الطلاب اليمنيين في ووهان الصينية بين مطرقة حكومة المرتزقة وسندان كورونا
الطلاب اليمنيين في ووهان الصينية بين مطرقة حكومة المرتزقة وسندان كورونا
شهارة نت – تحقيق
“اذا لم تستحي فصنع ما شئت” ، هذا هو حال حكومة المرتزقة التي اعلنت الاربعاء بأنها سترسل مساعدات مالية إضافية للطلاب اليمنيين والمقيمين في مدينة ووهان الصينية؛ وذلك بدلاً من إجلائهم كما هو باقي طلاب الجاليات الاخرى.
وتزداد معاناة الطلاب في ظل امتناع حكومة المرتزقة عن صرف مستحقاتهم منذ ثمانية أشهر، ليخرج وزير خارجية المرتزقة وبصورة مخزية متحدثاً عن مساعدات إضافية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تبذل فيه حكومة الانقاذ الوطني جهوداً كبيرة من أجل اجلاء اليمنيين في المدينة المنكوبة، وفي مقدمتهم الطلاب البالغ عددهم 178 طالباً ، حيث اكد وزير الخارجية المهندس هشام شرف إلى أنه تواصل مع وزير الخارجية الصيني وطالبه بالتعاون مع الطلاب اليمنيين في المنطقة التي تعرضت لإصابات بفيروس كورونا بما يسهل مغادرتهم بعد التنسيق مع الجانب اليمني أو أي دولة عربية شقيقة يمكن تقديمها للدعم في هذا الجانب الانساني.
وخاطبت حكومة الانقاذ سلطنة عمان بمساعدة الطلاب اليمنيين، سيما في ظل تجاهل الامم المتحدة والجهات الدولية لمناشداتها السابقة بسرعة التدخل لإرجاع الطلاب.
من جانبه وجه عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، بتشكيل لجنة من وزارات التعليم العالي والخارجية والنقل والمالية لمتابعة أوضاع الطلاب اليمنيين في الخارج ونقلهم إلى أرض الوطن.
وبحسب التوجيه فإن هناك مجموعة من الطلاب اليمنيين بحاجة إلى المساعدة لنقلهم إلى الوطن.
وودع الطلاب اليمنيين زملاءهم العرب الدارسين في مدينة ووهان الذين تم إجلاؤهم إلى بلدانهم بصورة طارئة، ليبقى اليمنيون محبوسين في سكناتهم التي لم يغادروها منذ ثلاثة أسابيع.
وقد وجه العديد من الطلاب اليمنيين نداء استغاثة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، مؤكدين في مقاطع الفيديو التي نشروها على صفحاتهم الشخصية أن السبل تقطعت بهم حيث يمضون كل وقتهم محبوسين داخل المنازل ولا يستطيعون الخروج خوفا من إنتشار فيروس كورونا، وإنه تم إخلاء جميع الطلبة من الجاليات المختلفة ولم يبق إلا هم.
ويقول احد الطلاب “سافر أصدقاؤنا المصريون والجزائريون والتونسيون والليبيون، وما زلنا ننتظر واليأس والمخاوف تقتلنا ألف مرة، نحن نعيش الجحيم، وأغلبنا لا يملك قوت يومه، ولولا التعامل الإنساني من الصينيين، وحرصهم على حياتنا لمتنا من الحزن والخوف والانتظار الصعب”.
ويؤكد طالب اخر يدرس في الدراسات العليا عبر مقطع فيديو بثه الثلاثاء أنه وعدد من زملائه الطلاب يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة، ولا يغادرون منازلهم التي يسكنونها مع عائلاتهم إلا للضرورة، وذلك التزاماً منا بتعليمات السلامة الصادرة عن السلطات الصينية.
