علماء يكشفون النقاب عن اسرار جسيمات غامضة
أعلن علماء الفيزياء في المنظمة الاوروبية للابحاث النووية (سيرن) يوم الثلاثاء انهم توصلوا الى ادلة تبرهن على وجود جسيمات بوزون هيجز الاولية التي تمثل الحلقة المفقودة في فرضيات نشأة الكون وكيفية تطوره في اعقاب الانفجار العظيم منذ 13.7 مليار عام.
وبوزون هيجز جسيم افتراضي قال عالم الفيزياء الاسكتلندي بيتر هيجز قبل ثلاثة عقود من الزمن انه يساعد على التحام المكونات الاولية للمادة ويعطيها تماسكها وكتلتها.
واعلن العلماء المسؤولون عن مجموعتي الابحاث الرئيسيتين تعرف الاولى باسم اطلس والاخرى باسم سي.ام.اس اكتشافهم في ندوة بمنظمة سيرن امام عدد غفير من الحضور حيث حاولوا اقتفاء أثر جسيمات بوزون من خلال احداث تصادم بين جسيمات في مصادم الهدرونات الكبير بسرعات فائقة.
وقال عالم الفيزياء الالماني اوليفر بوخمولر وهو عضو بارز في سيرن “تشير نتائج التجربتين الى نفس الاتجاه. يبدو ان الفريقين توصلا الى مؤشرات عند نفس مستوى الكتلة. وهو أمر في غاية الاهمية من الوجهة العلمية.”
وقالت فابيولا جيانوتي الباحثة المكلفة بتجارب تجري في مصادم الهدرونات الكبير قرب جنيف انه تم رصد اشارات خلال ابحاث تضمنت كما من الطاقة يبلغ نحو 126 جيجا الكترون فولت.
والالكترون فولت هي وحدة لقياس الطاقة وتعادل كمية طاقة الحركة التي يكتسبها الكترون وحيد حر الحركة عند تسريعه بواسطة جهد كهربائي ساكن قيمته واحد فولت في الفراغ.
واضافت جيانوتي خلال ندوة لمناقشة هذا التطور العلمي “اعتقد اننا على مقربة من جسيمات بوزون هيجز.” الا انها استدركت قائلة ان من السابق لاوانه اعلان نتائج نهائية.
وأردفت قائلة “الامر يحتاج الى مزيد من الدراسة وتوفير كم اكبر من البيانات. تحمل لنا الاشهر القليلة القادمة أنباء مثيرة للغاية… لا أدري ما سوف نخلص اليه.”
وقد اخفقت منذ عام 1980 جميع المحاولات السابقة في فك شفرة جسيم بوزون الذي يعتقد انه اسهم في تكون النجوم والكواكب والمجرات من مخلفات المواد المنشطرة من الانفجارات ومن ثم نشأة الحياة على كوكب الارض وربما في عوالم اخرى مجهولة.
وقال ستيفن هايوود كبير الباحثين في فريق اطلس “اذا تأكدت البيانات الاولية الخاصة ببوزون هيجز فسوف تكون نقطة الانطلاق لمغامرة تهدف الى فك طلاسم المكونات الاساسية للكون.”
وقالت كلير شيبرد-ثيميستوكلويس الباحثة في سي.ام.اس “لدينا اليوم مؤشرات على كتلة بوزون هيجز… اننا على اعتاب تغير كبير في طريقة فهمنا للطبيعة الاساسية للمادة.”
ومصادم الهدرونات الكبير هو مجمع ضخم من المغناطيسات الحلقية العملاقة والاجهزة الالكترونية المعقدة والحاسبات وتكلف انشاؤه عشرة مليارات دولار ويصل عمره الافتراضي الى 20 عاما.
ويركز العلماء في تجاربهم المستفيضة في مصادم الهدرونات الكبير على التعرف على كيفية نشوء المادة وما يعرف بضديد المادة وما اذا كان هناك وجود بالفعل لبوزون هيجز
رويترز