الرهوي : القاعدة و داعش رأس الحربة في العدوان السعودي على اليمن
1565 يوم من العدوان على اليمن
شهارة نت – حوار
قال عضو المجلس السياسي الأعلى الأستاذ أحمد غالب الرهوي ” إن السعودية منذ تأسيسها وهي تعادي اليمن” ، مؤكدا أنه لم يسلم منها الملكيون ولا الجمهوريون ولا الاشتراكيون أيضا، فالسعودية تعادي الشعب اليمني بشكل عام. وفند الرهوي في حوار مع صحيفة « 26 سبتمبر» في عددها الصادر اليوم الأحد الحجج الواهية التي روج لها النظام السعودي للعدوان على اليمن, وقال « لقد تبين انه لا يوجد هناك ما يسمى « شرعية» والدليل على ذلك أنهم يمنعون الشرعية أن تعود إلى عدن والى أي مربع من المربعات التي يعتبرونها محررة كما يدعون», واصفا تصرفات المحتل الإماراتي والسعودي ومرتزقتهم بالمعيبة والمشينة.
وأكد الرهوي أن تنظيمي « القاعدة « و» داعش « هما رأس الحربة في العدوان على اليمن, وقال « إن عددهم لا يقل عن خمسة عشر ألف إرهابي يقاتلون في صفوف العدوان «, وتطرق الحوار إلى جملة من القضايا وهذا نص الحوار:
حوار : يحيى السدمي
> دخل العدوان السعودي ـ الأمريكي على اليمن عامه الخامس .. من وجهة نظركم ما الذي سيوقفه؟
} السعودية منذ الملك الأب المؤسس عبدالعزيز يقول في وصية له ( عزكم في ذل اليمن وذلكم في عز اليمن واحذروا التقارب المصري السوري واحذروا التقارب السوري العراقي) وبذلك وبحكم أنهم امتداد أذرع للاستعمار البريطاني والمخابرات البريطانية وجدت هذه الأسرة وتحول شعب كامل باسمها ..
نحن والسعودية تحكمنا الجغرافيا والتاريخ وبالتالي التطور الذي حصل في اليمن التحول الديمقراطي وقيام الأحزاب وحرية الرأي ووجود مخزون بشري كبير كان من المفترض أن يكون هذا المخزون البشري عونا ودعما لهم ومساعدا لهم يستقوون به على من يستقوي عليهم, لكن النظام السعودي بالغباء السياسي حول الشعب اليمني عدوا له بممارساته وليس من اليوم بل منذ أن تأسست السعودية، فلا الملكيون سلموا منهم ولا الجمهوريون سلموا منهم ولا الاشتراكيون سلموا منهم أيضا، فهم يعادون الشعب اليمني بشكل عام فنحن لم نعتد عليهم ولا على غيرهم بل هم كانوا يقضمون من أراضينا وأذكر أنني قرأت رسالة تعود إلى ما قبل مائة عام تقريبا للشيخ أمين قائد أبوراس أبو الشيخ صادق وجهها للملك السعودي عبدالعزيز يقول فيها (من باب الأخوة والجيرة والعلاقات الاجتماعية إنها نصيحة صادقة لكم بأنه يجب أن تتعاملوا مع الشعب اليمني في تنميته في مشاريع تنموية استراتيجية حتى يكون الشعب اليمني مضاه لكم أو مقارب لكم وتكون علاقات بين الشعوب لكنكم يا جلالة الملك تتعاملون مع أفراد هنا وهناك لن يعملوا شيئا ولن يؤثروا شيئا ولن تعود بالفائدة لا عليكم ولا على الشعب اليمني)..
