الدولة المدنية الحديثة والمخزنين
ثورة المؤسسات المشتعلة هذه الأيام تشبه المخزن الذي يستبدل كندا اسود بكندا رمان وهما من نفس المصنع يحرك الاصلاحيون عناصرهم في المؤسسة المستهدفة خصوصا اذا كان المسئول فيها مؤتمريا وذلك للمطالبة بإقالته بدعوا الفساد ليفسحوا المجال لأنفسهم بتعيين فاسد اخر موافقا لميولهم وعند سؤال المتظاهرين عن السبب لهذا الفعل يرد عليك احدهم نريد ان نبني دولة مدنية حديثة. تجري احد القنوات الفضائية مقابلة مع احد بشمرقة جهال الأحمر وتسأله مالذي دفع بك لترك قريتك و المجي الى الحصبة فيجيب نشتي نبني دولة مدنية حديثة. الشباب في ساحات التغيير يطالبون بغذاء وتخزينه وكندا رمان و دولة مدنية حديثة. الكل أصبح يردد هذا المصطلح الذي يعرف معناه و الذي يردد مع الخيل يا شقراء لكن يبقى السؤال الاهم هل فعلا نستطيع ان نجعل من اليمن الحبيب دولة مدنية حديثة? للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف ماهي الدولة المدنية الحديثة خاصة وان تعبير الدولة المدنية ليس تعبيرا اصطلاحيا في العلوم السياسية بقدر ماهو جزء من خطابات الحرب على الحركات الإسلامية فالدولة المدنية هي نقيض الدولة العسكرية وهذا هو التعريف الأكثر دقة. فالدولة التي تقوم على حكم العسكر لا تعتبر دولة مدنية ويمكن القول بان الدولة المدنية هي الدولة التي تقوم على أساس النظام الديمقراطي وتعتمد على التعددية و التداول السلمي للسلطة فتصبح الدولة المدنية هي الدولة الديمقراطية في مقابل الدولة المستبدة. ان شرط قيام الدولة المدنية هو ان تستمد تلك الدولة مرجعيتها من المرجعية السائدة لدى المجتمع والتي تتفق عليها الأغلبية اتفاقا حرا نزيها وان اي دولة لا تقوم على المرجعية التي يختارها المجتمع بكامل حريته هي دولة غير مدنية. وهذا يعني بان المتواجدين في شارع الستين بصنعاء لا يمكنهم بناء دولة مدنية من دون ان يتحدوا مع إخوانهم في ميدان السبعين وبعد الاتفاق بين الستين و السبعين على بناء الدولة المدنية يجب ان نسأل انفسنا جميعا هل لدينا في اليمن مقومات الدولة المدنية الحديثة? ام انه مجرد هدرة قات. سوأل اطرحه على كل يمني ظهر على أي وسيلة إعلامية يقول بأنه يريد اليمن أن يصبح دولة مدنية حديثة.