قطر 94 غير قطر 2011
• عندما نتناول الدور القطري مع اليمن ينبغي ألا يأخذننا التعصب وألا يحملنا الانفعال وألا يقودنا تغير حال إخوتنا في قطر منا? وألا ننسى دورهم المهم في دعم الوحدة اليمنية في صيف 94 وهو موقف لا يمكن بأي حال من الأحوال نسيانه أو إلغائه من صفحات التاريخ المعاصر الجمهورية اليمنية? ففي وقت وقف الجميع ضد إرادة الشعب اليمني الحالم بالوحدة اليمنية كان الموقف القطري جد مشرف .
• لم يتغير الحال كثيرا?ٍ بعد ذلك العام بل زادت العلاقات اليمنية القطرية متانة ورفعة لأنها ترتكز في الأساس على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد الآخر إيمانا?ٍ من كليهما بأن لكل منهما الحق في تحديد مسار علاقاته واختيار الطريقة المناسبة لإدارة قضايا بلاده? ويتجلى الدعم القطري خصوصا?ٍ في المنحة المقدمة لوزارة التعليم العالي والبالغة 600 ألف دولار سنويا?ٍ غير ذلك من المشاريع التي تنظمها قطر كدولة أو الهيئات الخيرية الأهلية وهو ما يستحقون عليه الشكر .
• ولكي نكون موضوعيين أكثر في قراءتنا للموقف القطري فنستطيع أن نقول بان وقوفهم إلى جانبنا في تلك الفترة لم يكن باعتبارات يمنية خالصة بقدر ما كان سيرا?ٍ على عكس التيار الخليجي الذي كان في ذلك الوقت? فقطر دائما ما تحب السباحة عكس التيار? وان كلفها ذلك فقدان الكثير من المال? وخسارة الدول الأخرى للأمن والاستقرار.
• الغريب أن سيادة الدول التي تتشدق بها العزيزة قطر تمسحها بممحاة عبر قناتها الجزيرة? فهي تسلطها لتنهش أي دولة تتعارض في التوجه مع السياسة القطرية? وإلا لماذا لم تكن الجزيرة تتعامل مع الملف اليمني بهذه الحدة? ولماذا كانت تتحاشى الخوض في كثير من القضايا التي كان البعض يراها منطقية لو عرضت على الجزيرة? لكن لأن عين الرضا كانت تشملنا من الإخوة القطريين? فتحاشت القناة أن تقول شيئا?ٍ فينا.
• ولهذا فإن المشهد بدا واضحا?ٍ? فسيادتنا أغضبتهم عندما رفض الأخ الرئيس حضور (الق?ْميمة) العربية التي كانت فاتحة للشرخ العربي بقيادة أميرها (المفدى)? والحمد لله أن اليمن لم تكن يوما?ٍ من الأيام مع شق الصف العربي ولا مع أن تضرب دولة عربية ولا أن تحاصر ولا تنتهك حرمتها? ولعل هذه المواقف الشريفة قد كلفتنا غاليا?ٍ لاسيما إب?ان الحرب الصليبية على العراق الشقيق? لكن هكذا هي اليمن دولة مواقف وستظل هكذا لأنها اصل العرب.
• نتفهم الزعل القطري من عدم حضور فخامة الأخ الرئيس كون وجودة ضروري حينها لترجيح كفة الحاضرين الداعمين لشق الصف العربي? وهو ما لم يحدث فاعتبرت القميمة حينها فاشلة? ولم يجد المفدى غير اليمن المسكينة من يصب عليها جام غضبه? ويبدأ خفية وعلنا?ٍ بمعاداتها? ولم تكن هناك فرصة أفضل من ربيع الصهيوني (برنالد لفني) ليزج باليمن فيه? واقسم بالله العلي العظيم لو كانت علاقتا طيبة مع قطر (سمعا?ٍ وطاعة من وجهة نظرهم) لقالت الجزيرة في ما خرج به الشباب اليمني من الحرمة ما لم يقله مالك في الخمر? ولانبرى حينها رئيس الاتحاد العالمي (للمسلمين) يكفر الخارجين عن النظام? ولكن الحال الذي يقتضي إما أن تكون معي أو أن أكون ضدك.
• إن دعمهم للحوثيين ومساندتهم للدور الإيراني فيه جاء من منظورين أولها تأديب اليمن على عدم الانصياع لمطالبها وثانيها إقلاق السعودية? فالحرب الدائرة في صعدة هي بامتياز تغذيها قطر بين إيران والسعودية وفق الصراع السني والشيعي المفتعل? على الأراضي اليمنية? وإلا ما التفسير على الدعم القطري للحوثيين فيما لم تحرك ساكنا?ٍ لقضايا كثيرة في المناطق الجنوبية من الوطن? ولماذا كانت تصر على جعلهم ندا?ٍ للدولة وكأنها تريد أن تخلق دولة داخل الدولة تمهيدا?ٍ لانفصالها ثم المسارعة بالاعتراف بها.
• عندما نقول قطر لا نقصد بأي حال من الأحوال دولة قطر العزيزة ولا شعبها المسالم الطيب? لكن نقصد بعض المسئولين والذين ينادون بزوال الأنظمة? ونظامهم بالتأكيد ليس مخلدا?ٍ ولكن من سيبقى هو الشعب العربي القطري? الذي لن يظل مخدوعا?ٍ لفترة طويلة وهنا لا ندعو لا سمح الله بالخروج على أميرهم فله منهم السمع والطاعة لأنه ولي أمرهم? وما ندين خروج إخوتنا على ولي امرنا لا نجيز بأي حال خروجهم عليه وإن نادى هو بذلك علانية ودعم بالمال كل من سيخدم توجهه.
• نحن نغبط قطر ولا نحسدها على نعمة الغاز والبترول التي انعم الله به عليها? ولكن من اجل شكر النعمة ينبغي إنفاقها في وجوه الخير? فكم من مسلم جائع في بلدان كثيرة وكم من دول ضربتها المجاعة أهلكها القحط? ورغم ذلك لا توجه الأموال العربية القطرية إلا إلى صدور إخوانهم وأشقائهم العرب ابتداء بالليبيين ومرورا?ٍ بالمصريين واليمنيين ولا اعتقد أنه انتهاء بالسوريين? لان من يخالف الرغبة القطرية يكفي أن تجي?ر له الدولة الغنية حقلا?ٍ واحدا?ٍ من البترول لتدميره وإبادة شعبه? ولكن السؤال المهم لماذا لا يرحب التونسيون والليبيون الآن بالتواجد القطري? أليس لأنهم فهموا الدور الخبيث الذي تلعبه?.
• ما يسعد الإخوة القطريين يسع