بقلم/ بلقيس علي السلطان
من كان يظن أن دماء الأبرياء مباحة فهو مخطئ، ومن جعل من جثث اليمنيين جسراً للوصول إلى أهدافه ومآربه فهو واهم وأحمق، لقد تألم الشعب اليمني بما فيه الكفاية وآن لمن كان سبباً في إيلامهم أن يألم – مع اختلاف أماكن الوجع – فالعدوان (الصهيوسعوإماراتيكي) قد استباح الدماء دون أي رادع يردعه، لا قوانين أممية ولا دولية ولا حتى أخذوا بالقوانين الإلهية التي تحرم قتل النفس إلا بالحق؛ لكن ردعنا جاء في أماكن ربما تكون لكم أغلى من الأرواح التي استرخصتموها حتى أرواح من باعوا أنفسهم لكم بثمن بخس، هذه الأماكن هي أماكن ضروع البقرة الحلوب التي تدر خيراتها على الجميع من صهاينة وأمريكان وغيرهم، فكان الردع يحمل أبعاداً كثيرة وموجعاً لكل الأطراف المتحالفة.
لقد انطلقت طائرات الصماد الـ12 وصاروخا قدس وصاروخ ذو الفقار، حاملة معها أوجاع المجازر التي سببها العدوان الظالم والتي كان آخرها مجزرة المصلوب بالجوف، كان جلّ ضحاياها من النساء والأطفال، لتحمل رسالة؛ ربما تجاهل العدوان مفادها بأن الدماء اليمنية ليست رخيصة، ويجب أن يعمل العدوان ألف حساب لأي حماقة قد يقدم على ارتكابها، ولعل الضيف الجديد على القوة الصاروخية – والذي أطلق عليه اسم ذو الفقار ونحن نعلم بقدسية هذا الاسم الذي يحمل اسم سيف الإمام علي الذي كان مسلطاً ورادعاً للطغاة – لعله يحمل الرسالة الأبلغ والأكثر ردعاً للطغاة لعلهم يعون ويفهمون فحوى الرسائل الرادعة.
لقد أشفت عملية الردع الثالثة والتي كانت وجهتها ينبع الصناعية صدور قوم مؤمنين، فلا بد للمتغطرسين من رادع يردعهم عن جرائمهم واعتداءاتهم المتكررة، ولا رادع لهم سوى ضرب الأماكن التي كانت سبباً في غطرستهم وبغيهم، ألا وهي شركات النفط والصناعات التي سخروها لتدمير الشعوب وإبادتهم، فكم من طفل قد يتم وكم من امرأة قد رملت وكم من أسر قد أبيدت، وكم من أجساد قد قطعت، دون ذنب يذكر أو جرم يُقترف!
لم تكن عملية الردع الثالثة الأولى ولن تكون الأخيرة، فطالما استمر العدوان في بغيه وطغيانه، سيستمر رجال الرجال في ردعهم ودفاعهم عن الأنفس وعن الأرض والعرض وعن حياض الوطن ومقدراته حتى يولي الطغاة إلى غير رجعة، وهذا ما سيكون ولا بد له أن يكون طالما وجد هكذا رجال شرفاء هم أنبل خلق الله على أرضه لا يقبلون الضيم والخضوع ويقدمون أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الأمة، فأنى لهكذا رجال أن تضام وتذل؟
بل ستكتب لهم العزة ولأمتهم وسيكونون مدرسة ومنهاج يحتذى به على مر الأزمان، فسلام على أيادٍ صنعت وأيادٍ رصدت، وأيادٍ أطلقت والحمد لله على تأييده ونصره للمؤمنين والعاقبة للمتقين .