وأستغرب طالب ثالث من الصمت المخزي لما يسميها المجتمع الدولي بالحكومية الشرعية – في اشارة الى حكومة المرتزقة- ، مؤكداً ان هذه الحكومة المزعومة فاجأتهم باللا مبالاة وعدم الاكتراث بحياة الطلاب والجالية في المدينة الخاضعة للحظر الصحي، وقال “الا يوجد لدى الحكومة ومسؤوليها قليل من الحياء.. حتى ليبيا التي وضعها أسوأ من اليمن ، قامت بواجبها وأجلت رعاياها بالتنسيق مع الجزائر، وتم نقلهم عبر الطائرة الجزائرية.
ناشط يمني قال: “التحالف السعودي الاماراتي الذي يسيطر على الأجواء اليمنية ويغلق المطارات ويمنع شركات الطيران الدولية من تسيير رحلات جوية إليها رفض إجلاء الطلاب اليمنيين في مدينة ووهان الصينية رغم وجود طائرة سعودية أخلت 10 طلاب منها. تضامننا مع طلابنا الأعزاء ونتمنى من دول العالم مساعدتهم.”
وقال مقيم يمني إن الطالب اليمني في الصين يعاني أولاً من عدم صرف مستحقاته، وهو ما فاقم من المعاناة الثانية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا، مضيفاً “كيف يمكن للطالب السفر وتأمين احتياجاته المعيشية واتخاذ الحيطة” في ظل عدم وصول المستحقات منذ منتصف العام الماضي.
الاجلاء على وتيرة عالية
وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية إجلاء رعاياها من الصين منتصف الأسبوع الماضي، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، السبت، إخلاء 55 طالباً وعائلاتهم، إضافة إلى 16 مواطناً من فلسطين والبحرين ولبنان وعمان، تم إخلاؤهم بالتنسيق مع حكوماتهم.
وأعلنت مصر أمس، إخلاء 300 مصري من الصين، فيما أكدت وسائل إعلام جزائرية إخلاء عشرات المواطنين من مدينة ووهان، إضافة إلى مواطنين من تونس وليبيا وموريتانيا، بناءً على طلب تلك الدول.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية، الأحد، استقبال 10 طلاب سعوديين بعد إجلائهم من “ووهان” الصينية، وذلك عبر طائرة خاصة تكفلت بها حكومة بلادهم.
وأثار الإعلان السعودي وصمت حكومة المرتزقة، موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال احد الناشطين تغريدة له على “تويتر”: “أجلوا فقط 10 طلاب سعوديين وتركوا 178 طالباً يمنياً مع عوائلهم هناك”، محملاً الرياض المسؤولية الكاملة عنهم؛ “بحكم مسؤوليتهم عن الوضع في اليمن ووضع الحكومة اليمنية المزري والمحتجزة بالرياض”.
وتساءل ناشطون يمنيون عن سبب تجاهل الحكومة السعودية لوضع اليمنيين في المدينة، سيما في ظل الحصار الذي تفرضه على بلادهم، مؤكدين أن السعودية تتحمل الجزء الأكبر من معاناة اليمنيين- إجلاء طلاب يمنيين، على الرغم من أن الطائرة التي نقل فيها الطلاب السعوديين لم تحمل سوى 10 طلاب فقط.
وكتب الناشط فهد سلطان قائلاً: “السلطات الأردنية وهي تجلي رعاياها الطلاب من الصين من مدينة ووهان مكان انتشار فيروس كورونا أخذت معها الطلاب الفلسطينيين وغادروا بطائرة واحدة، والمغرب وهي تجلي رعاياها الطلاب أخذوا معهم الطلاب التونسيين وسافروا بطائرة واحدة، والسعودية أجلت عشرة طلاب وتركت اليمنيين هناك عرضة للموت”.
الجدير بالذكر أن اللجنة الوطنية للصحة في الصين اعلنت الثلاثاء، تسجيل 426 حالة وفاة بينهم أول حالة فى هونج كونج و20 ألفا و471 حالة إصابة مؤكدة بالالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس “كورونا “في شتى أنحاء البلاد.
وعلقت شركات الطيران رحلاتها من وإلى الصين، باستثناء رحلات الإخلاء الصحي الذي يتم بالتنسيق بين الدول، ما جعل الدولة الأكثر سكاناً، في حالة عزلة تامة عن العالم.