اراء وتحليلات

إحذروا يأس وغضب المصريون من ثورتهم

بعد أيام قليلة يحتفل الشعب المصري بعيد ثورة 25 يناير الأول الذى يمر على البلاد فى أوضاع حرجة جدآ وتهاوى دور المجلس العسكرى والحكومة فى تسيير شئون البلاد لحين تسليم البلاد لسلطة مدنية فالشعب قارب على اليأس من نتائج ثورتة وفى المقابل نجد صراع قوى وتيارات سياسية تسعى للصعود وتسلم سلطة وحكم البلاد وهذا حقها المشروع بعد أول إنتخابات برلمانية حقيقية بعد عقود من التزوير والتحايل على القانون وغيرها من أساليب الأنظمة القمعية الديكتاتورية فى تزوير إرادة الشعوب .

لقد قاربت أغلبية المصريين على اليأس والإحباط من نتائج ثورة يناير فلم يحدث شئ ولم تتغير الأوضاع المعيشية للمواطنين بل الأمور تتدهور بشكل ملحوظ وتزداد معدلات البطالة والفقر وإرتفاع الأسعار ونقص سلع وإنفلات أمنى وسقوط أقنعة لشخصيات متحولة تستغل دماء المصريين لتحقيق مصالح خاصة .

الأهم إنه من أبرز العوامل التى أدت لإحباط المصريين ويأسهم من الثورة هو فقدان الثقة فى كل الأشخاص والتيارات السياسية فالجميع يستغل كل شئ لمصلحتة الخاصة وهناك أمثلة عديدة مثل تحول الإنتخابات البرلمانية من صراع برامج سياسية إلى أحزاب إسلامية وكتلة ترعاها الكنيسة وطبعآ هذة الممارسات الخاطئة تكرس للدولة الدينية الجديدة وإختفاء مبدأ المواطنة ونتيجة لذلك إخوتنا الأقباط فى خوف وذعر من مستقبلهم فى مصر .

من أهم الأسباب فى يأس المصريين من الثورة هو غياب الحقيقة فلم نعد نعلم شئ من الثائر ومن البلطجى من السياسي الشريف ومن السياسي الإنتهازى ومن الصحفى الحقيقي والإعلامى الحقيقي فلقد إختلطت الحقائق وتشوهت المعانى فلم نعد نعرف حقيقة أى حادثة فالجميع يعرضها حسب مصلحتة الخاصة وهنا شعر المواطن المصري أنة فريسة لإعلام مضلل يقود البلاد نحو الفوضى الهدامة لآن النظرية السياسية تقول عندما تموت الحقيقة يسود الجهل والخرافات ويصبح الإنسان أسير أهوائة وهى أولى مراحل الفوضى الهدامة التى نخشى حدوثها فى مصر .

الثورة بالنسبة لعدد كبير من المصريين كانت ولا تزال الحلم والمنقذ من براثن الفقر والبطالة واليأس من المستقبل فناصروا الثورة وجاهدوا وإعتصموا وضحوا بحياتهم وفى النهاية لا أحد يحترم الشهداء ويعالجهم بأدمية ومطالب منا أن نقدم الدليل على أنهم ثوار وشهداء يالسخرية القدر والكوميديا السوداء التى نعيشها والمثير لليأس والإحباط أن الثورة حتى الأن تتبع نفس ممارسات نظام مبارك ترفع رواتب الموظفين وتثبت المؤقتين وأما العاطلون الحقيقيون الذين يعيشون فى يأس وإحباط من المستقبل فقد زادوا إحباطآ بعد الثورة من ينقذهم وإذا إستمرت الأوضاع على تدهورها الحالى فانتظروا ثورة الغضب قريبآ أيها الحكام .

لن نتكلم عن سوء إدارة المجلس العسكرى للبلاد والحكومة فهم لا يتصرفون إلا بعد إعتصام أو قطع طريق أو تعطيل السكك الحديدية وغيرها من الممارسات التى هى وسيلة العاجزون عن إيجاد جهة محترمة تحترم عقل المصريون وتدعمهم وتدفعهم نحو المستقبل .

بعض المصريون لديهم الحق فى فقدان الثقة فى بعض الأحزاب والنشطاء السياسيين لأنهم رأوا بأعينهم تجاوزات إنتخابية ومخالفات كثيرة فى الإنتخابات وكذلك المليارات التى تم إهدارها فى الدعاية والتى لو تم صرفها على فقراء مصر فى العشوائيات والمناطق الملتهبة فى مصر لكنا إحترمناهم أكثر وفى النهاية كلنا خاسرون .

أعتقد أن مرشحى الرئاسة فى مصر ساهموا بشكل كبير فى زيادة الإحباط واليأس لدى قطاع كبير من الشعب بسبب تصرفاتهم وتصريحاتهم المثيرة للجدل مثل تصريحات بعض المحسوبين على تيار الإسلام السياسي بشأن السياحة والمرأة والأقباط وغيرها وفى المقابل حالة التخوين والتشكيك التى تستخدم فى حملاتهم الإنتخابية فجميعم يرى أن الأخر خائن ومضلل وعميل وفى النهاية الشعب لا يثق فى أحد منهم فهل ننتظر فى الأيام القادمة شخصية تعمل فى الشارع عبر برامج حقيقية ورؤي إصلاحية بدلآ عن مرشحى الفضائيات الذين يبحثون فقط عن إستغلال الأحداث ودماء الشهداء وفى النهاية التاريخ لن ينساهم .

إن المواطن المصري البسيط يستطيع أن يصبر كثيرآ على السنوات العجاف إذا شعر بمصداقية وصراحة وأنة لايخدع ولا يتم تجاهلة وتجهيلة ووصفة بالأمى وكذلك لايرضى أن يكون طرفآ فى صراع المصالخ فهو ساند الثورة من أجل الحرية والعيش والعدالة الإجتماعية فنتمنى أن نحقق لة ذلك فإذا وجد المصريون العكس وأنهم سيصيرون ضحايا كما كان يحدث سابقآ فإنى أحذر من ثورة الجياع والمحرومين فهى ثورة الغضب التى لا نتمناها فى مصر .

فى النهاية إتقوا الله فى مصر والمصريين فنحن نصبر ولا نيأس وإذا يأسنا لا تتوقع ماذا سنفعل .

أكاديمى مصري – كاتب ومحلل سياسي
DreemStars@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com