أوهام البعض وانهيار قيم البعض الأخر ..?!
الأزمة التي عشتها البلاد والعباد وطيلة قرابة عام كامل , كشفت لنا الكثير من الحقائق التي كنا غافلين عنها وربما كنت أنا غافل عنها ربما , لأني كنت وحتى تفجر الأزمة اتفاخر بالحكمة اليمانية والإيمان اليماني ويبدوا أن هذا التفاخر كان من حق أجدادي وليس من حقي أنا الذي ولدت من رحم الثورة وتشربت قيمها , ثم وجدت نفسي مجبرا على العيش في كنف (الديمقراطية) التي فرضت عليا وعلى جيلي مثلها مثل موضة ( تطويل الشعر والبنطلون المفتوح من تحت ( الشلستون) ومثل بقية الموضات التي تعاقبت علينا منذ بداية الستينيات وحتى العام 1990م حين تم اختيار الديمقراطية كخيار حضاري أخذت به بلادنا وكانت السباقة على كل دول المنطقة في التحول نحو الديمقراطية والحرية والتعددية والانفتاح على الأخر ..لكن قطعا لم يكون فخامة الأخ الرئيس / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله_ يدرك أن هذا الخيار سيحوله (البعض) إلي خيار أخر , فيما هناك من سيتخذ منه وسيلة للاستلاب ومزيدا من (التجهيل) وأن الأحلام العظيمة التي حملها فخامته لوطنه وشعبه هناك من يتربص بها ومن أوساط هذا الشعب أو من المحسوبين عليه الذين امتهنوا العمل والارتهان لمحاور النفوذ الإقليمية والدولية والذين كانوا وما زالوا يشكلون بوجودهم بمثابة _حصان طروادة_ فهم لا يخجلون في الإجهار بولائهم أو انتمائهم لهذا الجهة الخارجية أو تلك , حتى أن المرحلة الوطنية من عام 1990م وحتى عام 2011م كشفت لنا كيف جعل هؤلاء المرتهنون من (الخيانة والعمالة والتبعية والارتهان) بمثابة (قيم يكفلها المناخ الديمقراطي ) وتندرج في سياق ( وجهات النظر ) الواجب احترامها ..??!!
لذا فأن أبرز إنجاز الفوضى التي عشتها بلادنا خلال المرحلة الماضية أنها جعلتنا أو جعلت بعضنا يفكرون بجدية عن ( الوطن والهوية الوطنية ) والقيم والأخلاقيات التي شكلت هويتنا الثقافية والحضارية والتي كنا نتفاخر بها حتى وقت قريب بل كنا نذكر بعضنا بها في كل محطة وطنية نجد فيها أنفسنا _ مختلفين_ ولم يكون خلافنا يصل حد الاختلاف رغم محدودية وعينا _حينها_ ورغم محدودية وسائل التنوير والمعرفة كما هو حالنا اليوم حيث تتوافر وسائل المعلومات بطرق مهولة وبوسائل لا تحتاج لكثير من العناء .. لكنا رغم هذا نجد انفسنا ومع انسياب هذا الكم الهائل من وسائل المعرفة والتنوير فأننا نجد أنفسنا في ظل كل هذا أكثر (جهلا) بل نذهب في مسار (التجهيل ) الأكثر تخلفا ..??!!
ربما يكفي المراقب الحصيف للتأكد من هذه الحقيقة أن يطل ولوا إطلالة عابرة على ( المواقع والوسائط الإعلامية اليمنية ) بمختلف توجهاتها سيجد إننا فعلا نتجه في طريق الجهل والتجهيل وأكبر دليل على هذا هو الأزمة التي عشناها ولا نزل ولم نكون بحاجة لها , لكن الرغبة في ( تقليد) الأخر وهذه مشكلتنا منذ لحظات الثورة السبتمبرية الأولى التي كنا نحتاجها ونسعى لها لكنا أصرينا على أن نجعلها تبدو وكأنها نسخة طبق الأصل لثورات أخرى وبين فريق يريدها كذلك وأخر يريدها بطريقة أخرى تاهت الحكاية وسال الدم واستهلكنا قدراتنا الذاتية المتوافرة وما جادة به لنا أطراف أخرى ورحنا في مسيرة من (الطحن والطحن الأخر ) ولم تستقر أحوالنا إلى بوصول فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله _ لسدة الحكم في واحدة من أخطر محطاتنا الوطنية , ومنذ العام 1978م انطلقت اليمن في البناء والتنمية وبدأنا فعلا في التفكير في كيفية بناء مدرسة ومستشفى ومعهد وشق طريق , وهكذا اطلقت مسيرة التنمية مجبولة بمقومات الأمن والاستقرار وهو المناخ الذي لم تشهده اليمن إلا في عهد فخامة الرئيس / علي عبد الله صالح الذي سوف يذكره التاريخ ويخلد سيرته ومسيرته بغض النظر عن طروحات ( الزنادقة والمنافقين والانتهازيين ) من هؤلاء الذين كانوا يحملون مباخرهم إلى حيث يكون الرئيس ويتمسحوا لدرجة الابتذال له دون أن يطلب منهم هذا لكن هذه هي ثقافتهم ..?
لن أتحدث طبعا عن أولئك ( الأطفال المدللين عند فخامته ) ردحا من الزمن ثم فجاءة شاهدناهم وكأنهم لم يكونوا هم الجلساء المحضين في مجالس فخامة الأخ الرئيس وهم النخبة المرافقة له في حله وترحاله , وهم كانوا مقصد أصحاب الحاجة وإليهم يتودد الجميع , مثل هؤلاء لن أتحدث عنهم وشخصيا أجد فيهم وفيما يسطرون على صفحات الصحف والمواقع من بذاءة مقرفة لدرجة أن الحديث عن مثل هؤلاء ( عار) بإجماع فقهاء القيم والأخلاقيات ..?
لكني ربما أتحدث عن نخبة فاسدة رفعت لواء الشرف والنزاهة ونخبة من الانتهازين أصبحوا بقدرة قادر مثالا للعصامية والشرف ..? هذا التحول في المواقف وبهذه الطريقة الدرامية سلوك يجعلنا أكثر إيمانا بعظمة فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله_ وبدناءة أولئك الذين يناصبوه العداء والحقد ليس من أجل وطن وشعب فليس أمثال هؤلاء هم من يحرص على الوطن والشعب , بل أن هذه الترويكا من الانتهازين والحاقدين واللصوص والقتلة والمرتزقة _ جميعهم_ التقوا بحثا عن انتصارات _ذات