اليوم العالمي للإيدز: المرض الذي غير الكون
بمناسبة اليوم العالمي للإيدز في 1 ديسمبر? تناولت صحيفة الـ “تليغراف” تأثير فيروس نقص المناعة البشرية “الايدز” على العلم والمجتمع? وسردت بدايات هذا المرض الذي كان خفيا?ٍ عن الجميع? وتحول إلى مرض قاتل. في يونيو 1981? أصدرت مراكز السيطرة على الامراض في اتلانتا? تقريرا?ٍ حول خمسة رجال مثليي الجنس في لوس انجلوس? توفوا نتيجة إصابتهم بمرض غامض دمر جهاز المناعة لديهم.
في غضون سنتين? تحول هذا المرض الغامض إلى فيروس قاتل غير وجه العالم? فأي مرض لديه القدرة على إصابة وقتل الملايين? سيكون له أثرعميق? لكن هذا “الطاعون الحديث” كان مختلفا?ٍ.
ظهور الايدز غي?ر إلى الأبد الطريقة التي نفكر بها? ونسف الطرق القديمة في النظر والتحدث عن الجنس والحياة الجنسية? بل أدى بالمواضيع المحرمة سابقا?ٍ للخروج الى العلن? وشمل قضايا عديدة من لون البشرة والعرق? الأغنياء والوالفقراء? والمشاهير? وحتى أوجه التفاوت بين الغرب الغني والعالم النامي. وأصبح الايدز? من دون منازع? الموضوع الذي يعالج بنظرات الخرافة والجدل والتضليل والتحيز واللياقة السياسية والارتباك العلمي.
في البداية ? كان يعتقد أن الايدز يصيب فقط الرجال مثليي الجنس? ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن? وغيرهم من المصابين بنزف الدم بسبب نقل الدم الملوث. لكن سرعان ما أصاب هذا المرض الأفارقة والبيض? والرجال والنساء والأطفال? وبدأ يتسبب بموت عشرات الآلاف ثم الملايين من الناس.
عندما كان يعتبر مرض الايدز حكرا?ٍ على مثليي الجنس? غضب المثليون وادعى بعضهم أن هناك مخططا?ٍ لوصمهم بالأمراض? وفي وقت لاحق? كان هناك غضب على قدم المساواة عندما أصبح واضحا أن الحملات الصحية لا تستهدف الضحايا الذين كانوا الأكثر احتمالا?ٍ في الإصابة بمرض الايدز.
سرعان ما انتشرت الإعتقادات الخاطئة بأنه مكن للبعض أن يصابوا بالايدز عبر لمس فنجان قهوة أو مقعد مرحاض? أو مصافحة شخص مصاب. ونظر كثيرون بدهشة إلى الأميرة ديانا عندما صافحت علنا?ٍ أحد المصابين بالإيدز في عام 1989? لكن أحدا?ٍ لم يتصور أن واحدا?ٍ من أسرع طرق انتقال عدوى فيروس نقص المناعة البشرية هو من الحامل الى طفلها أثناء الولادة.
عندما أصبح واضحا?ٍ أن الواقي الذكري يحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية? تحولت هذه النصيحة إلى مسألة غارقة في الجدل? إذ عارضتها الكنيسة الكاثوليكية بناء?ٍ على أسس عقائدية? وظن الإنجيليون أن العفة الجنسية فقط ستوقف تقدم المرض. تم إنشاء برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز? في عام 1995? وأنفقت الملايين? ثم المليارات من الدولارات على البحث عن لقاحات وأدوية. لكن على الرغم من ذلك? قتل الايدز نحو 30 مليون شخص? من ضمنهم 20 ألف بريطاني? مع ارتفاع بحوالي 100?000 في معدلات الإصابة بفيروس الإيدز والعدوى الإيجابية في الوقت الراهن? كما سيقتل هذا المرض الملايين? ومعظمهم في أفريقيا.