مركز الإعلام الثقافي يناقش (الثورة..و أخطاء في المسار)
أكد المشاركون في ندوة (الثورة ..و أخطاء في المسار) وجود عدد من الأخطاء
أدت إلى عدم تحقيق أهداف ثورة الشباب كاملة رغم الزخم الثوري الذي كان
يزداد تواترا ويتصاعد أزيره كل يوم, و دعا المشاركون في الندوة التي
نظمها مركز الإعلام الثقافي( CMC ) ضمن فعاليته الأولى لتدشين أعماله
على قاعة منتدى السعيد بتعز إلى تبني نظرة تفاؤل تجاه حكومة الوفاق دون
التنازل عن الخيار الثوري في أن يأخذ مساره ليحقق غايته.
وفي الندوة فدمت ثلاث أوراق عمل, الأولى بعنوان “الأسباب الداخلية
والعوامل الخارجية لثورة 11 فبراير” استعرضها المحامي والناشط الحقوقي
عبد الله المجيدي و أكد من خلالها وجود أسباب خارجية منها ثورة الربيع
العربي واستخدام فزاعة القاعدة واستخدام الطائرات لضرب يمنيين داخل
الأراضي اليمنية بالإضافة إلى بيع أراض?ُ يمنية مشيرا?ٍ إلى الأسباب
الداخلية التي هي نفس الأسباب التي أدت إلى قيام ثورة 26 سبتمبر مثل
الجهل والفقر والمرض إضافة إلى الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والصحية
والفساد الإداري والمالي ونهب الثروات والاغتيالات .مضيفا?ٍ أن النظام كان
يختلق نزاعات على مستوى الدولة والقبيلة على كافة المستويات المناطقية
والطائفية .
من جهته الناشط فيصل عبد الرحمن الذبحاني أشار في ورقته الثورة.. و أخطاء
في المسار” إلى أن أي انحراف في مسار الثورة قد يؤدي بها إلى نتائج غير
مرغوبة أو إلى عدم تحقيق بعض أهدافها أو قد تؤدي إلى فشلها مضيفا?ٍ أن
الثورة الشبابية تخللتها الكثير من الثغرات و الأخطاء وصلت إلى حد
الإجرام في أحيان كثيرة .
وقال الذبحاني: منذ انطلاقة شرارة الثورة اليمنية وفي تعز بالتحديد كانت
تشع في كل مكان وكانت تتسرب إلى حصون النظام وتدك أركانه على الصعيد
النفسي? والزخم الثوري كان يزداد تواترا?ٍ ويتصاعد كل يوم لكن مجموعة من
الأخطاء الفردية والجماعية المسكوت عنها عطلت الكثير من الزخم الثوري و
وصل في مراحل إلى مرحلة الموت السريري, و لخص الذبحاني تلك الأخطاء بـ”
تشرذم الشباب في كيانات صغيرة والقمع والتخوين وعدم الاشتغال على الوعي
خاصة في بداية الثورة والتركيز على الخطابات والشعارات وتسليح الثورة
السلمية واستقبال فاسدين فيها دون أن يشرعوا بإثبات حسن النوايا و إرجاع
حقوق الناس? و أوضح الذبحاني أن تلك الأخطاء شكلت نذر تفرض التشاؤم حيال
المستقبل و خلص إلى القول بأن الثورة لم تحقق شيئا?ٍ من أهدافها عدا
التمديد والتوريث .
ورقة العمل الأخيرة قدمها عيبان السامعي بعنوان “مستقبل الثورة الشبابية
الشعبية السلمية و ظرفيتها الراهنة ” و أشار من خلالها إلى أن مستقبل
الثورة يكاد ينحصر في سيناريوهين اثنين وهو ما يؤكده جل المراقبين و
المتابعين, إما أن يلتقط اليمنيين الفرص التي وفرتها الثورة من أجل تحقيق
الغايات و الأهداف المنشودة في خلق مجتمع جديد وبناء دولة مدنية حديقة و
إما أن يظلوا يكرروا خيباتهم وعثراتهم فتصب عليهم لعنة التاريخ.
و أوضح السامعي أن السيناريو الأول تشاؤمي يدعو إلى خلق يمنات عديدة .
هذا وكانت الزميلة وداد البدوي مديرة مركز الإعلام الثقافي استهلت
الفعالية بكلمة استعرضت خلالها الصعوبات والعراقيل التي واجهتها لانطلاقة
المركز مؤكدة أن اختيار تعز لتدشين أولى فعاليات المركز يأتي من كون تعز
العاصمة الثقافية لليمن منوهة?ٍ إلى أن المركز سيعمل على الجوانب الثقافية
ولن يركز بطريقة مباشرة على القضايا الحقوقية.