هذه نصيحة قديمة قدمها لهم الشيخ أمين أبو راس لكنهم لم يستمعوا لها وكانوا يعتبرون أن اليمن هي تحت اليد وتحت السيطرة ويسلبوها قرارها ويضمنون أنهم آمنون أي شيء يأتي من اليمن لأن السلطة في اليمن لم تتكون إلا برضاهم وبموافقتهم وهذه سياستهم الخاطئة, مما أدى إلى العدوان الذي ترتكبه السعودية الآن وجرائمها البشعة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا وأضافت معها بعض الدول والآن نرى أنه لم يعد هناك تحالف عدا السعودية والإمارات والأجندات والأهداف المخفية لم يظهروها بل يظهرون الشرعية وإعادة الشرعية .. الى آخره، لكن تبين فيما بعد أنه لا يوجد هناك ما يسمى « شرعية» والدليل على ذلك أنهم يمنعون الشرعية أن تعود إلى عدن والى أي مربع من المربعات التي يعتبرونها محررة كما يدعون, وأيضا كما لاحظنا في القمم الثلاث التي عقدت في مكة لم تذكر «الشرعية» لا من قريب ولا من بعيد ولا القرار 2216 ولم يسمح لعبدربه منصور هادي بالحديث في تلك القمم .. إذاً الأمور قد تجلت أن الموضوع ليس موضوع شرعية، فقد تحدثوا عن الأمن القومي للسعودية مع أنه لا أحد يهدد الأمن القومي السعودي، فعندما يتم اطلاق صاروخ من اليمن دفاعا عن النفس ودفاعا عن الشعب اليمني, فالصواريخ تطلق على مواقع عسكرية وليست مدنية ثم أن هذه من ضمن الأسلحة التي بأيدينا فلا يوجد لدينا غيرها، إنهم يدعون أن الطائرات المسيرة وان الصواريخ صناعة إيرانية وتلك مزاعم كاذبة, فهم يحاصرون اليمن برا وبحرا وجوا فمن أين ستدخل إلى اليمن, وفي الوقت نفسه, هل الطائرات والحمم التي يقذفونها على اليمن صناعة ابن تيمية؟, أم هم يجلبونها من كل أنحاء العالم وبالتالي فهي حرب على اليمن وإذا كانوا يريدون إيران فإيران على مرمى حجر منهم وتحتل ثلاثة جزر إماراتية.
نحن الآن في العام الخامس والسعودية لازالت متوغلة في القتل ومتوغلة في استباحة الأراضي والأجواء اليمنية ومتوغلة في المحافظات الجنوبية باستعمار واحتلال أشد من الاحتلال البريطاني الذي دام 129 عاما, لأن ممارسات النظام السعودي والإماراتي في المحافظات الجنوبية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أجندات وأهدافا يسعون إلى تحقيقها, فقد قالوا لا يوجد في أجندتنا شيء اسمه القاعدة وبالتالي هم يستقطبون عناصر القاعدة وداعش وأحضروا مرتزقة بالآلاف من كولومبيا والمكسيك ومن فرنسا ومن كل أنحاء العالم
– ويواصل الرهوي حديثه قائلا:
} للأسف تصرفات المحتل الإماراتي والسعودي ومرتزقتهم معيبة ومشينة وغريبة ولا تمت بصلة إطلاقا لا لعلاقة إخوة ولا لجيرة ولا للإسلام ولا للأخلاق ولا للإنسانية، بل هي ممارسات بشعة تمثلت في السجون السرية والاختطافات والاغتيالات التي تتم في المحافظات الجنوبية وهي ممارسات مبرمجة وممنهجة وليست بالصدفة.
