شهارة نت – صنعاء
يواجه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث منذ استئنافه تحرّكاته واتصالاته بخصوص الملف اليمني، صعوبات كبيرة في إيجاد مدخل جديد لإنعاش عملية تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وهو الاتفاق الذي لطالما اعتبره غريفيث إنجازا مهمّا ومدخلا مناسبا لإطلاق عملية سلام أشمل في اليمن.
وتأتي في مقدمة الصعوبات التي يواجهها غريفيث عدم التزام قوى العدوان بتنفيذ أي خطوة لتنفيذ الاتفاق على عكس الانسحاب الأحادي الذي قام به طرف صنعاء الوطني من ثلاثة موانئ غرب اليمن، وهو ما جعل غريفيث في ورطة، فلا هو يستطيع ارغام المرتزقة على تنفيذ ما يخصهم، ولا هو يستطيع فضحهم وكشف العراقيل التي يضعها تحالف العدوان لتنفيذ الاتفاق.
وباستثناء العبارات البروتوكولية العامّة التي علّق بها المبعوث الأممي على جولته في المنطقة التي شملت كلا من السعودية ودولة الإمارات، بالإضافة إلى زيارته العاصمة الروسية موسكو، لم يقدّم غريفيث أي مقترح عملي بشأن المضي في تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وقالت مصادر يمنية مواكبة لتحرّكات غريفيث إنّ الأخير يواجه مشكلة حقيقية في الزام الطرف الاخر بتنفيذ اي خطوة.
وذكرت المصادر ذاتها أنّ المبعوث الأممي حاول اقناع الاماراتيين لإلزام ادواتهم في اليمن بتنفيذ ما يخصهم من الاتفاق الموقع في استوكهولم، الا أنها ابدت مماطلة في ذلك وطالبت المبعوث الاممي بالضغط على الاطراف الوطنية لتقديم المزيد من التنازلات.
وهو ما يصعب الموقف على غريفيث الذي يدرك اهمية التنازل السابق والخطوة الاحادية التي قام بها الطرف الوطني في صنعاء على طريق تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وأنّه يتوجّب على الطرف الآخر (المرتزقة) القيام بخطوات مماثلة.
ويرجّح البعض أن يكون غريفيث في جولاته الحالية بصدد محاولة الاستماع لآراء مختلف الأطراف ذات الصلة بالملف اليمني ومحاولة الخروج من ذلك بأفكار جديدة يعرضها لاحقا على الفرقاء وحلفائهم .
وشمل الحراك الجديد الذي بدأه المبعوث الأممي إلى اليمن زيارة قام بها، الثلاثاء الماضي، إلى الإمارات حيث بحث مع وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي مسائل ذات صلة بالملف اليمني.
وجاءت زيارة غريفيث للإمارات غداة لقاء كان جمعه في موسكو بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. ووصف على إثره اللقاء بالمثمر مرحّبا “بمشاركة روسيا البناءة في المساعي الأممية لتحقيق السلام في اليمن”.
وينتظر أن يزور غريفيث ضمن حراكه الحالي سلطنة عمان حيث من المحتمل أن يجتمع هناك بقيادات من الطرف الوطني.