2012 عام تحرير جزيرة العرب
لم يكن ليخطر على بال إنسان في بداية عام 2011 أنه سيرى الرئيس مبارك خلف القضبان او الرئيس القذافي ي?ْضرب بالأيدي والعصي وأعقاب البنادق من قبل الثوار في ليبيا حتى الموت أو أن حاكم تونس شين العابثين يفر من شعبه إلى السعودية أو أن الرئيس علي عبدالله صالح يدخل جهنم الحمراء لولا أن المشيئة والحكمة الإلهية تنقذه ? فليس ببعيد وهذا هو الحال أن يشهد عامنا هذا تحرير جزيرة العرب أو عودة الفرع إلى الأصل وتنضم دول الخليج المصطنعة إلى اليمن مهد العروبة والحضارات العربية.
وبما أن الرياح تجري دوما?ٍ بمشيئة الله وبما لا تشتهي القوى الدولية المتنفذة ? نجد البعض من المتنطعين الجهلاء يواصلون هرطقاتهم عن سياسات وأستراتيجات المجتمع الدولي والأمن الدولي وغيرهما من الضرورات الإفتراضية المزمعة لحرف ثورات الربيع العربي ? فيما هم لا يفقهون أكثر من أدائهم المبرمج سلفا?ٍ كعدادات الوقوف التي لا تعمل إلا بقدر ما يوضع بداخلها من عملات نقدية.
بينما باتت هذه الإستراتيجات ? التي يتغنى بها أمثال هؤلاء ? ليس أكثر من أوهام تستجر بقائها من الماضي السحيق لاسيما إزاء الثورات العربية التي آخرجت الملايين إلى ساحات الوغى تقتلع نظاما?ٍ بعد آخر ? مما أخرج معدي هذه الإستراتيجيات من سباتهم يلهثون وراء الفعل الثوري الشبابي الشعبي العربي الذي ما يزال في بداية توهجه وتألقه يتفاعل ويتصاعد بكل قوة وعنفوان رغم بعض الإنتكاسات ? مايزال هذا البعض يرتدي شماطير ودساميل الناسك يقدم الوعض للقوى الثورية في اليمن وفقا?ٍ لقناعاته المصروف عليها بالبنكنوت الأخضر مهددا?ِ إياهم بقواه الدولية الخارقة إن هم لم يستسلموا لمخططات أسياده رغم تناقضاته الهابطة بشتم سفراء هذه القوى الدولية على الهواء تارة?ٍ بينما يمجد سياساتها من النوى تارة?ٍ أخرى.
وليس غريبا?ٍ على هذا الخطير “أبو الع?ْريف” ومن هم على شاكلته أن يعيب على الثوار عدم إشتراكهم في العملية السياسية التي كما جاء في أحد مقالاته على إعتبار أنه هو فقط من يدرك كل دهاليز السياسية مستشهدا?ٍ بأصدقائه الغربيين المندهشين كما ذكر “من إصرار الحوثي على تضييع فرص ذهبية للإندماج في العملية السياسية ? حيث رفضوا المشاركة في المجلس الرئاسي الإنتقالي الذي أعلنته الناشطة الشبابية توكل كرمان كما رفضوا المشاركة في المجلس الوطني الذي أعلنته أحزاب المشترك” ويضيف مهددا?ٍ الحوثيين بقوله : “ومالا يدركه الحوثيون هو أن العملية السياسية في اليمن سوف تمضي قدما?ٍ بهم أو بدونهم” ودليله على ذلك هو (آلولوه) وليست الثورة الشبابية المتعاظمة التي حطمت كل المؤامرات السياسية المستوردة من منشأ أسياده والتي أثبتت فشلها المدوي. ويواصل تهديده ووعيده بأنه “مالم فأسرع وسيلة توصلهم إلى ذلك هي ركوبهم قطار الطرف الآخر ? وهو القطار الذي يوصلهم إلى المنفى في أبوظبي….” ياخوفي من هذا التهديد الدفين الذي ينم عن حقد متأصل وكأنه هو من يمتلك خيوط اللعبه السياسية برمتها ولا يمكن الولوج إليها إلا من بوابته ? بوابة العمالة والإرتزاق والخيانة والإرتهان للخارج عن طريق مجلسه الوطني بزعامة قائده المرتهن علي محسن مدرع المرفوض ثوريا?ٍ وشعبيا?ٍ. ويطنب في موضع آخر “إن السعودية تلعب دورا?ٍ إيجابيا?ٍ لصالح الشعب السوري في دعم ثورته ضد الظلم والطغيان” في جملة مجازية يقصد بها أن السعودية تلعب دورا?ٍ إيجابيا?ٍ في اليمن ضد الظلم والطغيان التي صدرته هي وكأنها تفيض ديمقراطية أكثر من دول إسكندنافيا. وبعد كل هذا الإفتراء والسقوط يقول في نهاية موضوع آخر “لا يهمنا بعد ذلك أن يقال عنا شيعة أو مجوس أو يهود أو بوذيون أو حتى بلا دين فكل هذه التهم تهون مقابل إنجاح ثورتنا والإنتقام لشهدائنا” .. ياعيني وياسلام سلم على ثورته وشهدائه التي لا شك أنه يقصد بها مكان آخر غير اليمن هو أعلم أين ? … مع إقحامه (الشيعة) بين “المجوس واليهود والبوذييين ومن لا ديانة لهم” أي الملاحدة. هذا هو اللعب على أوتار الطائفية. ثم ماعلاقة هذه العبارة المندسة في الموضوع إلا إذا كان كاتبها مندس أصلا?ٍ وبقصد إشعال روح الفتنة. وإن كان ولابد منها لماذا لم يضع بدلا?ٍ عن صفة (الشيعة) صفة “مسلمون” حتى تكون ضمن سياق الصفات الأخرى في العبارة ? إلا إذا كان هذا المندس يعمل ضمن فريق المأجورين على إشعال الفتنة الطائفية في اليمن وكل أرجاء الوطن العربي والإسلامي !!!!!
في حقيقة الأمر لا يهمنا هذا “الع?ْريف” لا من قريب أو بعيد بقدر مايهمنا هو الكشف عن الزيف الممنهج الذي يقوم به ومن على شاكلته في إطار حملة برامجية منظمة لصب الس?ْم الزعاف على مستقبل الشعب اليمني وثورته منذ زمن عن طريق إستخدام رافعة التهجم على الرئيس وحسب دون غيره متجاهلا?ٍ حقيقة أنه ليس كل من هاجم الرئيس صالح يكون بالضرورة مع الثورة أو حتى مع اليمن لأن الثورة ? كل?َ لايتجزأ ? وصالح ماهو إلا ترس في آلة ضخمة تتآمر على اليمن والأمة العربية والإسلامية ? بل أننا نضع في هذه العجالة