مساحة عدن حوالي 187 ألف كيلومتر مربع يعني مدينة محصورة ومداخلها محصورة لكن الآن هم يريدون هذا الوضع الفوضوي لكي تستمر الفتنة ولكي يستمر استنزاف شباب أبناء الجنوب, حيث يسوقونهم إلى محرقة الموت من أجل أن يتخلصوا من جزء كبير من أبناء المحافظات الجنوبية ويدخلونهم في صراع مع إخوانهم في المحافظات الشمالية من أجل أن يستمروا في ممارسة تنفيذ أجنداتهم
> ما أبعاد انعقاد القمم الثلاث التي عقدتها السلطات السعودية في مدينة مكة المكرمة وانعكاساتها على اليمن؟
}القمم الثلاث, ينطبق عليها ماقاله الشاعر اليمني الكبير الراحل عبدالله البردوني « مؤتمر للحشرات «, عبارة عن ظاهرة إعلامية والسعودية دائما تعتمد على مثل هذه الهيلمانات ليس من أجل توجيهها ضد اليمن فقط ولا إيران التي ذكرت مرة واحدة في البيان لكن لتقول أنا زعيم الأمة الإسلامية استطيع ادعوهم في أي وقت طبعا بالمال، ثانيا السعودية تريد أن تغطي على جرائمها في اليمن أو التي ارتكبتها في غير اليمن ومنها عملية إعدام الصحفي جمال خاشقجي وهي الجريمة البشعة التي تحولت فيها السعودية من دولة إلى عصابة قتل فهنا لم يعد ينطبق عليها لفظ دولة لأنها تقوم بتلك الجريمة الوحشية البشعة من تقطيع ومن ذبح داخل قنصليتها في تركيا, وبالتالي تنتفي عنها صفة الدولة وتحولت إلى عصابة، إضافة إلى علاقاتها مع بلجيكا، وممارساتها الوحشية في حقوق الإنسان كل هذه هي تغطية وتلميع لولي العهد وقد لاحظنا قبل انعقاد هذه القمم كان السعوديون محصورين فهذه القمم هي نوع من الماكياج حتى في نفس القمم زوروا على الرئيس العراقي انه وافق على البيان الختامي ولكنه نفى، كذلك القطري تحفظ على البيان يعني ليس هناك شيء ملفت للانتباه أو ليس هناك شيء جديد بل القمم الثلاث أظهرت انقساما أكثر من التقارب لكن الغرض منها هي تريد أن تستعيد ما أنفقته من تريليونات منذ تأسيسها من أجل تلميع صورتها التي فقدتها بقتل خاشقجي وفي العدوان على اليمن وبالتالي تريد أن ترمم مرة أخرى هذه الهيلمانة التي كانت مع أن الشعب اليمني والجيش واللجان ـ وهنا تحية وإكبار لهم ـ قد كشفوا بأن السعودية نمر من ورق عمرها ما دخلت حروب وعمرها وهي تكدس أحدث أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والبرية ولكنها لم تستطع أن تحقق أهدافها أمام شعب وضعه الاجتماعي والاقتصادي ووضعه الإنساني معقد, والآن نحن في العام الخامس وهنا أشير إلى الكاتب والمؤرخ الراحل محمد حسنين هيكل عندما قال في بداية العدوان ( السعودية ستقع في مستنقع لن تستطيع أن تخرج منه واليمن سينتصر وإذا لم يطلع كلامي صحيح فإن مت فاخرجوا جثتي واحرقوها وان كنت حياً فالكتب التي في مكتبتي احرقوها ) فأولئك لا يستمعون لا إلى أصحاب تجارب ولا إلى مفكرين والشيء الآخر الخبراء الاستراتيجيون في القيادة والأركان الخبراء العسكريون العالميون يقولون « عندما تريد الدخول في حرب يجب أن يكون ليدك خطة خروج « لكن الظاهر أن السعوديين ليس لديهم لا خطة دخول ولا خطة خروج وهم كانوا في البداية يعتبرونها نزهة لأسبوعين أو ثلاثة وهو نفس السلوك الإسرائيلي, فلماذا لا يعيدون حساباتهم ويتراجعون وينسحبون ويقبلون بالواقع وبالحل, ومن يسأل هل هذه القمم توحي بأن السعودية لديها شيء جديد في اليمن، فالواقع يقول انه ليس لديهم أكثر مما عملوه فما الذي سيعملون أكثر مما عملوه, هل سيضربون اليمن بسلاح نووي مثلا كما فعلت أمريكا في اليابان فهذا شيء آخر
