عبدالله ضراب – الجزائري
يا قدسُ إنِّي ذرَفتُ الحرفَ مُنتصرا … إنْ خانكِ اليومَ أعرابٌ ملاعينُ
قومٌ تولَّوْا عنِ الإسلام واتَّبعُوا … زَيْغَ اليهودِ وما تُوحي الشَّياطينُ
قومٌ تردَّوْا فلا عِلمٌ ولا قِيَمٌ … لا يرفعُ الشَّأنَ إلا العلمُ والدِّينُ
أهلُ العُروشِ غَدوْا في الأرض مهزلةً … الخَلْقُ يلعنهمْ والدَّهرُ والكَوْنُ
قد دُجِّنُوا في قَطيعِ الذلِّ فانبطحوا … صاروا يُنادونَ : ” ربُّ الناَّسِ صُهيونُ ”
صِيغُوا أداةً لفرْضِ الذلِّ في وطني … فالحقُّ مُمْتهَنٌ والدِّينُ مَطعونُ
وَصَفقةُ القرنِ عنوانُ الهوانِ غَدَتْ … سِرَّ التَّسَلْطُنِ يَغْشاه ُالسَّلاطينُ
أرزاقُ اّأمَّتنا في الغدرِ مُهْدَرَةٌ … والشَّعبُ في جَنَباتِ الأرضِ مَغبونُ
فالمالُ يَشْفِطُهُ الأعداءُ مِنْ مَلِكٍ … بالعُهْرِ والغَدْرِ والإجرامِ مَفتُونُ
عاثَ الملوكُ فساداً في مَواطِنِنا … فالشَّعبُ في يَمَنِ الإيمانِ مَطْحونُ
الأمنُ مُنْحَسِرٌ والمَوتُ مُنهَمِرٌ … قَتلٌ وهَدمٌ وتجويعٌ وطاعونُ
والشَّامُ ينزفُ من ويلاتِ ما صَنَعُوا … بالبُؤسِ واليأسِ والأرزاءِ مَسْكونُ
كَم ْفي حِمَاناَ من الأيتامِ مَن حُرِمُوا … من لذَّةِ العيش ِلا حبٌّ ولا لِينُ
كم في المَواطِنِ من أمٍّ مُفجَّعة ٍ… فالقلبُ يَخفقُ بالآهاتِ مَحزونُ
كم في العروبة من ضرٍّ ومن ألمٍ … النَّاسُ جُنُّوا فقد زادَ المجانينُ
تلكمْ مآسي عروشُ الغدرِ تَصنعُها …فالكونُ بالغيظِ والأحزانِ مَشحونُ
***
يا قدسُ صبرا فان النَّصرَ غايتُناَ … النَّصرُ في الصَّبرِ والإقدام مَكْنُونُ
مَهْما تردَّتْ عروشُ الغدْرِ في وطني … فلنْ يدومَ ورغم الغدْرِ صُهيونُ