تقرير دولي يؤكد صحة ما يبثه الاعلام الحربي في اليمن حول الخسائر السودانية
1619 يوم من العدوان على اليمن
شهارة نت – تقرير
اتهم تقرير استقصائي نشر في موقع “bellingcat” ، السعودية بتزويد قوات الدعم السريع السودانية، التي تشارك في العدوان على اليمن، بأسلحة أوروبية استوردتها من صربيا.
وجاء في التقرير الذي أعده الصحفي “إريك وودس”، المتخصص في القضايا المتعلقة بالانتشار غير المشروع للأسلحة، والجهات الفاعلة من غير الدول إن السلاح الذي اشترته السعودية من صربيا، انتهى به المطاف بأيدي قوات الدعم السريع، وهو الاسم الجديد لقوات الجنجويد الوحشية، التي تم تشكيلها قبل 8 سنوات، واتهمت بارتكاب جرائم حرب في دارفور.
ويشهد إقليم دارفور، منذ 2003، نزاعاً مسلحاً بين الجيش السوداني ومتمردين، ما خلف نحو 300 ألف قتيل وشرد نحو 2.5 مليون شخص، بحسب إحصائيات أممية.
وحاليا تشارك قوات الدعم السريع منظومة الجيش السوداني، في حرب اليمن التي تقودها السعودية والإمارات، منذ مارس/آذار 2015، ومؤخرا اتهمت بارتكاب مجزرة العيد في الخرطوم والتي قتل فيها 120 من المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش.
وأشار الموقع إلى أن وصول الأسلحة إلى عناصر الدعم السريع يثير أسئلة حول الضمانات في عمليات تصدير السلاح إلى السعودية.
ولفت “وودس” إلى أن السعودية اشترت مجموعة من الأسلحة من دولة صربيا بينها بنادق كلاشينكوف وفق اتفاق استخدام السلاح بين المصدر والمستورد، ينص على عدم “إعادة تصدير وحصر استخدام الأسلحة بيد وزارة الدفاع السعودية”.
وأوضحت دراسة مسحية أجراها الكاتب أن التأكيدات بعدم نقل الأسلحة المستوردة ليد أخرى هي ضمانات سياسية، وهناك “تأكيد ضمني (بحاجة الدولة المستوردة) بالحصول على تفويض قبل نقل الأسلحة لطرف آخر”.
وقال “مات شوردر” من نفس المنظمة، إن عملية نقل السلاح تعد خرقا لشرط استخدام السلاح الحقيقي وتعد “حرفا” له.
وبحسب الكاتب فإن هذه ليست المرة الأولى التي تتصرف فيها السعودية بهذه الطريقة، فالتحالف الذي تقوده قام حسب تحقيق أجرته قناة “الجزيرة” وشبكة “سي إن إن”، بنقل الأسلحة الأمريكية لجماعات يمنية متطرفة في خرق واضح لضمانات عدم استخدامها في أغراض أخرى.
وذكر الكاتب أن وزارة الدفاع السعودية لم ترد على أسئلة حول منحها صلاحية لقوات الدعم السريع باستخدام الأسلحة أو لوحدات سودانية أخرى.
وقاتل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى جانب القوات السعودية والإماراتية في اليمن. وحدث هذا بالتحديد في جنوب اليمن.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” فقد كان قائد قوات الدعم السريع، القائد السابق للجنجويد “محمد حمدان دقلو – حميدتي” المسؤول عن إرسال الوحدات السودانية لليمن.
وفي صيف عام 2018 ظهر شريط فيديو على “يوتيوب” و”تلغرام” عن معركة خاضتها قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية في وادي علاب بين السعودية واليمن.
وبعد المعركة أظهر الجيش واللجان الشعبية اليمنية صورا لمقاتليها وهم يأخذون بنادق من صناعة شركة “زاستافا” الصربية، أو بنادق إم أو فايف، ورشاشات إم 84 الخفيفة وجوازات سفر سودانية من الجنود القتلى.
ولم ترد الشركة الصربية على استفسارات الكاتب حول مبيعات السلاح إلى السعودية.
وبحسب “وودس” فقد ظهر في الفيديو جواز سفر وهوية صادران من مدينة نيالا بدارفور.
وقال مقاتلون سودانيون لصحيفة “نيويورك تايمز” في ديسمبر/كانون الأول، إن مدينة نيالا هي نقطة التحرك للقوات السودانية إلى السعودية.
وكانت منطقة دارفور هي المركز الأساسي لتجنيد قوات الدعم السريع. وفي شريط فيديو آخر يعود إلى نفس المنطقة كشفت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية عن بنادق إم أو فايف وجواز سفر صدر في الجنينة عاصمة دارفور.
وتكشف مقاطع ترويجية لشركة “زاستافا” عائلة البنادق “إم أو فايف”، عن تميزها عن أنواع الكلاشينكوف الأخرى.
والفرق الأول هي اليد التي تحمل 3 علامات وتختلف عن علامتين في بنادق الكلاشينكوف العادية، والفرق الثاني الذي يبدو أنه مشابه لكلاشينكوف تبوك، صاحب اليد الخشبية وليس اليد المصنوعة من مادة البوليمر.
ولا تشبه البنادق التي غنمتها قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية من الجنود السودانيين تلك الموجودة في العراق أو المصنعة في ألمانيا وهنغاريا ولا الصينية أو الأمريكية، وهي تشبه قليلا المصنعة في ’إسرائيل’ بدرجة قليلة، ما يعني أن مصدر الأسلحة كما يقول الموقع هو صربيا.
ويستبعد الموقع إمكانية تعديل هذه الأسلحة للاستخدام الخاص، ويؤكد أن مصدرها هو صربيا، ومما يؤكد صحة فيديو قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية هو وجود معسكر سوداني يبعد 4 كيلومترات عن المعبر الحدودي مع السعودية دمر بهجوم صاروخي في عام 2019.
وبعيدا عن قتال السودانيين في وادي علاب، فقد استخدموا بنادق صربية في جيزان جنوب السعودية وقرب الحدود مع اليمن.
وأصدر الجيش واللجان الشعبية اليمنية في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، شريطا أظهر جثثا لجنود سودانيين أو أفارقة قتلوا بأعداد كبيرة وبجانبهم بنادق “إم أو فايف” في جيزان وبكلمة مرتزقة مرافقة للشريط.
وفي تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” قال الجنود السودانيون إن السعودية زودتهم بالزي العسكري والسلاح فور وصولهم.
وقال التقرير إن غياب العلاقات بين السودان وصربيا ووجود أسلحة البلد الأخير في يد السودانيين المنتشرين في مناطق تابعة للسعودية يعطي فكرة أن مصدرها هو مخازن السلاح السعودية.
ويأتي الكشف عن تحويل أسلحة من وزارة الدفاع السعودية أو بعض أقسامها لاستخدامات لا تنص عليها اتفاقيات في وقت تتعرض فيه السعودية لانتقادات بسبب حرب اليمن.
وقررت محكمة بريطانية قبل فترة أن مبيعات السلاح البريطانية للمملكة غير قانونية، فيما استخدم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” “الفيتو” لمواجهة 3 قرارات في الكونغرس تدعو لحجب صفقات السلاح عن السعودية والإمارات.