من اليمن.. عاشق الـ «بهارات» الذي أصبح نموذج نجاح للإقراض متناهي الصغر
لم يعد العالم بحاجة إلى مزيد من التعريف بالقروض متناهية الصغر? بعد أن أصبحت هذه الآلية الاقتصادية التنموية الفاعلة تشكل جزءا?ٍ في اقتصادات كثيرة? وفرضت نفسها باعتبارها أحد الحلول الناجعة للحد من الفقر. لكن العالم اليوم أصبح أكثر حاجة للتوسع في تطبيق هذه الآلية? ليجني الفقراء ثمرات الإقراض متناهي الصغر.
وبما أن مبدأ الإقراض متناهي الصغر يستهدف شريحة أفقر الفقراء الذين يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم? هؤلاء الذين تضيق أمامهم- بل تنعدم- فرص الاقتراض من البنوك العادية بسبب الضمانات التي تطلبها? فإن عبد اللطيف الضويحي مدير الإعلام في برنامج الخليج العربي لدعم م?ْنظمات الأ?ْمم الم?ْتحدة الإنمائية “أجفند”? لم يتردد كثيرا قبل أن يتحدث لنا عن بعض قصص النجاح التي كان أبطالها أفرادا?ٍ وجماعات مدهم إصرارهم قبل المال بالطاقة لتأسيس مشاريع إنتاجية تدر عليهم الدخل? وتسهم في تحريك مجتمعهم المحلي وتنميته.
أحد هؤلاء الأشخاص هو عبد الرحمن القاضي? شاب يمني تربطه علاقة قوية بالبهارات? عشق قديم? نما لصيقا?ٍ بها فلم يخنها جهدا?ٍ? تعلم من عبقها الفواح كيف يطلق طموحه ليتجاوز أرجاء المكان والزمان.. ظل على ثقة بنفسه وبقدراته? وأن الطموح المشروع لا حدود له? فخطا أولى خطواته في رحلة المستقبل المهني من ـ باب اليمن ـ حيث محل (أبو هاني) للبهارات الشاهد الأكبر على قصة النجاح.
بدأت حكاية عبد الرحمن التي مضى عليها عامان ـ كما يرويها ـ عندما كان يعمل بجهد منقطع النظير وخبرة تفسر القدرة المهنية العالية لديه? لم يكن ثمة ما يعوق انطلاقته غير محدودية رأسماله. فكر? فما كان بحوزته لم يتجاوز بضعة ريالات يمنية? وبحث عن مصدر تمويل ليضاعف به رأسماله? ويحقق طموحه. لاحت بارقة الأمل أن بوابة “بنك الأمل لتمويل المشاريع الصغيرة” مطلع العام 2009م? فكان من أوائل المتقدمين للحصول على قرض متناهي الصغر.
قرأ البنك في عيون عبد الرحمن بريق الجدية والنجاح فوافق على منحه قرضا?ٍ أوليا?ٍ قدره 300 ألف ريال يمني? وصفها بـ “الغيث المدرار الذي روى شجرة طموحة” عمل بجد.. وخلال نصف المدة المحددة للسداد لم يبق عليه شيء من الأقساط.
تقديرا?ٍ لجهده? وتشجيعا?ٍ له على المثابرة? وافق بنك الأمل لتمويل المشاريع الصغيرة على منحه قرضا?ٍ ثانيا?ٍ قدره 400 ألف ريال يمني فتحت أمامه أبواب نجاح جديدة مكنته من الوفاء بالأقساط خلال عشرة أشهر فاستحق أن ينال الثقة والتشجيع بمنحه قرضا?ٍ ثالثا?ٍ قدره 400 ألف ريال نقلته لنجاحات أوسع ومكسب أوفر.
يقول عبد الرحمن “الآن بلغ رأسمال (بهارات أبو هاني) ثلاثة ملايين ريال يمني? وهو ما يمثل ضعف رأسمالي السابق”. وهذا التنامي والنجاح فتح أمامه مجالا?ٍ أوسع ودفعه إلى الاتصال بمن هم مثله ـ يسعون للنجاح ـ ليدفعهم إلى بنك الفقراء ليتجاوزوا العثرات المادية التي تعوق تحولهم الاقتصادي. لكن لم يسدل الستار على قصة نجاح عبد الرحمن عند هذا المشهد? بل يمتد لمشهد آخر أهم? وهو تكريمه من قبل بنك الأمل في الكويت كأحد نماذج النجاح? ليعود حاملا?ٍ درع التكريم وشهادة تقدير تضيء له دربا?ٍ جديدا?ٍ في حاضر أيامه وغده الواعد الذي يقرأ تباشيره كل مهتم بقصص النجاح? فهو عازم على أن يتحول إلى تاجر جملة? لأن فلسفته تؤمن بأن المستقبل مرآة الحاضر ومن مشى على الدرب وصل.
نقلا?ٍ عن الاقتصادية