هذه الاتهامات علينا أن ننتظر أبعاد هذه القضية لتصبح أكثر وضوحا.
مكافحة الفاسد للفساد، بحسب مصادرهم جاءت الإقالة بناءاً على توصية المراهق “محمد بن سلمان” أبو الفساد وأمه”، أما مكـافحة الفساد فهي مجرد عناوين شماعة فقط للتخلص من المًخفقين في قيـادة الحرب والمُناوئين والمعارضين للأسرة العاهرة، فلا يمكن لأحد إنكار وجود الفساد داخـل منظومة آل سعود وقيـادة تحـالفهم العبثي على اليمـن، وبهذه القـرارات المفاجئة يتضح لنا أكثر حجم الفساد المستشرٍ في كل الـدوائر الأميرية بالحكومة السعودية أساساً، فالقرار السعودي بمكافحة الفساد وإقالة كبار قياداته لايأتي من أجل إيقاف الحرب ولا من أجل مكافحة فساد المملكة، وأنما ناتجاً عن إخفاقــات يومية متوالية وصفعات متكــررة يتلقاها تحـالف العـدوان على مـدار الساعة في كل جبهات القتال وفي عمق أراضية.
أخيـراً.. فـريقاً يُسجن وفـريقاً يُقتل، هـذه هي الحـالة اليومية لتحـالف الشر والعـدوان وأدواته،” إنها حكمة المولى عزوجل ليـأكل بعضهم بعضاً، فجميعهم أجـرموا في حق الشعب اليمني وفي حق الأمتين العربية والإسلامية.. وما الله بغافل عما تعملون…!