مقالات
في عالمٍ يُمارَس فيه الفساد من قبل عصابات مهمتها كبت الحريات، عالم يغيب فيه سماع الصوت وتُبعَد فيه الآراء وتتجاهل المصالح.
عالم يُقتنص فيه أناس يدافعون عن الحقيقة ويتكلمون جهاراً ضد الغطرسة والاستبداد.
هؤلاء الأناس يعيشون حياة التضييق تتم مطاردة كلمتهم الحرة، فيُخطفون ويُسجنون ويُنال من استقلاليتهم، محاولين كم أفواههم في صمتٍ مخيف.
ففي الرابع من الشهر الجاري قام حزب العمال الكردستاني “الأسايش” باختطاف مراسل الإخبارية السورية محمد توفيق الصغير أثناء سفره بين القامشلي والحسكة، وتم ذلك على خلفية قيام الصغير بتصوير حرائق حقول القمح في القامشلي فعملت عصابات “الأسايش” إلى اقتياده إلى مكان مجهول أثناء سفره والتي تتحمل هذه العصابات المسؤولية الكاملة عن سلامته.
حيث تتعرض محاصيل القمح والشعير في محافظة الحسكة لحرائق متنقلة ويتهم الأهالي عناصر “الأسايش” بالتسبب بتلك الحرائق ولا سيما أنها تحصل في محاصيل لمزارعين يقفون إلى جانب دولتهم سورية.
ومن حق الصحفي الحر أن يسلط الضوء على الأمور التي تهم بلاده لينشر فيها كلمة الحق ويوضح سبب المخاطر المحيطة، مبيناً الأسباب والنتائج والحلول الناجعة.
ومن جهته أدان اتحاد الصحفيين السوريين هذا التصرف وجاء في بيان للاتحاد نشر على موقعه على الانترنت، “ينضم الاتحاد الدولي للصحفيين إلى اتحاد الصحفيين السوريين في إدانته هذا الانتهاك لحرية الصحافة ويطالب بالإفراج الفوري عن الصغير”.
حرية الصحافة وحرية التعبير هي من حقوق الإنسان غير القابلة للتصرف وأي انتهاك تجاه هذا الحق المتعارف عليه دولياً يجب أن يُدان ويُواجه بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي الإنساني.
عالمٌ بلا صحافة هو مبتغى الكثيرون بمختلف تسمياتهم وانتماءاتهم الذين لا يرغبون بإعلاء الكلمة الحقة، لأن الصحافة تعني فضح ممارساتهم، لذلك تعتبر عدوتهم الأولى.
ولكن عجلة الصحافة لن توقفها عصى المخربين المهترئة… فالشمس لا تُغطى بغربال.