الصيادون اليمنيون في مرمى الاستهداف وسجون العدوان
الصيادون اليمنيون في مرمى الاستهداف وسجون العدوان
شهارة نت – تقرير/ إبراهيم الوادعي:
بعبرات مكتومة يغالب آباء أحد عشر صيادا عبراتهم، غابت أخبار أبنائهم منذ نحو 3 أشهر، تلقى الآباء حينها اتصالا من خفر السواحل بالمهرة تفيد بنجاة أبنائهم من الغرق، وبعد ذلك انقطعت أخبارهم.
في 25 نوفمبر 2019 نشرت عدد من وسائل الإعلام التابعة لميليشيا العدوان خبرا عن إنقاذ البارجة الأمريكية (يو. إس. إس شيرمان 11) صياداً يمنياً قبالة سواحل المهرة، وقامت بتسليمهم بعد التحقيق معهم إلى سلطات خفر السواحل بالمهرة التي يسيطر عليها ميليشيا العدوان.
يقول والد الصياد محمد على: اتصل بنا محمد طارش نائب مدير خفر السواحل بالمهرة وأبلغنا بنجاة أبنائنا من حادث غرق وأن البارجة الأمريكية أنقذتهم، وسيكون وصولهم إلينا بعد ساعات، وكل ما يحتاجونه هو المال لشراء ثياب ومستلزمات السفر، ويتابع: وعقب إرسالنا له بالمال لإيصاله إلى أولادنا بدأت المماطلة حتى أنه لم يعد يرد على هواتفنا، وأبلغنا بأنه قد انتقل إلى السعودية.
ويقول آخر من آباء الصيادين: قمنا بتحويل مائتي ألف ريال، لقد كانوا يكذبون علينا، لماذا يحتجزونهم وهم أنقذوا من الغرق، لا تهمة عليهم، لقد وعدونا حينها بوصولهم إلينا بعد الظهر.
• مناشدة تهامية
لم يكن وعداً صادقا جرى تغييب الصيادين الأحد عشر في السجون، ما استدعى ملتقى الصياد التهامي إلى توجيه مناشدة لوسائل الإعلام بشأن قضية الصيادين الأحد عشر وأرفق مناشدته بما نشرته وسائل إعلام الميليشيات حول الحادثة التي تعرض لها الصيادون والذين ينتمون لمنطقة الخوخة في محافظة الحديدة، وعبّر محمد الحسني رئيس الملتقى عن خشيته من مكيدة تدبر لهؤلاء الصيادين المساكين الذين خرجوا لطلب لقمة العيش لأطفالهم، في إطار الاتهامات التي لا تفتأ دول تحالف العدوان تسوقها ضد اليمن حول تهريب الأسلحة.
أو أن تكون البارجة الأمريكية قامت بصدمهم ويراد إخفاء حقيقة وسبب غرق قاربهم، أو تركيب جرائم بحقهم لتبرير فعلتهم.
وقال: ما نستطيع تأكيده الآن هو أن الصيادين الـ 11 موجودون في سجون بمحافظة المهرة، هذا أمر تأكدنا منه.
وتابع مخاطبا الميليشيات: الموضوع إنساني، كما نزل في مواقعهم أنه جرى إنقاذهم من الغرق فلماذا يغيبوا في السجون منذ 3 أشهر، الواقعة إنسانية والإعلام تحدث عن ذلك والبارجة الأمريكية التي أنقذتهم لابد وأنها حققت معهم والا ما كانت لتفرج عنهم، فلماذا يجري ابقائهم في السجون.
وأكد رئيس ملتقى الصياد التهامي بأن الصيادين الاحد عشر، هم مأساة جديدة تضاف إلى مأسي الصيادين اليمنيين المعتقلين لدى دول العدوان والمرتزقة، ومأساة تضاف إلى مأٍسي مجتمع الصيادين اللذين يعانون الفاقة بسبب الحصار، ويواجهون بالقتل والاعتقال متى اضطروا لركوب البحر بغية إطعام أطفالهم.
