تنفيذ المبادرة.. حاجة دولية ومسئولية يمنية
مر الوطن اليمني الحبيب في معظم هذا العام 2011م بحالة عصيبة أسفرت عن صلابة وصبر تمتع بهما الشعب بمختلف أطيافه وأهدافه واتجاهاته? فأوجبت الحالة والاصطبار الشعبي عليها الإفصاح عن مدى الحرص الإقليمي والدولي من الأشقاء والأصدقاء على أمن واستقرار البلد المعدود عمقا?ٍ استراتيجيا?ٍ للمنطقة.
وقد تمخض ذاك الحرص عن “مبادرة مجلس تعاون دول الخليج العربية” التي حظيت بتأييد دولي واسع منذ صدورها? فواكبتها جهود دبلوماسية من قبل الأمم المتحدة وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وعلى ضوء صدور المبادرة الإقليمية وتضافر الجهود الدولية? وإنفاذا?ٍ لقرار مجلس الأمن 2014 الملزم بتوقيع المبادرة وآليتها? والذي حم?ل على حد سواء أطراف العمل السياسي اليمني مسئولية كل ما مر بالوطن والمواطنين? التقت تلك الأطراف يتصدرها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مع الحلفاء والشركاء أركان المشهد السياسي اليمني? لتستكمل التوقيع على المبادرة في رحاب الأشقاء بيمامة الرياض في المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء الموافق 23 نوفمبر 2011م بحضور وشهادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود? وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز? ووزراء خارجية وبعض ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي مع بعض سفراء الدول الصديقة والشقيقة.
هذا ولن تنطوي صفحة المأزق وتنفتح أبواب المستقبل الأفضل جزاء اهتمام العالم وصبر الشعب اليمني على ما طال حياتهم من اقتصاد وإدارة وبنى تحتية وغيرها? إلا ببدء إنفاذ المبادرة وآليتها التنفيذية المزمنة.
إن توقيت توقيع المبادرة ومن ثم? الوقوع في شرك الشراكة في تنفيذ آليتها? والأمة تشارف على توديع العام الهجري? يستوجب بدء تنفيذها بشكل متكامل? دون مماطلة أو تأجيل? في مطلع العام الهجري ليشهد العالم “هجرة وطنية مشتركة” من المشاكل إلى الحلول? وإذ اتفقت الأطراف السياسية على أن “مرحلة تاريخية جديدة” قد ابتدأت كما يتراءى لمتابعي الحالة اليمنية في كل مكان (أو يتمنون)? فلا بد من تكثيف جهود الجميع:
سلطة ومعارضة? ومواطنين أولا?ٍ? شبابا?ٍ وشيبا?ٍ? إناثا?ٍ وذكورا?ٍ? للانطلاق باتجاه المستقبل متحررين من قيود الحقد والثأر السياسي والتغلب على كل تعقيد قد ينجم عن سوء فهم أو قصور تنفيذ أي بند من بنود المبادرة.. فبناء الأوطان وتشييد المرجو من النظم يتحقق بالتسامح ومحاولة تجنيب البلاد بمختلف مناطقه أي ضرر وفتن بما ي?ْستطاع من قدرة? وي?ْمتلك من طاقة? وإذا أخلصت النوايا تحسن الأفعال بإذن الله.
فإذا كان التفاف العالم حول اليمن والتفاتهم لمشاكله حرصا?ٍ على تنمية مصالحهم فيه جعلهم يهيئون مناخا?ٍ مناسبا?ٍ من خلال مشروع المبادرة الخليجية لإنهاء المشكلة اليمنية بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة -ويقضي حوائجهم فيها- ويصون وحدة اليمن أرضا?ٍ وإنسانا?ٍ? فحري?َ بالإنسان اليمني إذا?ٍ -ولا سيما الشباب- الحرص على التفاعل والاستثمار الإيجابي لما يعتبر “فرصة تاريخية” تتمثل في التفاف إقليمي والتفات دولي له إيجابيته? كعنصر مساعد على تحقيق اصطفاف وطني مشبع بالحكمة اليمانية ينتج مع حماس الشباب مشروعا?ٍ إنسانيا?ٍ خلاقا?ٍ يتواءم وتطلعات الشعب في الاستقرار المرجو والحياة الطبيعية والتغيير المنظم فيبعث على اطمئنان الشركاء الإقليميين والدوليين في شريكهم اليمني.. الشاب.
وانطلاقا?ٍ من حق الشراكة للشباب كما للشيوخ في بناء هذا الوطن?
ومثلما صدرت الدعوة من مختلف القوى الدولية المؤثرة على المشهد العربي منذ ربيعه مرورا?ٍ بصيفه حتى خريفه وشتائه?
تتوجه دعوة المواطنين إلى كل أطراف العمل السياسي اليمني (حتى السائرين في ركاب الرافضين للمبادرة) ليلتزموا بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة? باعتبار التنفيذ مسئولية?ٍ يمنية بالدرجة الأولى? وحاجة?ٍ دولية إلى سلاسة جريان رياح التغيير وإثبات سلميته? وعهدا?ٍ ينبغي الوفاء به من كل من قطعه ووقعه وأبرمه أمام كافة الشهود والحضور من الأشقاء والأصدقاء الذين يستحقون بالغ التقدير وعظيم الامتنان على ما بذلوه من جهود ما كانت لتتكلل بالنجاح لو لم يتو?جها توقيع الأطياف? مختلفة الوسائل والأهداف? وتوافقهم –إن شاء الله تعالى- على المضي في سبيل تقدم وازدهار واستقرار وأمن كل اليمنيين المتجردين من شوائب وتعقيدات اللحظة لئلا يفوتهم إزجاء أسمى آيات الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي وأمين عام المجلس وأمين عام الأمم المتحدة ومستشاره السياسي وسفراء الدول الصديقة والشقيقة على ما شاطروا الشعب اليمني الشقيق والصديق من مشاق ومعاناة زادتهم حرصا?ٍ واهتماما?ٍ بسلامة البلد العريق? أداء?ٍ لواجب الأخوة والصداقة وحق الجوار.
والله ي?ْسأل العون على التمكين من حسن الأداء لكل الواجبات والحقوق? والوفاء المشترك بكافة الالتزامات والوقوف بجدية لدى تحمل المسئوليات? صونا?ٍ لاستقرار وأمن ووحدة البلد و