معاهم معاهم … عليهم عليهم
إنتفاضة الكبت والحرمان وثورة الذل والطغيان التي اجتاحت المؤسسات الحكومية ولم يسلم منها حتى القطاع الخاص حالة صحية ودلالة على تنسم الموظفين رياح الحرية التي هب??ِت من تونس وحط??ِت رحالها باليمن .
إنتفاضة موظفين مبهوضين الحقوق ضد عتاولة الفساد الذين أكل عليهم الدهر وشرب بدأت بالخطوط الجوية اليمنية وكلية الطيران وما تلاها من مؤسسات تساقط بعضها ولا زال البعض الآخر يقاوم .
السؤال الذي يفرض نفسه مع هذه الحالة هو :
هل هذه الإنتفاضات بريئة ?
أم أنها تنحو منحى الثورة السلمية التي أجهضت باكرا?ٍ بينما ظل البعض يحلم بمولودها مخدوعا?ٍ ?
سألت موظفين مستقلين في مؤسسات وصلتها الرياح عن حقيقة ما يحدث فأخبروني بالدافع الحزبي أكثر منه ثورة على واقع .
وسألت آخرين في قطاعات مماثلة عن حقيقة الوضع فأخبروني أن من يقود الإنتفاضة لديهم خصومة مع الإدارة فهي شبيهة بتصفية الحسابات محفوفة بروح الإنتقام .
آخرين أفادوا بأن الحاصل في مؤسستهم غريب فلم يسبق في علمهم أي فساد والبعض من رؤساء ومدراء هذه المؤسسات لم يمض على تعيينه سوى شهور ولم تتحدد بعد ملامحه .
من خلال هذه المتابعة لمجريات الإنتفاضات وما حصلت عليه من معلومات تبين لي تصنيفها التالي :
· إنتفاضة حقوقية حقيقية .
· إنتفاضة مبرمجة حزبيا?ٍ ومؤدلجة سياسيا?ٍ .
· إنتفاضة تصفية حسابات شخصية .
· إنتفاضة غير مبررة .
إنتفاضة المدارس :
كما غيرها من المؤسسات وصل وباء التغيير – وقد أسميته وباء?ٍ لوصوله هذا المقام والصرح المقدس ومحاولة تلويث براءة طلابه الذين لا يفقهون وجعلهم وقود صراع قذر – للهرم التربوي الذي خرج طلابه للمطالبة برحيل إداراته المؤتمرية فقط !!!
هنا يحق التساؤل :
ماذا يفهم أطفال المدارس في علم الرحيل ?
ومن الذي يقذف بهم نحو حلبة صراع لا يفقهون دوافعه ولا يعلمون خلفياته ?
يلعب التربويون المتحزبون وذوي المصالح والخصومة الدور الأبرز في تعبئة الطلاب وتجميعهم والقذف بهم وقودا?ٍ لمحرقة الأهواء المريضة .
لئن كان هناك من يعي خطورة معاناة الطلاب التي أفقدتهم عاما?ٍ ماضيا?ٍ وعاما?ٍ حاليا?ٍ فإن التعليم خط?َ أحمر ي?ْفترض بجميع العقلاء – إن بقي عقلاء وأنا أشك في ذلك – النأي بالصرح التربوي ( المدارس ) عن مماحكات السياسة فأنى يعلمون .