• اعتقال مستمر وملف كبير
وزارة الثروة السمكية تقف أمام ملف عريض من ملفات العدوان والانتهاكات المستمرة بحق اليمنيين، يتحدث بشير الخيواني وكيل قطاع الصيد التقليدي في الوزارة عن اعتقال دول العدوان 1108 صيادين خلال فترة العدوان، منهم 60 صيادا نقلوا إلى سجون دول العدوان في السعودية والإمارات التي تقيم قاعدة عسكرية وسجناً على الساحل الإرتيري في قاعدة عصب.
وحول قضية الصيادين الـ 11 يشير الوكيل الخيواني إلى أنهم خرجوا بتصاريح صيد صادرة من تحالف العدوان وخرجوا من ميناء الخوخة، واكد بان الصيادين الاحد عشر معتقلون تعسفيا لدى المنطقة العسكرية الأولى التي يسيطر عليها ميليشيا العدوان.
وتابع: الوزارة مع لجنة مشكّلة من عدد من الوزارات المعنية تتابع اليوم ملف الصيادين اليمنيين ومعاناتهم، كونه أضحى ملفاً كبيراً، والسكوت عنه لم يعد ممكناً من قبل الدولة.
في أثناء متابعتنا لقضية الصيادين الأحد عشر تلقت وزارة الثروة السمكية بلاغاً من خفر السواحل عن اعتقال قوى العدوان لـ13 صيادا جديدا، ما يؤشر إلى أن دول العدوان تمضي بشكل يومي في مزيد من التضييق على الصيادين اليمنيين.
• الجزر اليمنية مراكز اعتقال
وبحسب خفر السواحل اليمني فإن مئات الصيادين اليمنيين اعتقلوا بشكل مؤقت وخضعوا للتحقيق والتعذيب في جزر يمنية حولها العدوان إلى مراكز للاعتقال والتعذيب.
وتشير بيانات خفر السواحل إلى ان الجزر اليمنية بدءاً من أقصى الشمال جزيرة كبريت او الطير، جزيرة هيكوك، جزيرة الطرفة ، جزر أرخبيل حنيش، جزر زقر، وهي جزر يرتادها الصيادون اليمنيون للاستراحة والصيد، حولتها دول العدوان إلى مراكز اعتقال مؤقتة وتعذيب للصيادين اليمنيين، قد تمتد فترات الاعتقال هناك إلى 3 أشهر.
ويتابع بأن جزيرتي دهلك ومرسى فاطمة الإرتيريتين والمؤجرتين لـ(إسرائيل) هما أيضا مراكز اعتقال ينقل إليهما الصيادون اليمنيون وتمارس بحقهم صنوف الانتهاكات لحقوق الإنسان.
• من يقاوم يقتل
بحسب خفر السواحل فإن أعداداً من الصادين اليمنيين ممن قاوموا الاعتقال والتعذيب جرى نقلهم إلى مراكز احتجاز دائمة في جيزان السعودية او قاعدة عصب الإماراتية، والبعض منهم قُتل خلال مقاومته نقله إلى سجون جيزان أو عصب سيئة السمعة بحسب إفادات صيادين أفرج عنهم.
خفر السواحل اليمني كان أبلغ في ديسمبر الماضي عن إفراج دول العدوان عن 72 صياداً جرى اعتقالهم في إحدى جزر أرخبيل حنيش، لما يقارب الأسبوع ومصادرة أربع قوارب صيد، وأفاد الصيادون المفرج عنهم بأن دول العدوان ما تزال تحتفظ بـ 24 صيادا لديها مع أربعة قوارب محتجزة.
ويؤكد بأن الأعداد غير ثابته كون عمليات القرصنة لقوارب الصيد اليمنية تجري بشكل يومي ومستمر.
• استهداف الشاهد الوحيد
قطاع الرقابة البحرية في وزارة الثروة السمكية تحدث عن تسجيل الصيادين مشاهدات لقيام سفن تابعة لدول العدوان وأخرى مصرح لها من قبل تحالف دول العدوان بالصيد الجائر في المياه اليمنية، وتلويث المياه اليمنية عوضا عن سرقة الشعاب المرجانية.
وقال المهندس محمد عباس الفقيه: السبب وراء استهداف الصيادين إما بالاعتقال أو القتل هو محاولة إخفاء شهود الحقيقة، فهؤلاء الصيادون أضحوا منذ بداية العدوان الشهود الوحيدين على انتهاكات تحالف دول العدوان في المياه اليمنية بالبحر الأحمر او البحر العربي.
