شهارة نت – عدن
تتصاعد حدة الاحتجاجات والأصوات المنددة والرافضة لسياسات وممارسات تحالف العدوان السعودي الاماراتي في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت الاحتلال.
وتشهد محافظة عدن على وجه الخصوص حالة سخط متزايدة من التحالف، ورفضا لوجود قواتها والقوات الإماراتية لا سيما في ظل التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني.
ولم يقتصر الانفلات الامني في عدن على الفوضى والتفجيرات والاشتباكات المسلحة بين فصائل التحالف إذ لا يخلو يوماً من اغتيالات الناشطين وائمة المساجد وقادة الرأي المناهضين للاحتلال السعودي الاماراتي وهو ما يعكس فشل الخطة الأمنية التي يقودها التحالف والقوات المواليه لها، حيث تعيش مدينة عدن انفلات أمني متواصل.
وازدادت وتيرة الاعتداءات بحدة منذ أكتوبر / تشرين الأول2017 مع مقتل 15 من أئمة المساجد، بحسب مسؤولين يمنيين. وتعرضوا جميعا للهجوم في حوادث إطلاق النار على سياراتهم أو قتلوا بالقرب من مساجدهم. وقد فر عشرات من رجال الدين الآخرين من المدينة، ومع ذلك يعد آخرون ساعات وأيامهم الأخيرة للبقاء على قيد الحياة.
ويقول المراقبون إن عمليات القتل هذه تبدو مرتبطة بصراع على النفوذ في عدن بين السعودية والإمارات.
وكان بعض رجال الدين المقتولين يدعون إلى إبقاء اليمن موحداً، في حين أن مجموعة قوية من الميليشيات الموالية للإمارات تفضل الانفصال للجزء الجنوبي من البلاد.
وشهدت مدينة عدن مظاهرات جديدة ضد التحالف السعودي الإماراتي، حيث ردد المتظاهرون شعارات “يا جنوبي صح النوم لا إماراتي بعد اليوم لا تحالف بعد اليوم”.
المظاهرات التي انطلقت منذ الإثنين وجابت بعض أحياء عدن في نهار رمضان وأثناء الليل، لا زالت مستمرة ومن المرجح أن تتصاعد وتتوسع، خاصة مع دخول وانضمام ناشطين سياسيين وقادة من الحراك الجنوبي السلمي.
وحمل المتظاهرون قوات الاحتلال مسؤولية الفوضى التي تشهدها المدينة ودعم الفصائل المسلحة التي تمارس القتل والنهب بحق المواطنين، ونددوا بسياسة تحالف العدوان السعودي الاماراتي في المحافظات الجنوبية مطالبين بخروج القوات الاماراتية والسعودية من مدينة عدن.
ومن أهم وأخطر تلك الانتهاكات، ما كشفته وكالة “اسوشيتد برس” الأمريكية، في تحقيق صحفي نشرته منتصف العام الماضي (2018) عن وجود شبكة سجون سرية في جنوب اليمن تديرها القوات الإماراتية، تعرض فيها المئات من المحتجزين لأشد أنواع التعذيب.
والابتزاز والاستهتار الذي يمارسه التحالف بحق أبناء المناطق التي يسيطر عليها، بدأ ينعكس على الشارع اليمني جنوب البلاد، وقال يمنيون إن “هذه الإجراءات الإنتهازية تؤكد بأنه لا قرار لهادي ولا لحكومته”.
وقال ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي إن ما يحدث من قبل التحالف السعودي الإماراتي لم يعد هيمنة أو نفوذ بل تحوّل إلى احتلال عسكري وإهانة لليمنيين شماليين أو جنوبيين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعا رئيس المكتب السياسي للحراك الجنوبي فادي باعوم حكومة المرتزقة إلى إخراج الإمارات من التحالف، واصفا وجودها في اليمن بأنه احتلال لأنه أوجد بؤرا لمليشيات تسيطر على سقطرى وحضرموت وعدن وشبوة والمهرة وأبين وميون وباب المندب في الجنوب.
وأكد باعوم أن “الإماراتيين جاؤوا من أجل مصالحهم وأطماعهم في الجنوب وليس لأجل الشعب اليمني، فهم لم يتركوا مكانا إلا وسيطروا عليه، بما في ذلك الموانئ ومنابع النفط”.
ولا يزال الآلاف من اليمنيين الذين حجزوا تذاكر العودة إلى اليمن عالقون في مطارات الأردن والسودان بسبب استمرار التحالف الإماراتي السعودي منع وصول أو إقلاع الطائرات اليمنية من وإلى مطار عدن جنوب اليمن.
واستغرب اليمنيون من الغاء الرحلة رغم علم التحالف بوجود حالات انسانية ومرضية ومغتربين وطلاب من امريكا واوروبا للسفر بشكل عاجل.