مندوب ليبيا بالأمم المتحدة: قطر تزود «إسلاميين ليبيين» بالمال والسلاح
اتهم عبدالرحمن شلقم مندوب ليبيا بالأمم المتحدة أمس دولة قطر? بتزويد إسلاميين ليبيين بالمال والسلاح وطالبها بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده. تزامن ذلك مع تحذير أطلقه عبدالله ناكر قائد ميليشيا طرابلس التي تسمى “مجلس ثوار طرابلس” الذين ساهموا بدور كبير في إطاحة الزعيم الراحل معمر القذافي? قائلا?ٍ إن رجاله قد يطيحون أيضا?ٍ بالحكومة المرتقبة التي من المقرر أن ترى النور بحلول الثلاثاء المقبل? إذا لم تلب مطالب بتمثيلهم. وجاء التحذير بعد يوم من إعلان رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الكريم بلحاج أنه توافق مع السلطات الليبية الجديدة على أن يتمثل الثوار الليبيون السابقون في الحكومة بإسناد بعض الحقائب الوزارية المحددة إلى مرشحين منهم.
وبالتوازي? رفض مقاتلون سابقون الليلة قبل الماضية? قيام ضباط في الجيش الليبي السابق بتعيين خليفة حفتر رئيسا?ٍ جديدا?ٍ لأركان “الجيش الوطني” المزمع تشكيله? مطالبين بعدم تهميشهم في الحكومة المقبلة.
وأضاف شلقم لـ”رويترز” على هامش مؤتمر في مدينة طنجة المغربية أمس? أن هناك حقائق على الأرض وهي أن قطر تقدم المال لبعض الأطراف الإسلامية? مشيرا?ٍ إلى أنها تقدم لها المال والسلاح وتحاول التدخل في أمور لا تعنيها. وتابع أن دولة قطر ما زالت تقدم المساعدة لبعض الأطراف الليبية وتزودها بالمال? وقال إن ليبيا ترفض هذا رفضا قاطعا. وأضاف أن قطر كانت من بين الدول التي أمدت الليبيين بأكبر دعم عسكري ومالي وسياسي لإطاحة القذافي. وأضاف أن ليبيا تشكر قطر على ذلك? لكنها لا تريد منها أن تفسد هذا العمل العظيم بتدخل لا معنى له في شؤونها.
وتنفي قطر التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى? وتقول إنها تستغل مواردها ونفوذها لصالح العرب جميعا?ٍ. وقال شلقم إنه ناقش المزاعم المتعلقة بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده مع السلطات القطرية ومع أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وأضاف أنه أجرى محادثات صريحة? وأنه حذر القطريين بصفة أخوية وأخبرهم أنهم ساعدوا ليبيا إلى حد كبير وأن الشعب التونسي أيضا?ٍ أمد ليبيا بأعظم المساعدات? لكنه لم يتدخل في الشأن الداخلي الليبي.
في غضون ذلك? قال ناكر متحدثا?ٍ في وقت متأخر أمس الأول? في قاعدة بمقر شركة إنشاءات مملوكة للدولة بطرابلس? في حين استعد بعض من آلاف الرجال المسلحين الذين يقول إنهم تحت تصرفه? للقيام بدوريات أمنية ليلية في المدينة? “نحن لا نزال هنا على الأرض والقرار النهائي سيكون قرارنا?ٍ.
وطالب قائد ما يسمى بـ “مجلس ثوار طرابلس” رئيس الحكومة المعين عبد الرحيم الكيب بتعيين وزراء يمثلون الثوار الشبان الذين أطاحوا القذافي? وقال إن رجاله سيحتجون في شتى أنحاء البلاد سلميا?ٍ “في بادئ الأمر” إذا لم يعجبهم التشكيل الوزاري الجديد مثلما فعلوا مع القذافي. وأضاف قوله “إذا وجدنا أنه أصبح لدينا نفس الدكتاتورية فسوف نرد بنفس الطريقة”.
وعرض لقطات فيديو مصورة لرجاله وهم يطلقون صواريخ جراد ويقودون دبابات سوفيتية الصنع من طراز تي-72 خلال الحرب. وقال “لن تكون حركة مسلحة في البداية? لكنها قد تتطور إلى ذلك.هناك احتمال قوي أن تصبح كذلك”.
وهون مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي ومقاتلون من وحدات أخرى من شأن نفوذ ناكر? وهو مهندس من مدينة الزنتان تعهد بالعودة إلى الحياة المدنية حينما يتم إحلال الديمقراطية وتستقر أوضاع الأمن. غير أنه في بلد لا يوجد فيها شرطة أو جيش? فإن تشكيل حكومة تلبي المصالح المتعارضة لعشرات الآلاف من الرجال المسلحين تبدو عملية مشحونة.
وقابل ناكر أمس الأول? وفدا?ٍ من المقاتلين من بنغازي مقر الثورة. وأصدروا بيانا?ٍ مشتركا?ٍ في طرابلس يطالب الكيب بتلبية مطالبهم بأن يكون لهم دور في الحكومة وفي القيادة العسكرية الجديدة.
وكان رئيس الوزراء السابق محمود جبريل حذر من “فراغ السلطة” الذي قد تستغله الجماعات المسلحة.
والكيب مضطر للاستماع لمليون فصيل مختلف? كلهم يقولون إنهم يريديون قطعة من الكعكة. ويقف خلفهم ويساندهم الميليشيات. ويقول الكيب إن شاغله الأول في تشكيل الحكومة? هو أن تضم خبراء أكفاء لإدارة البلاد الغنية بالنفط وتنظيم الانتخابات بحلول يونيو المقبل لاختيار مجلس دستوري.
وشدد زعيم الميليشيا ناكر على رفضه أي دور في الحكم لعبدالحكيم بلحاج القائد الإسلامي المتهم بالتحالف سابقا?ٍ مع حركة “طالبان” الأفغانية? الذي عينه المجلس الوطني الانتقالي قائدا?ٍ للمجلس العسكري لطرابلس. ورفض بلحاج نفسه المزاعم التي تقول إنه حليف لرجل الدين علي الصلابي.
وقالت شخصيات مقربة من المجلس الانتقالي إنهم يتوقعون أن يقدم الكيب مسودة تشكيل الحكومة إلى المجلس اليوم أو غدا?ٍ الأحد? لكن هذا قد يشمل كثيرا?ٍ من الخيارات البديلة لمختلف الوزارات.
وكان بلحاج ذكر في مستهل عرض عسكري بطرابلس أمس الأول? “توافقنا على أن تسند إلى مرشحين من الثوار بعض الحقائب الوزارية