روسيا تتهم واشنطن بالوقوف وراء الاحتجاجات على الانتخابات
اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس (8 ديسمبر/ كانون الأول 2011) الولايات المتحدة بتدبير حركة الاحتجاج على الانتخابات التشريعية في ما اعتبره سيناريو «فوضى»? كما حذر المعارضة من أن أي فلتان سيقمع «بكل الوسائل الشرعية».
وقال بوتين في اجتماع مع ممثلي حركته الجبهة الشعبية إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي انتقدت منذ الاثنين سير الانتخابات? «أعطت إشارة الانطلاق» للاحتجاجات التي جرت على نتائج الانتخابات التشريعية.
وأكد أن المعارضين يتصرفون «بدعم» من واشنطن? مضيفا?ٍ أنهم «تلقوا الإشارة وبدأوا التحرك بشكل نشط بدعم من وزارة الخارجية».
وتابع بوتين «ندرك أن جزءا?ٍ من المنظمين (التظاهرات) يتحركو وفق سيناريو معروف لكننا نعرف أيضا?ٍ أن الناس لا يريدون أن يتطور الوضع كما حدث في قرغيزستان ومن فترة ليست بعيدة في أوكرانيا».
ويلمح بوتين إلى الثورتين اللتين شهدتهما الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان في 2005 و2004 ورأت فيهما موسكو يدا?ٍ للغرب.
وتظاهر آلاف المعارضين منذ الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد احتجاجا?ٍ على نتائجها? وقامت الشرطة بتفريق التظاهرات واعتقال المئات.
ودعت المعارضة التي نجحت الاثنين في حشد آلاف الأشخاص في وسط موسكو وهو تحرك غير مسبوق منذ سنوات في روسيا? عبر الشبكات الاجتماعية الى تظاهرة كبيرة السبت في ساحة الثورة على مقربة من الكرملين وذلك على الرغم من تحذيرات السلطات التي أعطت ترخيصا بالتظاهر لـ 300 شخص فقط.
ورد أكثر من 20 ألف متصفح للانترنت بالإيجاب على الدعوة حتى الخميس.
واثارت نتائج الانتخابات وقمع المتظاهرين بعدها انتقادات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي خصوصا?ٍ فرنسا وألمانيا.
وصرحت بعثة مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الاثنين في موسكو أنها لاحظت انتهاكات «متكررة» و»حشو لصناديق الاقتراع».
وأوردت منظمة «المراقب المواطن» غير الحكومية الروسية على موقعها الإلكتروني الخميس أن النتيجة الحقيقية للحزب الحاكم تقل عن 30 في المئة من الأصوات أي اقل بـ 20 نقطة عما أعلنته اللجنة الانتخابية الروسية في النتائج الأولية الرسمية.
وتابعت المنظمة غير الحكومية أن المشاركة الفعلية تجاوزت نسبة 50في المئة بقليل مقابل أكثر من 60 في المئة حسبما اعلن رسميا. واعلنت المنظمة ان ملاحظاتها شملت اكثر من 170 مكتب تصويت.
إلى ذلك? صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة تدعم «حقوق الشعب الروسي» وأمله في «مستقبل أفضل» بعد الانتخابات التشريعية التي تعترض المعارضة على نتائجها.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل «عبرنا عن قلقنا الذي نرى أنه نابع من أسس صحيحة? بشأن سير الانتخابات». وأضافت «ندعم حقوق وتطلعات الشعب الروسي إلى تحقيق تقدم والأمل في مستقبل افضل».
من جهة أخرى? حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أن بلاده «سترد بصورة مكافئة» إذا لم يتعامل حلف شمال الأطلسي (ناتو) بجدية مع المخاوف الروسية بشأن الدرع الصاروخية التي يعتزم الحلف نشرها في أوروبا. وقال لافروف في بروكسل عقب لقائه مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف: «بعيدا?ٍ عن التصريحات العامة حول الثقة وعدم توجيه الأنظمة كل إلى الآخر? نحن بحاجة إلى ترتيبات ملزمة قانونا?ٍ». وأضاف: «نريد ضمانات واضحة… لأن النوايا الحسنة تأتي وتذهب? ولكن تظل القدرات العسكرية كما هي». وأوضح: «مالم تؤخذ المخاوف الروسية في الحسبان? فسنرد بصورة مكافئة في كل مرحلة من مراحل التنفيذ»
– أ ف ب? د ب أ