> أين موقع « القاعدة « و» داعش « في إطار تحالف العدوان على اليمن؟
} «القاعدة « و» داعش « هما رأس الحربة في العدوان على اليمن, وعددهم لا يقل عن خمسة عشر ألف إرهابي يقاتلون في صفوف العدوان حيث يتمركزون تحت مسميات قادة ما تسمى بـ» ألوية العمالقة « فهم من كانوا قاعدة وهذا ليس كلامنا هذا كلام جلال بلعيدي صوت وصورة وهذا كلام أميرهم الذي كان في حضرموت, حيث يقول « نحن نقاتل مع الشرعية في أكثر من خمسة عشر جبهة»، كلام واضح، قادة الألوية في الساحل من هم؟ من هو عبدالرحمن اللحجي وأبو منير اليماني وغيره, من هم؟ بلاشك أنهم هم القاعدة بل الألوية هذه مكونة اغلبها من عناصر « القاعدة « وداعش وبينهم عدد كبير من الأجانب الذين قدموا عن طريق تركيا بعد أن فشلوا في سوريا ومنهم أجانب أوروبيون وسوريون ومصريون وسعوديون وعراقيون وبحرينيون وهؤلاء يشكلون رأس الحربة في العدوان على اليمن، ومنهم نايف القيسي المعين من قبل تحالف العدوان محافظا للبيضاء وهو من قيادات القاعدة وهناك شريط صوت وصورة وهو مطلوب للخزانة الأمريكية ونايف صالح يسلم الغيثي وآخرون كثير معروفون, وأعداد منهم تم نقلهم إلى تعز في الأحداث الأخيرة وآخرون نقلوا إلى منطقة لودر لأنهم احتاجوهم للنزول من عقبة البيضاء وهناك إرهابيون آخرون نقلوهم إلى جبهة البيضاء ومجاميع أخرى في المهرة, وحسب اطلاعي فان الإمارات ضد الإخوان والقاعدة لكن في مكان آخر هي تستخدمهم وتشتغل عليهم وتدعمهم والذين يهربون من السجون يهربون تحت تعليمات إماراتية
وماذا بشأن السجون السرية التي أنشأتها الإمارات في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية؟
} كل من قال لا أو انتقد تصرفات المحتل الإماراتي والسعودي يعتبر ضدهم, أيضا الانقسامات هناك موجودة وحتى الصوت المستقل الذي يستنكر الخطأ يعتبرونه ضدهم ولذلك السجون السرية في عدن وهي سبعة سجون وهناك سجون سرية في الريان بحضرموت وفي شبوة وفي جعار بأبين, وهذه السجون كلها تستخدم من اجل تخويف اليمنيين إذا لم تخضع لهم فهذا مصيرك والقتل الذي يحصل هو قتل العناصر الذين يعتبرونهم خارجين عنهم أو أنهم متمردون عليهم وغير موالين لهم وبالتالي الفرق المنظمة أو فرق الموت هي التي تقوم بعملية الاغتيال وتقول للآخرين من سيكون مثل هؤلاء سيكون مصيره القتل، مشعل الكازمي نائب مدير الأمن بعدن قال في مؤتمر صحفي ( نحن سلمنا عناصر من القاعدة وداعش لشلال مدير الأمن وللإماراتيين وبعد فترة شهر أو شهرين وقعت معركة في الفيوش الذين سلمناهم وجدناهم وهم يقاتلونا وهم أيضا من سرق البريد)، فالعملية واضحة ومكشوفة وكل مواطن في عدن يعرف بها تماماً، كان عندي دكتور وزوجته وكان يقول لي لا أسمع أصوات الرصاص في صنعاء, أما في عدن فأسمع مثل الزفة يوميا وأصبحت لدي عادة وقال نخرج إلى السوق أو السوبر ماركت مالناش ضمانة نعود البيت سالمين، فالناس يقتلون بشكل ممنهج وبشكل منظم من أجل الإخضاع
> هل تعتقدون بنجاح أي حوار مستقبلي مع ممثلي الرياض استناداً إلى ما تم من حوارات سابقة؟
