المبادرة الخليجيـة في اليمن نمـوذج للعمـل العـربي
أخبار الانفراج والتقد?م بدأت تتوالى من اليمن الذي يتمنى كل العرب ان يكون يمنا?ٍ سعيدا?ٍ دائما?ٍ.. حيث نقلت الاخبار مؤخرا?ٍ الاعلان عن قيام حكومة انقاذ وطني? بقيادة المعارض والسياسي اليمني محمد با سندوة? وتشك?لت هذه الحكومة مناصفة بين حزب المؤتمر العام? الحزب المستأثر بالسلطة منذ زمن? وبين احزاب اللقاء المشترك الوجه التقليدي للمعارضة في اليمن? مهمة هذه الحكومة? القيام بأعباء الدولة? وتسيير شؤون البلاد في هذا الظرف الدقيق? حتى قيام الانتخابات «الرئاسية» في شهر فبراير من العام القادم.. والتي ينتظر ان تأتي برئيس جديد? ونظام جديد? وامل جديد لليمنيين بحياة افضل.. كل ذلك جاء متناغما?ٍ مع الآلية المصاحبة للمبادرة الخليجية لحل الوضع المتوتر في اليمن.
اللافت ان أعضاء الحكومة أد??ْوا اليمين الدستورية بحضور السيد عبد ربه منصور هادي? نائب الرئيس علي عبدالله صالح? الذي يمكن القول من تلك اللحظة انه اصبح الرئيس السابق للجمهورية اليمنية? وغياب علي صالح أعطى مساحة كبيرة من الأمل والتفاؤل بجدية تنفيذ الآلية المصاحبة لمبادرة الحل? والمفس?رة لها. وقلل من الاحتقان في اوساط المعارضة التي تفترش شوارع صنعاء وميادينها? واكد تخلي علي صالح عن المناورات السياسية والشكليات التى طالما عرقلت هذه المبادرة واستنزفت صبر وجهد القائمين عليها.. وهي إشارة قوية وواضحة على إسدال الستار وبحسب رغبة اليمنيين انفسهم عن ثلاثة عقود حكم فيها علي صالح اليمن.
لابد من صنعاء وان طال التوتر? أحد مفاتيح الحل للوضع اليمني داخليا?ٍ? استقرار العاصمة صنعاء? وإزالة كافة مظاهر الاحتقان والتوتر التي سادت خلال الأشهر الماضية? صنعاء هي الطريق لاستقرار تعز وغيرها من المدن اليمنية الاخرى? القوى المسلحة من الجيش والقوى الوطنية اليمنية الاخرى» آل الاحمر» يجب ان يستشعروا المسؤولية? ويوفروا فرصا?ٍ لخلق مناخ موات?ُ للحل يجن?ب شعبهم ووطنهم ومنطقتهم احترابا?ٍ لا طائل منه? وازعم ان حزب المؤتمر الشعبي قد?م نموذجا?ٍ لهذه الروح? بإعلانه قبل أيام عن انهاء تنظيم احتجاجات الشوارع.
لا اجد شيئا?ٍ من المبالغة اذا قلت ان المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن? كانت الحل الوحيد? والممكن? عقلا?ٍ? ومنطقا?ٍ? وتقديرا?ٍ لظروف الواقع.. فمن خلالها تم? تحقيق رغبة الشعب اليمني في التغيير? وتمت المحافظة على وحدة الارض اليمنية من التفتيت? وتم? تجنب وإبعاد شبح الفوضى والحرب الاهلية بين اليمنيين بدون طائل.
ومن اسرار نجاح هذا العمل العربي الجماعي المتمي?ز? وقوف الجانب العربي الخليجي بقيادة ورعاية المملكة العربية السعودية? على نفس المسافة من جميع الفرقاء في اليمن الشقيق? علاوة على ثقة أطراف الصراع في الوسط الخليجي وقبولهم به? وانه لا يحمل أجندة خفية ضد اليمن وشعبه? سر? ذلك كله? اصرار المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية? والأمانة العامة لمجلس التعاون على إنجاز عمل عربي متمي?ز جوهره الصبر? ومصلحة الامة والمنطقة والعالم.
صحيفة اليوم السعودية