ثائر وبلطجي
– “ثائر” و “بلطجي” مصطلحان على نقيضين من حيث المدلول المجتمعي واللغوي ,,, ف”ثائر” يدل على الانتفاضة والاندفاع والسعي للتغيير وكما قال شيخ المفسرين “المرحوم الشعرواي” الثورة هي ( الانتفاضة للتغيير ثم السكون للبناء ) ,,, وعلى العكس تأتي معنى كلمة “بلطجي” ومدلولها المجتمعي كون اللغوي لا معنى لها لأنها كلمة مركبة من كلمتين تركية وليست من اللغة العربية الغير ذي عوج من شيء ,,, ولكنه تم استيرادها منهم لنطلق على كل ذي شين أو ناقص أو مستحقر في الوسط العربي وقد يكون التفسير الوحيد لهذا الاستيراد الغير مبرر أو منطقي ربما ( كون لغتنا العربية خالية تماما من مصطلحات ومفردات تعطينا نفس المعنى !!!! ),,, وكانتا هذه الكلمتان إلى ما قبل ربيع (أحرقت فيه كل الزهور والورود والحرث والنسل) تستخدمان في محلهما كوصف لأجدادنا العظماء الذين ثاروا ضد الاستعمار الغربي ووصف بلطجي لكل سفيه تأثيره المجتمعي سلبي يهدم ما سعى إليه الثائرون ليبنوه ويعمروه ويشيدوه ,,, ولأن من أهم أهداف هذه الفوضى والمؤامرة التي أستطاع بها أعداء الدين والوطن أن يؤسسوها ويحصدون بعض من ثمارها أن يعكسوا كل شيء فيجعلون الجميل قبيح ويجعلون المستعمر محرر ويجعلون العدو صديق ويجعلون الحاكم وولي الأمر أعداء يجب أن نستأصلهم ونستأصل من يأتي بعدهم وبعد بعدهم ونستمر في صراع استئصالي حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى ,,, ويجعلون البلطجي ثائر والمسالم الملتزم بتعاليم الله ورسوله بلطجي وكل هذا بمسانده الإعلام والذي كان له الدور الأهم في هذه الأحداث من قبل ومن بعد ,,, لأن الأعلام أسس من قبل هذه الأعمال أفكار ورؤى أستطاع فيما بعد أن ينفذ أجندته ورؤاه وأهدافه بكل يسر وسهولة كاستثمار طويل المدى أعطى أرباح متسارعه وكثيرة وقت الحصاد ,,, فلا ننسى أن الأعلام أظهر لنا البلاطجة (وفق تعبيراتهم وليس وفق مفرداتنا العربية ) وكأنهم محرري أوطان وبناءون وساعيين إلى الخير والتنمية والرقي والسمو وكأن الحق بين أيديهم ومن بين أفواههم تتقاطر عبارات الحسن والجمال وما بعد نجاحهم ستكون دولنا العربية جنة الله في الأرض في كل شيء ولعل أهم شيء أن تصبح أرضنا “طوبى” وكل شيء فيها مثالي من البداية حتى النهاية (رغم أن في هذا نسف تام لحكمة الله في خلق الإنسان ) ,,, وأظهر لنا بالمقابل الثائر الحق (البلطجي وفق رؤيتهم) ومن وقف مع الحق ومع أوامر الله ورسوله ملتزم بأحكامه وحكمته من البلاء والاختبار في كل شيء ومن ثار في وجه من قال أنه ثائر أو باحث عن الحقيقة أو ساعي للبناء وأستحمل نتاج بلطجتهم وأعمالهم المنافية للحق والخير والتسامح من خراب ودمار وتهديد وتنفيذ للتهديد وقتل وتشريد وتعطيل للمصالح العامة والخاصة وإهلاك الحرث وتدمير النسل وقال “نعم لولي أمري” حتى لو لم يقوم ولي أمري بواجبه على أكمل وجه (فعندما أقول نعم له فأنا أقول نعم لأوامر الله وحكمته ورؤيته فهو من خلقني ويعلم مكونات نفسيتي ) منتهجا نفس النهج الملائكي عندما قيل لهم “أسجدوا لآدم فسجدوا جميعا دون استنكار أو ثوران ” كون هذا أمر رباني لا علم لنا جميعا إلا ما علمنا الله ومن ثار في تلك اللحظة (لعنه الله حتى يوم الدين وقال عنه أخرج منها مذموما مدحورا ) ,,, ومن هذا المنطلق تتضح لنا جميعا الرؤية الواضحة الشفافة لمفردتين هامتين (ثائر) و (بلطجي) حتى وإن ساهم الإعلام السيئ في عكس معناهما فقد ساهم قبل ذلك في أشياء أكثر منها انحطاطا وسوءا في تزيين أعمال الكفر والإلحاد وكأنها ممارسات راقية فقد أسس الإعلام الهابط في النفوس عدة أفكار منافية للدين والعقل والنقل والمجتمع وجعل من الساقطة محررة تارة وباحثة عن الحق ومظلومة وعلى الصراط المستقيم وجعل منها في أحيانا كثيرة قدوة للبقية وزين أعمالهن للجميع بل أن بعضهن أصبحن قدوة لكثير من بنات المسلمين ,,, وجعل من السكير شارب الخمر منقذ الأمم والأرض والمجتمعات وصاحب فكر ورؤية بناءة وجعل من الملحد سواء كان ملحد (بجعل الإله أثنين أو ثلاثة ) أو ملحد (بالإنكار) قدوة وأولياء لنا جميعا وصورة مثالية للأوطان المسلمة والعربية للمضي قدما وساق في منهاجهم وسبيلهم للوصول إلى متاع الحياة الدنيا وزينتها ,,, وجعل من المتدين والمسلم والملتزم رجل إرهابي يبحث دائما وأبدا عن إرواء ظمئاه من دماء الأبرياء في أنحاء المعمورة وألصق على جبينه كل أعمال الخراب والدمار مما سهل العملية الاحتلالية لبعض بلداننا العربية من هذا المنطلق ,,, وجعل من إتباع أوامر سيد الحلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم فقه رجعي وإتباع مقصور وفكر محدود كون الزمنين مختلفين ,,, وجعل من المرأة السافرة الوجه الوقحة اللسان الهابطة التصرف والأعمال امرأة مثالية وشجاعة وشخصية قوية وذات حقوق يجب أن تنتزع ومن احتشمت بلباس الإسلام وتكلمت بلا خضوع في القول والحديث (وفق أمر رباني) وتسترت وأتبعت تعاليم النبي محمد إتباع منقطع النظير وصفها بأنها امرأة من الغابرين ورجعيه ومضطهدة وغبية ,,, فهذا الأعلام الذي حول ك