} هناك مساران ، بالنسبة لنا, نحن معتدى علينا وبالتالي نحن أحوج للسلام ثانيا إخواننا أبناء جلدتنا الذين تكالبوا علينا عملوا أنفسهم جسورا يمر عليها المحتل ويمر عليها الغازي إن كان الأمر بأيديهم فلا زال الوقت قابلا لأن نتحاور معهم لكن الأمور ليست بأيديهم فهم مجرد ديكور وأدوات ونحن في كل الحالات في المجلس السياسي والحكومة دعاة سلام ولسنا مع الحرب والقتال ليس هواية ولا حب لنا، ولذلك نحن يدنا ممدودة وصدورنا مفتوحة للسلام ونستشعر آلام شعبنا ومعاناته وجوعه وصبره ونرفع القبعة وننحني إجلالاً لهذا الشعب العظيم الذي يفترض أن يكافأ وأن تزال عنه كل المظالم لأنه فعلاً يستحق الاحترام والتقدير ولذلك نحن منفتحون لو أن السعودية هي من يفاوضنا ممكن نعمل حل ولو أن الإمارات تتفاوض معنا ممكن نخرج بحل، لكنها تتهرب وترمي الكرة على أدواتها وهي من تأمرهم : اطلعوا انزلوا وافقوا لا توافقوا، وبالتالي إذا ظل الحال بهذه المتوالية فلا أمل إطلاقا في أي مفاوضات ونحن لن نستكين ولن نركع وأنا أعرف من معلوماتي أن السعودية تعمل ما بوسعها من أجل أن تخرج من هذه الحرب لكن هناك إشكاليات في مسألة التعويض والاعمار وأخيراً أقول السعودية ماذا تريد من حضرموت ومن المهرة ومن سقطرى؟ هرتزل مؤسس الصهيونية قال ( ضع قدمك في باب المندب أو في سقطرى أنت تملك مفاتيح المحيطات السبعة)، السعودية تريد نفس الكلام من حضرموت ومن المهرة، السعودية تريد الأنبوب النفطي، « كاثرين شاكدام « وهي تبين اللعبة الخطيرة للسعودية في اليمن وحديثها لقناة (آر تي) الانجليزية تقول ( أنابيب النفط من حضرموت تتجاوز فيه الخليج مضيق هرمز والمكلا كجهة انفتاح على البحر هذا هو المشروع، لكنها ماذا تريد هي؟ هي تريد الاستملاك ولا تريد التعاون لأن هذا الموضوع قد طرح من قبل تريد أن تتملك ليس حتى الأنبوب النفطي بل تتملك مساحة واسعة لأن تحت الأنبوب الثروة والنفط ).
ونفس الحال سقطرى والمهرة، والمهرة قد بدأ المحتل السعودي يدخل فيها نخبا ويشكل مليشيات لكن المهرة أنا عشت فيها واشتغلت هناك خلال 86-90م, المهرة مجتمع رافض مجتمع بكر ومتماسك اجتماعيا لا يقبل أبدا إطلاقا أن تأتي بغريب يحكمه هم حاولوا أن يمزقوه ويشتتوه لكن أصالته وتاريخه وثقافته تلعب دورا لمنعهم فهم واجهوهم ورفضوهم لأنه إضافة إلى الحجة التي يملكونها يقولون للسعوديين ما الذي أتى بكم إلى هنا فنحن عائشين بدونكم فما الذي أتى بكم!؟، الآن السعوديون يطلقون فتنا وإغراءات رهيبة سواء بالسيارات أو بالأموال أو بالأسلحة, لكن كما أعرف أهل المهرة أن السعوديين لن يستطيعوا اختراقهم إطلاقا لأن وشائجهم الاجتماعية قوية جدا ناهيك عن التزاوج والمصاهرة مع عمان بالذات, فالسعودية تريد خنق عمان وتريد عمل رسالة لعمان, ولذلك اللعبة ليست سهلة بالنسبة لها وأنا متأكد أن هذه اللعبة لن تنطلي عليهم وعمان ستظل في نظر المهريين هي الأخ الوفي معهم
كيف تنظر من موقعك إلى الوضع الحالي في المهرة وسقطرى هل هو مرشح لثورة ضد المحتل؟
