أغنى رجل في تاريخ اليمن الحديث
– هناك العديد من رجال المال والأعمال في اليمن الحديث والذين امتلكوا من الأموال الكثير والكثير وفقا للعقلية اليمنية التجارية والاقتصادية حتى أن معظم رجال الأعمال في دول الخليج من أصول يمنية وبالتحديد حضرمية وفقا للعقلية الرائعة والمنفتحة عند أهل هذه البقعة الجغرافية وفقا لأقدار الله في بسط الرزق لمن يشاء وتقديره دون أن نزكي على الله أحد أو ندعي بالفضل للعقل قبل الرب ,,, ولكن عندما نجد أن أغنى الأغنياء في تاريخ اليمن الحديث ليس من تلك البقعة الجغرافية أو أنه غير مستثمر في الخليج بل أنه بدأ حياته كجندي بسيط تنقل من قرية إلى أخرى كي يجد له واسطة وضمانة لقبوله في السلك العسكري ك(جندي) عوضا أنه ثرواته لا تكمن في الذهب والمجوهرات وإنما في البشر وقلوب البشر فهنا تأتي المفاجأة ,,, فرئيس اليمن علي عبدالله صالح والذي أسر قلوب وعقول معظم أبناء اليمن الحبيب (كبيرهم وصغيرهم ,, نسائهم ورجالهم ) رغم ما أعترى حياته العملية الرئاسية والتي امتدت ل33 سنة من تجاوزات وأحداث إلا أن الشعب اليمني مدرك وواعي وفاهم لكل ما حدث ويحدث وسيحدث ومنها جاءت الثروة العظيمة لهذا الإنسان والذي يعتبره الجميع أعظم شخصية تاريخية يمنية حديثة وبلا منازع ,,, فثروته وكما قالها خلال المؤتمر الصحفي الأخير في القصر الجمهوري في أبناء اليمن وحبهم له وبصماتهم له في كل محفل انتخابي مما يدل على أن الضربة الصاروخية الغادرة التي أصابته في رجب الماضي وهو قائم يصلي في المسجد لم تصيب جوهرة أكثر مما أصابت ظاهره فعادت بي إجابته هذه في الذاكرة إلى سنوات ماضية عندما رد على المذيع أحمد منصور مقدم برنامج (بلا حدود) التابع للجزيرة الإخبارية عندما سأله في آخر سؤال حواري بينهم كسؤال عارض خارج عن النقاش الأساسي للبرنامج (كم لديك من الأبناء?) فكان رده عليه وببديهة يمنية راقية وعالية وشخصية قويه وقلب واسع محب بأن عدد أبنائي يفوق ال22 مليون يمني (في إشارة إلى عدد سكان اليمن) ,,, فلله درك من رئيس ,,, وكما أنت تحبنا وتحب أبناء وطنك فأغلب الشعب اليمني يبادرك الحب بالحب ويبادرك الوفاء بالوفاء فقد رأيت حشودهم اللامحدودة في كل شارع مؤيدة لك ,,, ولقد رأيت سماء صنعاء واليمن كيف تزينت نارا ونورا عدد مرات (نجاح العمليات الجراحية – ظهورك التلفزيوني بعد الإصابة الغادرة – رجوعك إلى أرض اليمن ) واهتزت معظم جدر البيوت هزا من زغاريد النساء والأمهات والجدات ,,, عوضا عن السيول الجارفة التي انهمرت من عيون الأطفال والبنات والنساء وكبار السن وجميع محبي الرئيس فرحا وحزنا للأحداث التي حصلت في أرض اليمن بفعل فاعل الكل يعلمه ,,, فأي مكانة احتللتها في قلوب هذا المواطن البسيط والذي ربما معظمهم يكافح ويعاني كي يحصل على لقمة العيش إلا أن العزة والأنفة اليمنية لا تقبل الذل ولا المهانة ولا الخضوع أو القنوع مهما كانت المبررات والمغريات ولديه الاستعداد أن يعيش بدون أكل أو خدمات إلا أنه لا يملك القدرة ليعيش من دون كرامة ,,, فوالله أن جميع رؤساء وحكماء وأمراء العالم يحسدونك أيما حسد على ما تمتلكه من مكانة في قلوب شعبك ويمنون أنفسهم بيوم فقط من أيامك في هذه القلوب والنفوس والعقول والتي لا يربط هذا الحب بينك وبينهم لا مصلحة ولا مال ولا مادة ولا ترهيب أو ترغيب ,,, وبالفعل ليس الغني من يملك الأموال الطائلة وإنما من يملك القلوب الكثيرة والكبيرة ولا أجد من يملك ما ملكته خلال تاريخ اليمن الحديث ,,, وستشتاق القلوب والنفوس إليك عندما تغادر أرض اليمن متوجها إلى أرض الولايات المتحدة الأمريكية كفترة نقاهة وعلاج وستكون قلوب اليمنيين منتظره عودتك إليها كما انتظرت عودتك من أرض المملكة العربية السعودية لتعود سالما غانما إلى أرضك ووطنك بين أهلك وأحباءك حتى في ظل صبغة المحكوم وليس الحاكم فمكانتك في القلوب والنفوس لا تربطها سلطة أو رئاسة وإنما حب ووفاء.
– إضاءة :- كم أتمنى إن يقدر لي الله أن أكتب مذكرات و التاريخ العملي والنضالي والرئاسي للوالد الرئيس علي عبدالله صالح !!
Alhadree_yusef@hotmail.com