وتابع: تلقينا ما يزيد عن 12 بلاغاً من الصيادين تفيد بقيام سفن أجنبية برمي ملوثات كيميائية في المياه اليمنية تحت نظر بوارج تحالف العدوان التي تتواجد في المياه الدولية بمحاذاة المياه الإقليمية اليمنية.
وأضاف لا تستطيع البحرية اليمنية ضبط هذه السفن أو سفن الاصطياد الجائر بسبب عسكرة دول العدوان لمياه البحر الأحمر والمياه اليمنية عموما.
وتحدث المهندس الفقيه عن قيام سفن شركات إماراتية باقتلاع الشعاب المرجانية في البحر الأحمر بمحيط الجزر اليمنية وسرقتها إلى الإمارات وفي ذلك جرم كبير، فذلك يعد مساساً بالبيئة البحرية للجزر اليمنية ومزارع الصيد، وتعويضه صعب للغاية إذ يحتاج المتر الطولي من الشعب المرجانية لفترة 150 سنة للنمو مرة أخرى.
ولفت إلى أن الصيادين اليمنيين يرون ذلك وهم اضحوا الشهود الوحيدين بعد أن عطل العدوان وسائل المراقبة كافة لدى وزارة الثروة السمكية على امتداد الساحل اليمني عبر قصفها وتدميرها.
• العالم سيتحمل التبعات
ملف اعتقال الصيادين واحد من ملفات تتصل بمعاناة كبيرة لهذه الشريحة الكبيرة من اليمنيين والتي تعيل قطاعاً عريضاً من السكان والمجتمعات على امتداد الساحل اليمني، وهذه المعاناة المصطنعة من قبل العدوان نابعة بالدرجة الأولى من هدف تشديد الحصار وخنق ملايين اليمنيين ودفعهم إلى المجاعة، إذ أنه يحاصر المنافذ البحرية كافة، وبالتالي تسقط أي حجج واهيه كنقل الأسلحة أو ما شابه ذلك.
يقول وزير الثروة السمكية محمد الزبيري: إن عشرات الصيادين قتلوا وهم يصطادون قريبا من السواحل اليمنية، وآخرون اعتقلوا لأنهم خرجوا للصيد، وقطاع ثالث من الصيادين توقف عن الصيد بسبب ذلك منذ بداية العدوان، هذه مأساة كبيرة يصنعها العدوان أمام ناظري العالم الصامت والأمم المتحدة التي خاطبناها بكثير من الرسائل، وهي تتعمد تجاهل الكثير من وقائع انتهاكات بحق الصيادين اليمنيين.
يشير وزير الثروة السمكية إلى ان الامارات بلغت بها الوقاحة حد تحويل سفن إلى سجون عائمة وملاحقة الصيادين اليمنيين في البحرين العربي والأحمر، تقوم باعتقالهم ومصادرة قواربهم دون أي مسوغ او مبرر.
ومن ثم تقوم بنقلهم إلى جزر يمنية وتخضعهم للتحقيق والتعذيب، وكل تلك أمور بغرض تخويفهم ودفعهم إلى الاستسلام للموت جوعاً وهذا الأمر يحدث مع كثير من الصيادين.
لافتاً إلى أن تحالف العدوان بأفعاله الإجرامية تجاه الصيادين اليمنيين، يهدد الملاحة العالمية في البحر الأحمر، فاليمن لا يمكن أن تستمر في السكوت عن الإجرام الذي يمارس بحق مواطنيه في مياه يمنية، وعلى دول تحالف العدوان أن تتحمل تبعات ذلك.
وأضاف أن لجنة من جهات حكومية وأمنية تتابع الموضوع بشكل مستمر وعن كثب وترفع بتقارير دورية للسلطات العليا.
وأكد بأن تحالف العدوان يخرق القوانين والأعراف كافة التي تنظم وتحمي حرية الملاحة والصيد في المياه الإقليمية للدول أو الدولية، وعلى الأمم المتحدة ان تعلن ذلك، وعلى دول العالم تحمل تبعات أفعال تحالف العدوان التي ترفع من منسوب التوتر في البحر الأحمر الحيوي للملاحة الدولية.