المتظاهرون السودانيون يطالبون بإنهاء دور الخرطوم في العدوان على اليمن
1531 يوم من العدوان على اليمن
شهارة نت – الخرطوم
قال تقرير لمعهد بروكينغز إن المتظاهرين السودانيين صعدوا الضغط على المجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة إلى الحكم المدني، كما أن من بين المطالب المرفوعة إنهاء دور الخرطوم في الحرب في اليمن حيث ترتبط هذه الدعوة ارتباطًا وثيقًا بالمطالب الأوسع نطاقًا للمتظاهرين السودانيين بإنهاء التفاوت الاجتماعي والاقتصادي والدكتاتورية.
واعتبرت نهى أبو الدهب في تقريرها الصادر قبل ايام انه في حين أن معارضي الحرب في اليمن كانوا منشغلين بالضغط من أجل إنهاء الدعم العسكري من الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده السعودية، فإن هناك سبيلًا آخر محتملاً لتقريب الحرب إلى نهايتها يكمن في الخرطوم.
الظلم في السودان واليمن
أورد التقرير أن عقودا من الظلم الاجتماعي والتهميش في السودان أثارت الاحتجاجات التي استمرت عدة أشهر وأطاحت بالرئيس عمر البشير من السلطة في أبريل. كذلك فان التدخل السوداني في حرب اليمن شمل مابين 8000 و 14000 من القوات شبه العسكرية السودانية في اليمن حيث تم إغراء السودانيين، وكثير منهم أطفال من دارفور، للقتال على الأرض في اليمن مقابل تعويض مالي. وتم استغلال الذين يعانون من صعوبات اجتماعية واقتصادية قاسية في الداخل، ينضم هؤلاء الجنود السودانيون إلى الحرب في اليمن بدافع اليأس من دون احتمالات تحسين مستواهم الاجتماعي والاقتصادي في السودان، خاصة في ظل الحكم الاستبدادي للبشير المخلوع حديثًا، عرض عليه ما يصل إلى آلاف الدولارات لخوض حرب تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وتابع التقرير: الآلاف من اليمنيين الأبرياء كانوا ضحية الغارات الجوية، والمجاعة الجماعية، والأمراض الناجمة عن الحرب. ساعد استمرار مشاركة هؤلاء المقاتلين السودانيين في إدامة هذه الحرب البغيضة، إلى جانب الدعم السياسي والعسكري للقوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا.
إسقاط نظام العسكر
اعتبر التقرير أن المتظاهرين في الخرطوم حققوا إنجازًا غير عادي في الإطاحة بالبشير بعد أكثر من 30 عامًا من الحكم، وكذلك الإطاحة بخلفه الأول أحمد عوض بن عوف بعد 24 ساعة فقط في السلطة. وما زالوا يرفضون حكم المجلس العسكري الانتقالي، الذي يرأسه الآن الفريق عبد الفتاح البرهان، ويطالبون بحكومة انتقالية بقيادة مدنية.
البرهان هو أيضاً الرجل الذي كان يشرف على القوات السودانية التي تقاتل من أجل التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن. خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى جدة، أكد نائبه الحالي، محمد حمدان دقلو، التزام السودان المستمر بنشر قوات لمحاربة الحوثيين في اليمن نيابة عن التحالف الذي تقوده السعودية.
ذهب التقرير إلى من شأن طلب واضح لإعادة القوات السودانية التي تخوض الحرب الكارثية في اليمن أن يرسل رسالة قوية إلى القادة العسكريين الحاليين في السودان: محنة أسر هؤلاء المقاتلين السودانيين هي محنة مشتركة والعدالة الاجتماعية مطلب جماعي. كما أنه سيرسل رسالة قوية إلى التحالف، لم نعد بحاجة لخوض حرب من أجلك من أجل إطعام عائلاتنا. والأهم من ذلك، أنها سترسل رسالة تضامن إلى اليمنيين الذين لا تزال أسرهم تتضور جوعاً وتقتل يوميًا على أيدي التحالف الذي تقوده السعودية بدعم من الغرب، والأحزاب المتحاربة الأخرى.
واختتم التقرير: إن مشاعر الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة التي تزدهر في الخرطوم حاليًا تذكرنا بالانتفاضات العربية لعام 2011 لكن ليس من الضروري أن تكون نسخة طبق الأصل من العواقب المؤلمة التي عرفتها بلدان مثل مصر وسوريا وليبيا واليمن بالطبع.
إن المجلس العسكري مليء بالشخصيات التي تدعم التضحية بأرواح السودانيين مقابل الأموال يجب أن يكون هذا المطلب بمثابة دعوة للاستيقاظ للمتظاهرين في الخرطوم: مطالب الحرية والعدالة الاجتماعية لا تنفصل عن مطالب وقف صفقات بيع السودانيين التي لا تُغتفر في الحرب في اليمن. لا يزال المحتجون السودانيون يتحدون ضد إصرار العسكر على التمسك بالسلطة بأي ثمن في حين يواصلون التمسك بأرضهم وتعزيز مطالبهم والتفاوض بشأنها، فإن هذه فرصة مناسبة للتوضيح بأن السودان لن يصبح رهينة لأهواء السياسة الخارجية القاتلة للبلدان الأخرى.