} المؤشرات والتاريخ يعيد نفسه انه لا يوجد احتلال إلا وله مقاومة، الشهيد راجح بن لبوزة رحمه الله عندما وصلت بريطانيا إلى الحبيلين وأقامت معسكرا هناك أرسلت والد الوزير وعضو مجلس النواب محمود حسن إلى الشيخ المجاهد لبوزه وقالوا له بعد أن جاءوا من صنعاء وبعد أن أعلنوا أنهم سيقاومون المحتل البريطاني فأرسلت له رسالة أن سلموا أسلحتكم التي أتيتم بها من صنعاء وتعملوا تعهدا للشيخ والسلطات البريطانية ولن يمسكم شيء وتكونون مواطنين آمنين ولا عليكم أي شيء، لبوزة أخذ ورقة كتب اسمه وطرح فوقه حبة رصاص وطواها وقال ( خذها إليهم، سلمها للبريطانيين قل لهم ليس بيننا حديث معكم إلا الرصاص ) وهم كانوا أفرادا ومشايخ قبائل لم يقبلوا, وأصبحت بريطانيا أكبر إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس تجلى وترحل من عدن, فنفس ما حدث سيتكرر، اليمني بطبيعته بنخوته بحميته بتربيته بثقافته بفقره بجوعه لكن كبرياءه لا يتنازل عنه، القبيلي لا يتورع عما هو مثله القبيلي إن دخل في حده فما بالك بغريب يأتي من أجل أن يسيطر ويحتل فلا يمكن أن يقبل، هناك سلاطين كانوا يحكمون والبريطاني فقط كان يريد أن يضمهم إليه ليستمروا يحكمون فرفضوا وهم سلاطين كأحمد بن عبدالله الفضلي ومحمد بن عيدروس العفيفي وآخرون رفضوا لأنه لا يقبل انك تتحكم فيه وتستقوي عليه وتذله ويصبح تابعا لك أنت تأمره روح هنا أو روح هناك، فلا يقبل ولذلك الحراك القائم الذي حصل سواء في تقطيع وحرق صور عبدربه وصور سلمان ومحمد بن زايد في عدن، وحرق صور محمد بن سلمان في حضرموت، وأخيرا حرق صور مكبرة لعبدربه ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان وفي أبين حدثت تظاهرة واسعة فرقت بالقوة لكنها ستتسع وستكبر وتصبح ثورة بالتأكيد ضد المحتل.
بصفتك عضوا في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام هل ما يزال التحالف بين المؤتمر وأنصار الله قائما والى أين يتجه؟
} التحالف بين « المؤتمر الشعبي العام « وبين الإخوة في أنصار الله لازال قائما وحقيقة أنا منذ أن عينت عضوا في المجلس السياسي الأعلى تبين لي أن هناك تناغما وانسجاما بين الجانبين, صحيح أن السلطة بيد الإخوة في أنصار الله وأيضا لا ننسى أن الإخوة في أنصار الله هم رأس الحربة في التصدي للعدوان السعودي الأمريكي ويتقدمون قوافل الشهداء والجرحى التي يقدمها الشعب اليمني ونحن نتفهم هذا الامتياز ونحن في المؤتمر نحرص على الشراكة وعلى التحالف القوي معهم لأن هتلر يقول إذا أردت أن تتقدم إلى الأمام أمن ظهرك وإذا معك عشر طلقات في المسدس فتسع للداخل وواحدة للخارج وبالتالي نحن ثقافتنا في المؤتمر الشعبي العام الوسطية والاعتدال ومنذ تأسس المؤتمر ليس له تبعية للخارج لا بالتسمية ولا بالإيديولوجية ولا حتى بالفكر السياسي, للمؤتمر فكر مستقل وسطي معتدل نبع من كوكبة وفسيفساء الحركة الوطنية اليمنية وبالتالي هو يمني الأصل، ثانيا نحن بطبيعتنا حزب مدني ونحن دائما نسعى إلى علاقات أفضل ومن خلال وجودي في اجتماعين رأيت تناغما ممتازا جدا ويتم حاليا دراسة فكرة بين الحليفين إلى تطوير العلاقة بينهما من علاقة ضد العدوان إلى علاقة إستراتيجية فيما بعد العدوان, وذلك شيء مطمئن، فالاختلاف والتباين ظاهرة صحية كما يقال فقد احتكمنا في عام 1990م للدستور والقانون والتعددية واحتكمنا للصندوق، أدوات الدم التي عشناها ما قبل العام 90م وضعت في كل بيت جروحا فيكفي, ورأينا أننا نتمثل بشعوب العالم التي تتداول السلطة بشكل سلمي وهو الصندوق, والعلاقة بين المؤتمر وأنصارالله ممتازة وبوجودنا إن شاء الله ستتطور هذه العلاقة, وطالما أننا نمثل رأس الدولة فلابد أن نكون قدوة حتى في الانتقاد.
