هآرتس الإسرائيلية تروي تفاصيل الانسحاب الاماراتي من اليمن
1574 يوم من العدوان على اليمن
شهارة نت – وكالات
قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن الخلاف الإستراتيجي بين السعودية والإمارات واختلاف أولوياتهما في اليمن بشأن قضايا عدة تتعلق بإدارة الصراع في اليمن، يعمق الصراع الداخلي بين الأطراف اليمنية التي تقاتل في صف التحالف، ويقضي على الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب التي تمزق البلد منذ سنين.
واعتبرت الصحيفة أن الأخبار المتداولة خلال الأسابيع الأخيرة عن انسحاب جزئي للإمارات من اليمن، جاء نتيجة للخلاف بين البلدين، والإمارات تنوي الانسحاب كليا وترك المملكة وحيدة في ساحة المعركة.
ورغم نفي الجهات الرسمية الإماراتية نيتها الانسحاب كليا من اليمن وتأكيدها عدم وجود خلافات بينها والسعودية، فإن معطيات الواقع تشير إلى أن بن زايد سئم الحرب الميؤوس منها في اليمن، التي باتت تهدد أمن بلاده.
وأرجعت الصحيفة أيضا أسباب الانسحاب الإماراتي من اليمن إلى سعي الإمارات للنأي بنفسها عن المملكة التي توجد حاليا في عين العاصفة السياسية الأميركية، حيث بلغت المواجهة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والكونغرس حول مبيعات الأسلحة إلى الرياض ذروتها مؤخرا عندما تخطى ترامب قرارا للكونغرس يقضي بتجميد صفقة بقيمة ثمانية مليارات دولار، وهي الخطوة التي قد تعرقلها تشريعات جديدة.وتتجه الإدارة الأميركية إلى فرض عقوبات على المملكة بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، تستند فيها إلى دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها بلاده خلال حربها على اليمن.
ورغم أن تلك العقوبات لن تكون صارمة كتلك التي فرضتها واشنطن على طهران ودمشق، فإن التأكيد على عقوبات معلنة من قبيل منع دخول كبار المسؤولين السعوديين إلى أميركا، كفيلة بأن تشعر حكام الإمارات بالقلق من أن مشاركتهم في حرب اليمن قد تجعلهم هدفا للعقوبات الأميركية.
ورأت الصحيفة الاسرائيلية الى أن نهاية الحرب في اليمن لا تبدو قريبة، لا سيما وانها قد حصدت أرواح ما يقارب 100 ألف شخص، قضوا نحبهم بسبب القصف والهجمات العسكرية أو بسبب الجوع والأمراض التي باتت تفتك بالشعب اليمني، كما شردت ما يزيد على ربع مليون شخص، ورغم ذلك.
وأشارت هآرتس إلى أن الهدف الأميركي السعودي المتمثل في التخلص من الحوثيين بات صعب التحقيق، بسبب تعذر إضفاء شرعية دولية على هجمات أميركية شاملة في اليمن، حيث لا يُنظر إلى الوضع في اليمن على أنه تهديد دولي.
أضف إلى ذلك أن الإدارة الأميركية باتت مقتنعة بأن إرسال مزيد من المساعدات العسكرية للسعودية والإمارات لن يؤدي إلى تحقيق نصر حاسم في اليمن، وأن الحل يكمن في تحويل الملف إلى الأمم المتحدة.