معاناة المرأة اليمنية من طغيان الدولة كمرشحة للبرلمان والطغيان العائلي كوارثة
العدل والمساواة والحقوق والحريات للجميع ذكورا?ٍ وإناثا?ٍ فالحرية منحة إلهية للإنسان بمجرد كونه إنسان وقضت بذلك جميع الأديان السماوية ? لقد أدرك الكثير من المفكرين السياسيين أنه لا سبيل من التغيير في دول المنطقة العربية سوى بوسائل خارجية وذلك لأن الدول العربية أفرطت لقرون في طغيانها السياسي وتجفيف منابع الحراك الاجتماعي وسطوتها المفرطة في تشكيل المجتمع بلون ورغبة وشهوة الحاكم ليتماهى هذا المجتمع مع زمرة الحكم وبذلك سحق المجتمع وخصوصا?ٍ المرأة !! ? فقبل 49 عام من الآن في اليمن كان الاستبداد هو عنوان نظام الحكم وهويته اللصيقة ولم تتغير عقلية الحاكم اليوم عن ما كانت عليه أيام الإمامة بل تغيرت أساليب الاستبداد وأدواته فقط وبدأ البعض يعيد قراءة التاريخ وينظر إلى رموز حكم الإمامة وكأنهم ضحايا للثورة وكأن الأحرار أخطأوا في التخطيط لثورة تشبه الانقلاب المحدود واستبدال حاكم بحاكم آخر لا يختلف عن الإمام سوى بالاسم فقط .
كيف يأتي الذكر والأنثى من أصل واحد ثم تصبح الأنثى ناقصة عقل? تتسائل محفوظة !! وكيف أن العدالة الإلهية تساوي في الثواب والعقاب بين النساء والرجال للخطايا نفسها? أوليس في هذا إجحاف في إنزال العقاب الواحد نفسه على عقول ناقصة وأخرى كاملة? إن الله عادل ومقسط ولا يكلف الله نفسا?ٍ إلا وسعها.
إن التحدي الحقيقي هو أن الحداثة قد دفعت النساء دفعا?ٍ إلى الشارع ولم تعد مشاركة النساء في الحياة العامة خيارا?ٍ وترفا?ٍ بل ضرورة من ضرورات الحياة? إلا أن هذه الحداثة أيضا?ٍ لم تدفع الرجال إلى المشاركة في مسؤولية التربية والاعتناء والمساعدة بأعباء المنزل في نظر النساء الاتي يعتقدن بأنه يمثل أحد الأسباب لمقاومة الرجال لفكرة مشاركة النساء في الحياة العامة وبالتالي الانحياز لخيار الترويج لفكرة الأدوار المحددة سلفا?ٍ للنساء والرجال!
محفوظة حسن علي إبراهيم السعفاف .. حطمت التقاليد فحطمها القانون .. امرأة لمع نجمها وعرفت بتجربتها الانتخابية الريادية في محافظة المحويت وذاع صيتها عالميا حتى دعتها الولايات المتحدة الأمريكية لتراقب الانتخابات في أمريكا .. امرأة تحدت أعتى الرجال بنفوذهم وسطوتهم .. محفوظة السعفاف السياسية والإنسانة والأم والشاعرة .. هي محفوظة بالفعل في سجل البطولات النسائية وتتصدر السطور الأولى من صفحات التجارب الإنسائية في الانتخابات البرلمانية اليمنية والحياة السياسية ? لم يتوقف نضالها في خوض غمار المعركة الانتخابية فقط بل ولا زالت مستمرة في نضالها في أكثر من إطار سياسي ومدني وحقوقي ونسائي ..
حظيت بدعم الناس عندما رأوا فيها المرأة المتعلمة والقادرة على توصيل مطالبهم .. امرأة تبهر كل من رآها ومن سمع عنها .. دفعت أثمانا?ٍ باهظة ولا زالت من أجل الحرية والتغيير لتحرير شعبها في مديريتها من الظلم والجهل والفقر .. ورغم صبرها ومقاومتها أحست بالقوة حين وجدت نفسها أمام دولة فاسدة ومجموعة من الجهابذة و المتنفذين الفاسدين رغم أنها امرأة .. سألنا محفوظة السعفاف .. تقدمت لترشيح نفسك في الانتخابات البرلمانية كمستقلة وأعلنت نجاحك للعلن وذاع صيت نجاحك في كافة أرجاء اليمن ومع ذلك أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز مرشح الحزب الحاكم فما حقيقة ما حدث ?
تجيب محفوظة قائلة : بناء?ٍ على دعوة رئيس الجمهورية الدعائية الشكلية على أن يكون للمرأة دور بارز في المشاركة السياسية وكذا بعد سماع حرص القيادة السياسية على إدخال المرأة إلى عضوية مجلس النواب تقدمت بطلب ترشيحي لعضوية مجلس النواب دون دعم من أي جهة وتم الإنفاق على دعايتي الانتخابية من جيبي الخاص ووجدت نفسي أواجه الدولة بكل أجهزتها وإمكانياتها ولم أواجه المنافس المرشح لحزب وإنما كأنه مرشح لدولة ? إضافة إلى أن المرشح المنافس محمد بكير يعد بكل جدارة أستاذا?ٍ في فن التزوير فقد بدأ عملية التزوير في مرحلة مبكرة منذ القيد والتسجيل حيث ملأ كشوفات الناخبين بصغار السن (لدينا بطاقات صغار السن التي اعتمد عليها المرشح) ناهيكم أن عدد المسجلين في المراكز قد تجاوز عدد السكان ? كما فوجئنا مع جموع الناخبين وكذا اللجان الحكومية أن عملية الاقتراع قد تمت ليلا?ٍ وملئت الصناديق ببطائق الاقتراع لصالحه وشمعت الصناديق في الساعة التاسعة من صباح يوم الاقتراع مهددا?ٍ بذلك حق الناخب في اختيار من يريد وسالبا?ٍ لحق اللجان الحكومية من ممارسة عملها ولدينا من الأدلة والمحاضر الرسمية ما يثبت ذلك. لم يكتف? بذلك وإنما أثناء عملية التجميع النهائي للأصوات أسقطوا عني آلاف الأصوات وقد حصلت في بعض المراكز التي قلت هيمنتهم فيها على ( 12000) صوت وأمطرت علي السلطات صعوبات جمة منها المتنفذين وعقال الحارات والمعرفين .
وأثناء عملية الترشيح ط?ْلب منا مبلغ وقدره خمسة وعشرون ألف ريال للمجلس المحلي ? وطلب مني تزكي