شهارة نت – بغداد
يخوض رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي مواجهة أقرب ما تكون إلى «معركة كسر عظم» مع الإدارة الأميركية.
الخطوات والبرامج التي ينتهجها الرجل وحكومته أثارت حساسية واشنطن بشكل مفرط.
وبحسب صحيفة «الأخبار» سبق وأن ذكرت في ملف «الحكومة تحجّ إلى الصين» أن «تنويع الخيارات لا يُرضي واشنطن»؛ ذلك أن أيّ حراك من شأنه عتق بغداد من القيود الأميركية والدفع بها نحو المعسكر الشرقي، يعني أن واشنطن «غير مرتاحة إلى هذه الحكومة»، بتعبير مصدر عراقي رفيع، رفض الكشف عن اسمه.
في حديثه إلى «الأخبار»، يكشف المصدر أن السببين اللذيْن دفعا واشنطن إلى الإسراع في تحريك ورقة الشارع، هما:
أولاً، زيارة عبد المهدي إلى الصين منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وتوقيعه اتفاقيات مع بكين لبناء وتطوير البنى التحتية العراقية، وفتح أوسع أبواب الاستثمار أمام الإدارة الصينية للعمل في «بلاد الرافدين».
ثانياً، اتهامه إسرائيل بالوقوف وراء استهداف عدد من مقارّ «الحشد الشعبي» خلال شهرَي تموز/ يوليو وآب/ أغسطس الماضيين، وتلميحه إلى أن بغداد في صدد التحضير لحراك دبلوماسي بهدف إدانة تل أبيب وانتزاع الحقّ في الردّ على اعتداءاتها.
إضافة إلى ما تقدّم، ووفق المعلومات، فإن الحكومة العراقية – ومنذ 3 أشهر – تمتلك معلومات دقيقة عن مخطط انقلابي بقيادة عدد من الضباط العسكريين يقضي بإعلان «حكومة إنقاذ» برعاية مباشرة من السفارة الأميركية، توازياً مع تحرك «شعبي» مدعوم من قِبل جيشها الإلكتروني (عبر مئات الصفحات والحسابات الإلكترونية الوهمية). غير أن خطوة استباقية اتخذتها الحكومة بإقالة أحد هؤلاء الضباط خلطت الأوراق، وأربكت المسار المرسوم أميركياً في إطلاق الأزمة الراهنة وإدارتها، حتى تكون نهايتها «صفعة» لإيران وحلفائها.
يمكن تلخيص ما يحدث في العراق من فوضى خلاقة تم التمهيد اليها، ولها بعض الاسباب الموضوعية التي ساهمت في تجييش الشارع العراقي كالفساد والبطالة.
لكن المظاهرات التي تجتاح العراق ليس هدفها القضاء على الفساد ولا للحصول على وظائف، ولا لتأمين الخدمات العامة لان كل ذلك لن يحصل في ظل التوتر الامني والسياسي في المنطقة، والعراق ليس معزولا عن محيطه.
المؤامرة لاحداث فوضى خلاقة في العراق بدأت تتضح معالمها رويدا رويدا، وكنت متريثا قبل ابداء الرأي على الاحداث الآخيرة في العراق لتنجلي الرؤية، رغم انني كنت مقتنعا منذ الشرارة الاولى ان ايادي خفية تقف خلف هذه الفوضى.
واليوم بدأت الخيوط تتجمع.
اولا : تجهيز اعلام عالمي بريطاني صهيوني ممول سعوديا ضد مسيرة الاربعين، وتوهينها، وتوهين المذهب، سوف يتم نشرها على قناة بي بي سي البريطانية تزامنا مع انطلاق مسيرة الاربعين المليونية. يتطابق ذلك للاسف مع فشل قادة الاحزاب الاسلامية في العراق في الادارة السياسية وفسادهم.
ثانيا : نلاحظ ان الاعلام الالكتروني الصهيوني الذي يديره ايدي كوهين يتبنى التظاهرات ويحرض على مواصلتها.
ثالثا : الاسطول الاعلامي السعودي يطبل ويزمر للتظاهرات.
رابعا : كل النكرات التي تركت العراق وارتمت في احضان المخابرات البريطانية والامريكية من غيث التميمي، وغيره يعتبرون انفسهم قادة التظاهرات.
خامسا : من الملاحظ ان اغلبية المشاركين بالتظاهرات شباب لا يملكون الوعي السياسي، غرر بهم، ودفعوهم الى الواجهة لان لديهم حقوق يظنون انهم سيحصلون عليها بالتظاهر واحراق الممتلكات العامة.
وما تم نقله من مشاهد لاحراق الممتلكات العامة، وحرق سيارة مواطنة وفي داخلها طفلة يؤكد على فوضاوية وغوغائية هؤلاء الشباب المندفعين من دون افق. وهناك العشرات من تلك المشاهد المأساوية.
سادسا : عشرات الهجمات الاسرائيلية على الحشد الشعبي العراقي الذي ساهم الى جنب اخوانه من الجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش الوهابي الارهابي،
ولم تخرج مظاهرة واحدة تندد بالعدوان الصهيوني على سيادة العراق.
سابعا : لماذا احراق علم الجمهورية الاسلامية الايرانية وشعارات ايران برا برا خلال هذه التظاهرات ؟ وهل لاجل هذا خرجت المظاهرات؟.
ثامنا : نتذكر قبل اسابيع صرح الرئيس الامريكي دونالد ترامب قائلا: ” ان لدى القوات الامريكية الآلاف من الاسرى الدواعش وسوف يطلق سراحهم كيفما يشاء “، فهل اطلق صراح بعضهم وزجهم في صفوف المتظاهرين؟.
تاسعا: ما صرح به سماحة الشيخ قيس الخزعلي عن معلومات تشير الى انطلاق مظاهرات في العراق بداية الشهر العاشر لاحداث فوضى.
كل هذه الخيوط لو جمعناها سويا لخرجنا بنتيجة ان هناك مؤامرة على العراق لتفتيته من الداخل، هذه المؤامرة انطلت على فاقدي الوعي السياسي والبصيرة .
واخيرا نؤكد على حق التظاهر السلمي لنيل الحقوق المشروعة، ونقف بقوة ضد الفوضى الخلاقة التي تهدف الى تفتيت وتخريب العراق.