تقرير إماراتي سري يكشف موقف السعودية من الضربات اليمنية
1611 يوم من العدوان على اليمن
شهارة نت – وكالات
كشف رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، ديفيد هيرست، عن فحوى تقرير سري صادر عن مركز الإمارات للسياسات الذي تديره ابتسام الكتبي، والذي أُعده المركز خصيصاً لقيادة دولة الإمارات المتحدة، مشيراً الى أن التقرير السري انتقد رد فعل المملكة السعودية، تجاه حليفة الإمارات، اثر الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت في الخليج.
ويقول التقرير إن الإعلام السعودي كان سريعاً للغاية في توجيه أصابع الاتهام إلى (أنصار الله) وهي إشارة إلى أنه “غير مهني”.
وتنتقد الوثيقة، التي اطلع عليها موقع “ميدل إيست آي”، وزير الطاقة السعودي خالد الفالح لإعطائه وسائل الإعلام وصفاً مفصلاً للهجمات على المنشآت النفطية السعودية.
ويقارن التقرير الذي اعده هيرست، رد الرياض المفزع على الهجوم الذي وقع على أربع ناقلات قبالة ميناء الفجيرة في 12 أيار/مايو مع الرد الإماراتي. ويقول إن وزارة الخارجية الإماراتية لم تحمّل المسؤولية لأي جانب، كما أنها لم تشر إلى إيران كطرف وراء الهجمات.
ويقول التقرير: “أكد الموقف الإماراتي على أهمية استكمال التحقيقات قبل اتخاذ أي قرار. مشيراً الى أن الإماراتين حرصوا على عدم منح انصار الله “الحوثيين” أي رصيد قد يعزز مكانتهم الدولية”.
وقال هيرست أن هذا كان البروتوكول الذي تتبناه دولة الإمارات في أوقات “الهجمات الخطيرة”، ويعترف التقرير بهجوم القوات اليمنية بطائرات بدون طيار على مطار أبو ظبي والذي نفته الإمارات رسمياً.
“يقول التقرير: “هذا بروتوكول يتبعه الإماراتيون في وقت الهجمات الخطيرة، مثل الهجوم الذي استهدف مطار أبو ظبي .
ويضيف التقرير: “بدلاً من ذلك، قدم وزير الطاقة (السعودي)، خالد الفالح، وصفاً مفصلاً لمنشآت الطاقة المستهدفة والمهاجم والأسلحة المستخدمة وعواقب هذه الهجمات على أسواق الطاقة العالمية – التفاصيل التي كان يمكن تأجيلها حتى تقديم التقرير إلى مجلس الأمن الدولي”.
ويشير الموقع إلى أن تقرير الاستخبارات هو واحد من سلسلة شهرية كتبها مركز الإمارات للسياسات، وهو مركز أبحاث له صلات وثيقة بالحكومة الإماراتية وأجهزتها الأمنية.
وتحت عنوان “التقرير الشهري عن المملكة العربية السعودية، العدد 24، أيار/مايو 2019″، فإن التقرير محدود التداول ومخصص للقيادة الإماراتية العليا. ولا يظهر على موقع المركز البحثي. وتمكن موقع “ميدل ايست اي” من الحصول على نسخة منه.
واتصل موقع “ميدل ايست اي” بمركز الإمارات للسياسة للتعليق على التقرير، لكنه لم يحصل على رد بحلول وقت النشر.
ويكشف التقرير أيضاً عن نقاط ضعف الدفاع السعودي الحرجة أمام الطائرات المسيرة المسلحة التي يستخدمها اليمنيين. ويذكر أنه في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى أيار/مايو 2019، وقع 155 هجوماً ضد أهداف سعودية في اليمن وفي جميع أنحاء الخليج، وهو رقم أعلى بكثير مما تم الاعتراف به سابقاً.
ويقول التقرير: “إن الهجوم على قاعدة لحج العسكرية يدل على وجود ضعف في الدفاعات الجوية السعودية ونقص القدرة في الحرب الإلكترونية إذا أخذنا في الاعتبار أن هذه الطائرات المسيرة هي طائرات أساسية ولم يتم إطلاقها من على مدرج مطار”.
ووفقاً للتقرير، فقد شن السعوديون هجوماً جوياً على الكهوف في اليمن حيث تم تخزين الطائرات بدون طيار، لكن ذلك فشل. وقال التقرير: “لا تستطيع الدفاعات الجوية مثل باتريوت اكتشاف هذه الطائرات لأن هذه الأنظمة مصممة لاعتراض صواريخ سكود طويلة المدى ومتوسطة المدى.”
وقد تعرض مطار نجران مراراً وتكراراً لهجمات طائرات بدون طيار من اليمن على الرغم من حمايته ببطارية باتريوت، حسبما كشف التقرير.
كما أن نجاح هجمات الطائرات بدون طيار يؤثر كما يبدو على معنويات الجنود السعوديين المتمركزين على الحدود الجنوبية للمملكة (مع اليمن).
ويوم السبت، أظهرت القوات اليمنية قدرتهم على مهاجمة هدف بعيد عن حدود اليمن. فقد ضربت عشر طائرات بدون طيار محطة تسييل غاز أرامكو السعودية بالقرب من الحدود مع الإمارات المتحدة. يبعد المصنع في الشيبة أكثر من 900 كيلومتر عن الأراضي اليمنية.
وقال متحدث باسم الجيش اليمني إن هجوم الشيبة كان “أكبر هجوم في أعماق المملكة”.
وقال زعيم الحوثيين (أنصار الله)، (السيد) عبد الملك الحوثي: “إن عملية الطائرات بدون طيار اليوم تعد بمثابة تحذير هام للإمارات”.
ويشير التقرير الإماراتي أيضاً إلى مدى اعتماد السعوديين على سياسة الولايات المتحدة “المرتبكة” مع إيران.
ويكشف أن الدوائر الإعلامية في البلاط الملكي السعودي “تابعت باهتمام شديد” تحليلاً أعده ستيفن والت، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة هارفارد. فقد لاحظ والت أن أهداف الولايات المتحدة تجاه إيران تتأرجح بين التخلي عن حلفائها الإقليميين وتغيير النظام في إيران.
ويقول التقرير الإماراتي: “إن تحليل والت قد كشف نتائج عواقب اعتماد المملكة على السياسة الأميركية المرتبكة تجاه إيران مع عدم وجود سياسة واضحة لها أهداف محددة وأدوات تثبت الموقف الأميركي”.
يشار إلى أن هذا التقرير قد نشر في أيار/ مايو الماضي أي قبل أشهر من ظهور الخلافات السعودية – الإماراتية بإعلان أبوظبي انسحابها من مواقع من اليمن ومن ثم دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي في سيطرته على مدينة عدن في مواجهة حكومة عبد ربه منصور هادي المدعوم من الرياض.