حكومة باسندوه تعرض برنامجها للبرلمان رغم التوترات
قدمت حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة يوم السبت برنامجها العام إلى مجلس النو?اب لنيل الثقة في جلسة التأم فيها لأول مرة منذ أكثر من عام على الأزمة الطاحنة في اليمن ? نواب المؤتمر وتكتل المشترك المعارض والمستقلين فيما بات يعرف بأحزاب الحكم المشترك? بموجب اتفاق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية الموقعة بين إطراف الصراع في الرياض الشهر الماضي.
ولم تحل التوترات الحالية التي تشهدها الساحة اليمنية وطرفي الحكم دون تقديم البرنامج ? بعد مخاوف من التعثر دفعت لتدخلات رعاة التسوية ? خصوصا?ٍ مع اتهام المؤتمر الشعبي لأحزاب اللقاء المشترك بعدم تنفيذ ما عليها من التزامات في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزم?نة? وتهديد المؤتمر صاحب الأغلبية بعدم منح الحكومة ثقة البرلمان والانسحاب من تنفيذ المبادرة ما لم توقف أحزاب المشترك “الاستفزازات والممارسات التصعيدية “? ومنها تواصل تنظيم المسيرات وتوتير الأجواء وعدم الالتزام بالتهدئه .
وكانت توترات الأجواء السياسية قد أشعلت أزمة بين طرفي الحكم منذ أيام ? بعد إصرار تكتل المشترك -لاسيما حزب الإصلاح الذراع السياسي للإخوان المسلمين الأكثر تنظيما وتسليحا ومالا معلوم ومجهول المصدر وبترف من إنفاق نسف اقتصاد بلد ولم يهتز – المضي بإستراتيجية “الحكم والمعارضة ” في أن واحد “طرف يشد وآخر يرخي ..قدم هنا وقدم هناك ” ?متجاهلا التبعات على مستقبل البلاد والعباد..فمن جانب يرأس التكتل المعارض الحكومة ويملك نصفها ? ومن جانب آخر فانه سيستمر بالمناورة بالشباب في ساحات الاعتصامات وبالمسيرات الاستفزازية ليكونوا أداة منهج جديد لتجاوز التسوية بفرض الواقع الثوري من جديد على الأرض وباستهداف لنائب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يتولى صلاحيات الرئيس بالإنابة بأدوات مشابهة واشد واقعا مما مورس ضد الرئيس صالح.
وخلال جلسة اليوم رحب رئيس البرلمان يحي الراعي برئيس وأعضاء الحكومة? مؤكدا?ٍ أن العمل سيكون تضامنيا?ٍ بين النواب وحكومة الوفاق وفقا?ٍ لمتطلبات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن 2014 والمستجدات التي يفرضها الواقع? مناديا?ٍ بتناسي خلافات الماضي وسيادة ثقافة التسامح.
من ناحيته ألقى رئيس الوزراء محمد باسندوة كلمة جدد فيها الشكر للملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز? وقادة دول الخليج وسفراءهم وأمين عام مجلس التعاون عبداللطيف الزياني على جهود إيصال اليمن للوفاق السياسي.
وأكد باسندوة أن تجاوز ما أسماه الخطر مليا?ٍ رهن بتنفيذ ما تبقى من المبادرة والآلية وصولا?ٍ إلى دولة مدنية تقوم على أساس سيادة القانون والمواطنة المتساوية. مشيرا?ٍ إلى ان عجلة التغيير بدأت تدور وأن اليمنيين قادرون على تجاوز الصعاب.
وعقب الكلمة عرض باسندوة برنامج حكومة الوفاق الوطني. وتضمن البرنامج تاكيد الحكومة على تجسيد معايير الحكم الرشيد في إطار نهج متكامل من المبادئ والإجراءات وتحسين البناء المؤسسي والتشريعي لمنظومة النزاهة في سلطات الدولة المركزية والمحلية.
وفي المجال الاقتصادي وعدت الحكومة بحل مشكلة الانقطاعات الحادة في التيار الكهربائي? وحل أزمة المشتقات النفطية? وضمان توفيرها بأسعار عادلة بحيث لا يسمح للمهربين من الاستفادة من الدعم الحكومي? وزيادة الطاقة التخزينية من المشتقات البترولية وإيجاد مخزون استراتيجي.
ووضع البرنامج في أولوياته توفير المواد الغذائية الأساسية? واعتماد آلية مناسبة لمراقبة الأسعار وكسر الاحتكار? وكذا تأهيل وتنمية قدرات الشباب بدمجهم في أسواق العمل.
وقالت الحكومة أنها ستسعى لإقناع الدول الشقيقة والصديقة بإنشاء صندوق دولي خاص باليمن يمول المشاريع ذات الأولوية على مستوى المحافظات.وستعمل على إنشاء صندوق آخر يتولى المساعدات الشهرية لأسر الشهداء والجرحى والحصول على منح علاجية لمن تستدعي حالاتهم الانتقال للخارج? بالإضافة إلى صندوق ثالث وعدت الحكومة في برنامجها بتأسيسه بمسمى صندوق إعانة البطالة بين الخريجين من طالبي العمل لدى الحكومة.
وفي مجالات تنفيذ التزامات المرحلة الأولى للمبادرة الخليجية أشار برنامج حكومة الوفاق إلى إعداد التشريعات المطلوبة للتنفيذ الكامل للالتزامات المتعلقة بالضمانات المتعهد بها? وتشكيل لجنة اتصال تتولى التواصل مع حركات الشباب في الساحات من مختلف الأطراف لشرح تفاصيل المبادرة الخليجية وإطلاق نقاش مفتوح حول مستقبل اليمن.
وفي إطار دعم لجنة الشؤون العسكرية وعد البرنامج بإنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه وإعادة هيكلتها ? وإنهاء جميع النزاعات والمظاهر المسلحة من المدن.
وذكرت الحكومة أنها ستستكمل الإجراءات القانونية والمؤسسية لإنشاء سوق الأوراق المالية? وتوظيف الخريجين المقيدين بوزارة الخدمة المدنية والتأمينات وهؤلاء يتجاوز عدد المئتي ألف طالب توظيف بحسب بيانات الخدمة..كما قالت أنها ستحسن دخل العاملين في مختلف وحدات الخد