صحف و?ْكت?اب السفرة
حقيقة?ٍ ق?ْد??ر لي أن أمر يوما?ٍ من الأي?ام بزقاق جانب مكتب إحدى كبريات الصحف الحكومية ?واندهشت لما رأيت أكوام من هذه الصحيفة بمختلف ملاحقها ملقاة قد ربطت في مجموعات سألت الرجل القائم على ذلك ما خبر هذه الأكوام الصحفية ? أجابني – يالقساوة الإجابة – هذه الصحف نستخدمها كسفرة لطعام الغذاء في مناسبات الزواج المختلفة والتي حل موسمها هذه الأيام ?كم حملت لي هذه الإجابة مع بساطتها من تساؤلات وكم وقعت في نفسي موقعا?ٍ أثار الحسرات وحملت مضطرا?ٍ لأجلها قلمي أ?ْسو?د الصفحات أي?ْهدر المال العام على مثل تلك الصحف من طباعة?ُ وإخراج?ُ وتلوين ومقالات وأراء وك?ْت?اب و تحليلات لت?ْشكل في الأخير سفرة طعام بهيجة تنتهك فيها كل تلك الآراء والمقالات وصور الزعيم بمختلف المقاسات ليوضع عليها فضلات الطعام لت?ْلف وتلقى في القمامات لتحرق في الأخير بلا قيمة ولا فائدة صحفية ولا ثقافية ولا معرفية – لماذا هذه القسوة وذالكم الإهدار? الإجابة باختصار هؤلاء الكتبة هانوا أنفسهم بالتمل?ق للحاكم فرص?وا لأجله الأحرف والكلمات ?ليصنعوا مقالات وكتابات جوفاء ولدت ميتة قبل الولادة ?أولا?ٍ بموتها ذهنيا?ٍ وسريريا?ٍ ?ثم على الشفاه وبعدها على الأوراق ?لتدفن في الأخير في مجمع القمامات دون صلاة?ُ ولادعاء?ُ ولا موكب جنائزي م?ْهيب ?أما الكلمة الصادقة والكتابات الهادفة فتصان في الأحداق ? وتحفظ في النفوس والأذهان ? ولو كانت ج?ْملا?ٍ صغيرة?ٍ ومقالات قصيرة?ٍ لان? الجزاء من جنس العمل ?اعملوا كل?َ ميسر لما خلق له ?واقترح أخيرا على الإخوة الك?ْت?اب هؤلاء قطع رصيد نظافة مع كل مقال وكتابة حفاظا?ٍ على نظافة البيئة وإسهاما?ٍ في أكنست الشوارع والطرقات .