حاليا ينظر إلى المؤتمر بأن نصفه في الداخل والنصف الآخر في الخارج؟ تعليقكم
} هذا ما أفرزته الأحداث, لو أنني كنت مثلاً مختلفا مع أنصار الله أو لا أريد أنصار الله فهذا رأيي ولن يكلمني أحد، ولكن لن أقبل على نفسي أن أصبح بيد العدو ضد بلدي وضد وطني وضد أبناء شعبي، فثقافتنا هكذا وتربيتنا قامت على أن الوطن هو فوق الكل، ثقافة الوطن يجب أن تسود لأنه إذا سادت ثقافة الوطن ستنتهي ثقافة ( أنا يجب أن أتخلص منك وأنت تتخلص مني ) وثقافة الوطن إذا لم تكن عندي فسأكون مستعدا لأن أدمر المعبد بمن فيه لأنه ليس لدي شيء اسمه الوطن وبالتالي المؤتمر الشعبي حصلت فيه هزات وتعرض لضربات قوية لكنه صمد وأريد أن أقول للذين كانوا يقولون إن المؤتمر هو عبارة عن الرئيس لأنه ولد من رحم الدولة ومن رحم السلطة, الآن ثبت العكس المؤتمر لازال مؤتمرا وأبسط مثال الدوائر الانتخابية التي حصل عليها المؤتمر في الانتخابات التكميلية الأخيرة لمجلس النواب ونسب المصوتين فيها نسب عالية وأيضا المؤتمر الشعبي عقد دورته للجنة الدائمة وأعاد فيها ترتيب أوضاعه وكان موفقا في كثير من التطعيم والتغذية لقياداته وهذا يدل على أن المؤتمر لازال بخير ولازال حيا, أما الذين في الخارج فبمجرد أن يعطوك منصب رئيس مجلس نواب أو يعطوك وزيرا تنقلب 180 درجة فهذا تحول غير طبيعي بالتأكيد هذا ارتزاق فالمسألة إغراءات ومال لكن حقيقة فالعالم ليس معترفا إلا بمن هو في الداخل.
أين الأحزاب السياسية بشكل عام مما يدور حاليا على الساحة الوطنية؟
}الأحزاب المنضوية والمتحالفة مع المؤتمر أو المتحالفة مع أنصار الله فيها نشاط المناهض للعدوان وفيها نشاط ثقافي لكن ما تؤاخذ عليه بعض الأحزاب مثل الناصري فأمينه العام مع العدوان في السعودية وجزء منهم في السعودية هل الناصري الموجود الآن المتحالف .. لماذا لم يعودوا لترتيب أنفسهم وإعلان حزبهم وقيادتهم في الداخل ويتبرأوا ممن يتلحف بالحزب الناصري، إذاً كيف أقبل أنني في الداخل أمثل الناصري ولم أقم بترتيب حزبي بحيث ألغي شرعية من وجد في الخارج، فلا يبقى الحال كما هو عليه الآن هذا يتكلم بالناصري وأنت تتكلم بالناصري وذاك يتكلم بالبعث وأنت تتكلم بالبعث.
وبالنسبة لحزب الإصلاح كيف ترى الصورة؟
} ينطبق عليه نفس الكلام فهذه الأحزاب عليها أن تعيد ترتيب نفسها وتعيد عقد مؤتمراتها وتبقى في الداخل لأن عقد مؤتمراتها وإعادة ترتيب وضعها التنظيمي يلغي من يدعي أنه يمثلها في الخارج الى جانب موقفها من دول العدوان، فالبقاء بشكل ضبابي هذا يتكلم بالناصري ويصدر بيانات وأنت تتكلم بالناصري وتصدر بيانات هو وضع غير طبيعي وغير صحيح, أنت في البلد وأنت في الوطن وأنت مع أنصار الله ضد العدوان لكن لماذا لا تكمل، والتجمع الوحدوي مرة نرى أمينهم العام في اجتماع مع عبدربه ومرة نراه في صنعاء وأين أنتم وأين تذهبون ومع من أنتم بالضبط؟!
