الجياع يثورون والإخوان يحصدون
لا احد منا ينكر ردائه الأحوال المعيشيه و الاقتصادية أو حتي السياسية لمعظم الشعوب العربية التي انتفضت أو تحاول ذلك وكلنا علي اطلاع جيد بهذه الأوضاع والتي اقتربت لحافة المآسي والكارثيه .
ولهذه الشعوب المغلوبة قصة طويلة ومحزنه مع تاريخها الحديث منذ بدايات القرن الماضي ولازالت ,حيث ان معظمها كانت ترزخ تحت نير الاحتلال الدخيل وان اختلفت مسمياته من أوروبي أو تركي أو غيرها الداخلي الملكي او القبلي مثل دول المغرب مما جعلها تثور في كل مكان من هذه الأماكن المظلمة والظالمه فقامت الثورات المصرية المختلفة والثورات السورية واللبنانية والعربية في موطن إبراهيم وإسماعيل وفلسطين طبعا كسبب ونتيجة في هذا الصراع .
هذا الصراع قاد جميع هذه الشعوب في الشرق الاوسط نحو مفهوم جديد قديم ظهر بوضوح في الشرق الأوسط العربي وهو العروبة فنشأت جمعيات عثمانيه ذات نزعه إقليميه مصدرها أتاتورك الحديث قائد التحضر والأوربه فأنشأ ما يسمي بتركيا الفتاة وللمهزلة سوريا ولبنان ومصر وكلهم من فتيات أتاتورك والتي كانت تنادي بعروبة منشأها ووطنية تركيا الحديثه وانتمائها لأوروبا وليس لبني عثمان في مشروع لاستعادة القسطنطينيه بلا دماء.
ونتيجه مباشره لهذه الثورات تخلصت الشعوب العربيه من الهيمنة التركية لتدخل تحت الهيمنة الغربية وباتفاقيات منها المعلن وغير المعلن وأخطرها سايس بيكو والوعد المشئوم لليهود هذه مناوضح معالمها سياسات الانتداب المعلن من قبل بريطانيا وفرنسا بمباركة أولي القوة طبعا وغير المعلن والمتمثل بالمستعربين فكرا او عملا أمثال لورنس العرب او الغرب فسمه كما شئت هذه الهيمنه ابرزت مفهوم العروبه المشكوك بمنشأه للتخلص من المفاهيم الوحدوية والشمولية لنظام الإسلام الجامع وهو الخلافة :
فأولا قزمت حدود العرب الجغرافيه طبقا لعرقهم فنسوا افريقيا واسيا الصغري وبقايا المغرب.
وثانيا أدخلت كل قطر(بلد) في صراع مع جاره العربي علي حدود وهميه وخامات وخيرات موعودة في باطن الأرض او علي سطحها كالبترول والغاز والخامات.
وثالثا أدخلت القطر الواحد في صراعات عرقيه داخليه لا تنتهي منها الكردي والفارسي والبربري والزنجي وما الي ذلك.
وكلمسه نهائيه غير منتهيه لهذا السيناريو الغربي الجميل أنشأت لهم حضنا يجمعهم وهو جامعة الدول العربية والتي حسب اعتقادي هي مفرقة الدول العربية لعجزها عن التنفيذ وانعدام الردع فيها بالاضافه لركاكة النظام الداخلي فيها
بعد هذه المهزلة التحررية (عفوا للمصطلح) هدأت الشعوب نسبيا متوقعة حياة جديده ناسية أن جوهر حياتها وجرحها النازف أبدا قبلتها الأولي القدس والتي غرز الغرب في قلبها مخرزا لم يزل لليوم ,وبعد ذلك استيقظت نخوتها وثارت من جديد علي ولاتها فكانت ثورة يوليو الناصرية العربية وثورات الشام والجزائر وليبيا والسودان والعراق واليمن وأهمها الثورة الفلسطينية التي أصبحت الرائدة في النضال الحديث وبقيت هذه الشعوب تعطي المد لقادتها باستمرار طالما الدرب واحد والهدف واحد ألا وهو تحرير فلسطين حتى انها خاضت الحروب مرارا وتكرارا وذاقت طعم الهزائم والانتصار احيانا ونسيت او تناست اوجاعها واوضاعها الداخليه من اجل سمو الهدف ونبالة المقصد … وللاسف لم تكن القاده ترتقي او تستحق ان تكون في مقدمة هذه الشعوب بحيث ان الشعوب كانت تنادي بحريتها وعدالتها سرا وعلنا وهم يعملون علي صياغه معاهدات واتفاقيات مذله بالسر والعلن هذه الصدمة الثوريه العربيه التي بدات في مطلع القرن العشرين واستمرت حتي الثمانينات لم تلبث ان زال تأثيرها وبدأت الشعوب بالتململ منذرة بعاصفة قادمه في كل هذه الاقطار ومع هذا الواقع الداخلي لكل علي حده والهم العربي المشترك والإسلامي المهلهل لم يستطع الزعماء المزعومين سوي قمع هذه التحركات مثل حماة سوريا وشمال العراق وجنوب اليمن وكل السودان واخوان المغرب ومصر والسعوديه والتحالف مع الغرب وامريكيا لضمان بقائها في السلطه وكان ابرز علاماتها اغتيال السادات وبروز حركة الإخوان (حماس ) في فلسطين والتيارات الاسلاميه الصامتة والناطقه والعلنيه والسرية منها مدخلة الشرق الاوسط في حاله من التيه السياسي العربي والاسلامي والهدوء العسكري الميداني لصالح واحد اوحد اسرائيل طبعا.
هذا المسلسل الثوري الانتكاسي والذي كان من ابرز علاماته كما بدا ظاهريا أبدية الانظمه ورضي الغرب عن هذا الواقع وللاسف عدم مقدرة المقاومه والمعارضه علي صياغة جبهة وبرنامج موحد او ظهور قادة كفوئين لإدارة هذا النضال إلا في حالة واحده وهي متانة وحسن التنظيم الواسع للإخوان المسلمين في معظم هذه الاقطار وبالتناقض مع باقي التيارات الوطنيه او الليبراليه او العربيه التي كانت للأسف تقتتل لأجل تفسير كلمه في النظام الداخلي للبعض منها.
وما كان من هذه الشعوب إلا أن انفجرت رغم سوء تنظيمها وبالتالي عفوية منفذيها وأحيانا غباء وصفاقة الطرق وخروجها عن المألوف العربي والإسلامي كما صنعت الغير (علياء)بعريها في مصر.
هذه الانفجارات التي بدأت