اردوغان يذكر فرنسا بجرائمها في الجزائر
قطعت تركيا اتصالاتها الدبلوماسية بفرنسا التي صادقت على قانون يجرم انكار ابادة الارمن ما دفع بالعلاقات الثنائية الى عاصفة قد تطول اكثر من الازمات السابقة لان الاتراك شعروا بالاهانة.وكان رد تركيا على التصويت الفرنسي عنيفا جدا. فقد اعلنت انقرة ذات الاقتصاد الناشئ والتي تعتبر بلدا فاعلا اقليميا لا يمكن الاستغناء عنه? تجميد كل تعاونها السياسي والعسكري مع فرنسا حليفتها في حلف شمال الاطلسي.
وغادر سفير تركيا في فرنسا باريس صباح امس بينما يمضي سفير فرنسا عطلة في بلده حاليا.وفي هجوم عنيف على باريس? اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فرنسا بارتكاب «ابادة» في الجزائر. وقال «تعرض الجزائريون الى عمليات حرق جماعية في الافران والى الاضطهاد بلا رحمة».
واضاف «اذا كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لا يعلم بحصول ابادة فبامكانه ان يسال والده بال ساركوزي الذي خدم في القوات الاجنبية في الجزائر في اربعينات القرن الماضي». واكد ان «الرئيس الفرنسي ساركوزي بدأ يبحث عن مكاسب انتخابية مستخدما مشاعر كراهية المسلم والتركي».
وقد حذرت تركيا التي ترفض الاعتراف بابادة 1,5 مليون ارمني في عهد الامبراطورية العثمانية التي اعترفت بها فرنسا وعشرين بلدا اخر? من هذا السيناريو.
وزارت عدة وفود تركية برلمانية وارباب عمل عبثا العاصمتين في محاولة الحؤول دون التصويت على مشروع القانون الذي يجرم بالجسن انكار الابادة.
واكد مصدر حكومي تركي ان «النص ينتهك حرية التعبير ويمس كبرياء الاتراك».
واضاف مستذكرا الازمات السابقة بين البلدين حول ابادة الارمن? ان تركيا سنة 2011 لن تكون «كبش فداء» الفرنسيين عشية كل انتخابات في محاولة استدراج اصوات الجالية الارمنية التي تعد نحو نصف مليون نسمة. واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو «لم تعد تركيا في موقف دفاعي. انها الان نشطة وقوية على كافة الجبهات والزمن الذي كانت تفرض فيه علينا كل الاشياء قد ولى». وفي 2006 خلال اول محاولة مصادقة على مشروع قانون من هذا النوع في مجلس الشيوخ الفرنسي ركز رد انقرة على المجال الاقتصادي لكن الرد اليوم تدريجيا اكثر من ذي قبل. ففي مرحلة اولى سيقتصر على الجانب الدبلوماسي والعسكري كما اشار اليه يوسف كانلي في صحيفة حريات دايلي نيوز? وقد تدوم طويلا. وكتب المعلق ان «اردوغان اعلن ان هذه المرة ان الرد التركي سيتجاوز بعض الاجراءات الارتجالية الرمزية الرامية الى تهدئة غضب الراي العام التركي». وهاجمت الصحف التركية صباح امس بشدة القانون الذي صادق عليه 40 نائبا في الجمعية الفرنسية.
من جانبه طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من تركيا احترام «قناعات» كل طرف. وقال ساركوزي «احترم قناعات اصدقائنا الاتراك? انه بلد كبير? وحضارة كبيرة? وعليهم احترام قناعاتنا» في المقابل. واضاف ساركوزي «ان فرنسا لا تعطي دروسا لاحد لكنها لا تعتزم تلقي دروسا» في المقابل.
بدوره? دعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه تركيا الى «ضبط النفس».