باختصار ماذا تقول لهذه الأحزاب؟
} أقول لكل الأحزاب التي انقسمت أو قياداتها أو زعاماتها ذهبت مع العدوان وقياداتها الوطنية التي وقفت ضد العدوان وبقيت في البلاد عليهم ألا يتركوا فرصة لأولئك الذين في الخارج أن يستمروا في أنهم أم الصبي، عليهم أن يعيدوا ترتيب وضعهم التنظيمي ويعقدوا مؤتمراتهم وتنبثق عنها قيادات تنظيمية جديدة هي التي ستكون معترفا بها عن طريق القانون الذي تسير عليه وهو قانون الأحزاب.
> أقرت الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة ما الذي يؤمل منها؟
} نلاحظ القوانين والتشريعات التي تصدر في أي دولة لا تصدر من أجل اليوم أو من أجل غد بل تصدر على مدى سنوات، هي الفكرة الثقافية القانونية الثقافة الدستورية، نحن الآن لدينا الرؤية الوطنية ونقول لشعبنا بأننا لسنا مليشيات كما يقولون هذه رؤيتنا هذه هي الدولة .. نحن نريد أن نقول بأننا دولة فيها سيادة القانون وفيها احترام الدستور وفيها الحرية والتعددية وفيها اليمن من المهرة إلى صعدة هذا أولاً
وثانيا, نقول للعالم الخارجي برغم ما يحصل فينا وأنتم على علم به نحن دولة ونحن عندنا رؤى ونريد أن نبني دولة وهذه أفكارنا التي نعتبرها منهجا للسير بالبلاد الى الأمام ، الشيء الآخر نقول للذين يدعون بأنهم عندهم الشرعية ما هي رؤيتكم فهم لا يملكون رؤية حتى لخمس محافظات، أحدهم قلت له في عدن انتم تدعون أنكم شرعية وانتم من حرر البلاد فأتحداكم أن تضبطوا سعر المياه المعدنية، فلا خدمات ولا أمن ولا كهرباء ولا مياه ولا حقوق ولا دولة والمجاري طافحة في كل مكان ومن هو يدعي انه جاء يحررهم ويعيد لهم الشرعية من أغنى دول العالم في النفط .. الآن الإمارات لا تستطيع أن تصلح لنا المجاري في التقنية أو تابوكا بعدن، والثالثة أنها مقسمة إلى ثلاث مراحل وحسب الإمكانات إننا والله يا إخوة إذا العالم يدعي أننا مليشيات وهذه رؤيتنا ونحن جاهزون إذا الإخوة هؤلاء الذي نتحاور معهم يستطيعون أن يتخذوا قرارهم بأنفسهم طبعاً غير الذين ارتكبوا الجرائم والعدوان نحن نتكلم عن اليمنيين بشكل عام نحن جاهزون هذه رؤيتنا وهم يأتون وبيدهم رؤية نتناقش ونتفق لكننا لا يمكن أن نظل محلك سر. العدوان سيتوقف اليوم أو غدا، او بعد سنة أو بعد سنتين سيتوقف حتماً وبالتالي نحن لدينا رؤية لبناء الدولة بعد هذا العدوان, (إن الله سبحانه وتعالى لا يجمع بين عسرين), لا يمكن أن نظل متفرجين فقط منتظرين متى تضربنا الطائرة ومتى نحن سنرد لكن نحن أيضا لدينا مواطن وبلد بحاجة إلى أن نضع لها ترتيباتها المستقبلية، إذا وضعت الحرب أوزارها وليس لدينا رؤية ماذا نصنع؟ فلابد أن يكون لنا رؤية وهي ممتازة تستهدف تنمية الإنسان لأنه هو مركزها الرئيسي.
نقلا عن صحيفة 26 سبتمبر