ثورة التغيير العربي
قد يتساءل البعض عن سبب قيام بعض البلدان العربية بثورة جماعية (كالانتفاضة ) صنعها الشعب بكل أطيافه وقادها الشباب ضد الانضمه التي حكمتهم لعقود من الزمن ?.. ومن كان يتصور أن يأتي يوم تشتعل فيه الثورات السلمية في الوطن العربي ..ثورات لا يحمل فيها الثوار إي سلاح وإنما يواجهون الموت بصدور عارية …!!
في البداية أستطيع أن أقول أن الثورات في البلدان العربية ذات طابع متقارب ومتساوي من حيث الأسباب والدوافع . أما المفهوم الأساسي واضح الأهداف والرؤى لهذه الثورات التي نبعت من ضمير الشعب ووحي الشارع والآم الطبقات الاجتماعية المختلفة التي أفرزتها الأنظمة والتي جعلت الشعب ينتفض سلميا ضد حاكمة وأركان نظامه . فهي ثورات وحدت الصفوف بين أبناء الشعب وجمعت الكلمة رغم الاختلاف الديني والمذهبي والفكري مطالبة بإسقاط النظام ومكافحة الظلم والفساد وتحقيق العدالة والمساواة والحرية .
ولكل ثورة نكهتها الخاصة وأسلوبها الخاص للتميز بتحقيق الهدف والوصول إلى الغرض المنشود الذي اج?ْمع علية كل أبناء الشعب
لكن لكل ثورة مبادئها وأهدافها تختلف من بلد إلى آخر باختلاف بسيط في محتواها ومضمونها .اما من الناحية التوافقية الأساسية واحدة وهي صحوة الشعوب العربية بعد سبات عميق أغمي عليهم من قبل الأنظمة التي حكمتهم لعقود من الزمن والتي جعلت الشعب يتصارع مع الجهل والفقر من اجل الانشغال في البحث عن ملاذا للعيش فيما تأتي سياسة القمع والتجهيل التي اتخذتها هذه الأنظمة لتجعل من الشعب قيود لعزلهم عن فضاء الحياة والحرية التي منحهم الله لتساعد على بقائهم ا?ْميين كالأطفال الذين لا يبلغون الرشد,مع ادعاء بعض الأنظمة والأسر الحاكمة دعمها للديمقراطية وتمسكهم بالرأي والرأي الآخر من خلال الحوارات الكاذبة والتي لم يعرف الشعب شي عن الديمقراطية او الحرية التي تتحدث عنها هذه الانظمه مستغلين ثروات الشعب العامة لإغراضهم ومصالحهم الشخصية وكأن هذه الأنظمة تعمل لحساب أجندة وهمية أو قد تكون موجودة دون وعي الشعب لان أبناء الشعب هم من اختاروا هذا القائد وأعطوه وأنفسهم الثقة ليقود البلاد ويتم انتخابه أكثر من مرة ليفوز بنتائج تفوق منافسيه بكثير, إذا الشعب من اختاره مرة أخرى لكن النتائج ليست حقيقة والثقة التي أهداها الشعب باختياره لهذا القائد مرة أخرى دون علم منهم أن النتائج زائفة ومغشوشة ليعتبرها القائد وهمية لأنة الوحيد الذي يعلم بأنة خائن وغشاش لشعبة ليتعلم بذلك درسا ونموذج جديد ليتخذ الأساليب التي تمكنه من معرفة الخطة الجديدة والتي ستأهلة للفوز في الانتخابات القادمة .
إنها الثورة الحقيقية والانتفاضة الكبرى التي ايقضت وجدان الشباب العربي وضمائرهم بعد سباتهم العميق الذين كانوا منصرفين إلى الاستماع للاغاني واللف والدوران في الأسواق والملاهي ليتحولوا فجأة الى الساحات الساخنة ليشعروا بواجبهم نحو وطنهم وأمتهم .هذا التدفق الشبابي نحو ميادين الحرية وساحات التغيير والخروج من المشاعر الذاتية الى المشاعر الجمعية متوحدين الأفكار والرؤى والمطالب ليصنعوا بلدا جديدا لمستقبل جديد . ومع إيمانهم القوي بتحقيق النصر فقد صمدوا في وجه الانضمه الحاكمة رغم كل ما يتعرضوا له من قتل وقمع واعتقالات وغيرها ليستعيدوا كل ما نهب وسلب من ثروات وطنهم وتحقيق العدالة المتساوية والحريات العامة وهم على يقين ان لا تقف هذه الثورة عند حدود الجانب السياسي من الحياة ,بل يمتد الى تغيير جذري في البنية التقليدية بكل ارثها ومخلفاتها.