مصادر تكشف تفاصيل الهروب الأخير للقاعدة من البيضاء إلى مأرب
مصادر تكشف تفاصيل الهروب الأخير للقاعدة من البيضاء إلى مأرب
شهارة نت – مأرب / خاص
كشفت مصادر مطلعه في مأرب أن المئات من قيادات وعناصر القاعدة وصلوا إلى مدينة مأرب عقب هزيمتهم الساحقة في محافظة البيضاء من قبل الجيش واللجان الشعبية.
وأشارت المصادر في تصريحها لـ”شهارة نت” الى أن عدد من قيادات المحافظة المحسوبين على حزب الإصلاح بمأرب قاموا بإيواء تلك الجماعات التكفيرية، مؤكدة أن حوالي 300 عنصر من القاعدة وصولوا في اليوم الأول من العملية التي شنها الجيش واللجان الشعبية على معاقل القاعدة وداعش في قيفه ويكلا، مبينة في الوقت ذاته أن اتساع مساحة يكلا وعدم إطباق الحصار عليها في اليوم الأول ساعد الكثير من قيادات وعناصر القاعدة على الفرار باتجاه مأرب.
ونقلت المصادر عن شهود عيان قولهم أن قافلة متصلة من الرجال والعوائل شوهدت وهي تفر من مناطق القاعدة في يكلا في اليوم الأول للمواجهة باتجاه محافظة مأرب، وذلك قبل أن تقفل الثغرة من قبل الجيش واللجان في اليوم التالي، الا أن فرار عناصر القاعدة ظل متاحاً من أماكن اخرى لكونهم أدرى بمسالك ودروب الوديان والجبال التي ظلوا مسيطرين عليها لأكثر من 15 عاماً.
مراقبون أكدوا من جانبهم أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح تعد البيئة الأكثر أمناً لتنظيم القاعدة، وتعد مأرب المركز الأول من هذه المناطق لإيواء عناصر القاعدة وإمدادهم بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، كما تتواجد أغلب العناصر الأجنبية في مأوي في هذه المحافظة.
وهو ما أكده في وقت سابق تقرير صادر عن لجنة خبراء العقوبات التابعة لمجلس الأمن بقوله إن تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية يواصل تشاطه في محافظات البيضاء وشبوة ومأرب وأبين وحضرموت وغيرها من المناطق التي يتواجد حزب الاصلاح فيها بكثافة.
وفي هذا السياق يرجع المراقبون تفضيل قيادات القاعدة وعناصر التنظيم مناطق سيطرة الإصلاح فعزوا ذلك إلى أن تحالف الإصلاح والقاعدة وثيق جداً ويمتد لما بعد عودة التنظيم من أفغانستان، وصولا إلى محطة 2011م والوقوف بصف الإصلاح في مواجهة عفاش الذي كان له جناح مؤيد آخر من القاعدة يفضله، ومن ثم الأحداث الأمنية التي عصفت بصنعاء خلال الأعوام من 2012 وحتى ثورة 21 سبتمبر 2014م ، وانتهاءً بالانخراط سوياً في صف التحالف الذي تقوده السعودية والقتال إلى جانبه منذ انطلاق ما يسمى عاصفة الحزم، وليس انتهاء بمحاولة اقتحام عدن قبل أشهر والوقوف بوجه الانتقالي، وإسناد مأرب في وجه الجيش واللجان عقب عملية البنيان المرصوص.
ويلفت المراقبون إلى أن تنظيم القاعدة كان أول من لبى نداء الاستغاثة لإنقاذ الإصلاح في مأرب عقب انهيار خطوط دفاعه في فرضة نهم ومفرق الجوف، وأوشكت مدينة مأرب على السقوط، حيث وصل نحو 350 من عناصر القاعدة في الأيام الأولى لإسناد جبهات الإصلاح المتهاوية حول مدينة مأرب وفي الجوف التي سقطت فيما بعد بأيدي الجيش واللجان الشعبية.
وبثت داعش في حينها إصدارات مرئية لعناصر في القاعدة تتضمن اعترافات بتلقيها الدعم في مأرب والمشاركة في القتال هناك تحت عباءة قوات هادي.
ورداً للجميل حاولت قيادة الإصلاح في مأرب إسناد تنظيم القاعدة في المواجهات الأخيرة مع الجيش واللجان في قيفة ويكلا بلواءين عسكريين لكن الجيش واللجان قطعوا الخط في اليوم الثاني وتقدموا في مناطق ماهلية والعبدية ما استحال معه تقديم الدعم البري، مما اضطر التحالف إلى التدخل جواً وشن عشرات الغارات لمنع تقدم الجيش واللجان وسيطرته على معاقل القاعدة وداعش.
يشار إلى أن قوات هادي وبحسب تقارير صحفية لمؤسسات دولية منها الـ بي بي سي البريطانية ، اسوشيتد برس الامريكية ، شبكة سي إن إن ، نيويورك تايمز تحدثت عن التحالف الوثيق بين الإصلاح والقاعدة وقالت اسوشيتد برس العلاقة الوثيقة وصلت الى مرحلة التماهي التي يصعب معه التفريق بينهما، فيما أظهرت بي بي سي مجموعات القاعدة وهي في معسكرات الجيش التابع للإصلاح بتعز وقال أحد الجنود لمراسلة بي بي سي نقاتل سوياً في الجبهة ضد من اسماهم الحوثيين.
وبحسب معلومات متقاطعة فإن المئات من عناصر القاعدة واصلوا التدفق إلى جبهات مأرب المشتعلة منذ إبريل الماضي، ويحظى قادة التنظيم هناك باحترام كبير، ويتلقون أموالاً من قيادة التحالف الذي تقوده السعودية، ويجري ترقيم عناصرهم ضمن قوام قوات هادي.
ومن المتوقع أن يقوم الإصلاح بتعزيز جبهاته في مأرب بمن فروا من عناصر القاعدة التي افتقدت اليوم معاقلها وأضحت مأرب في شمال اليمن ملاذها الأخير.