من هي قطر وماذا تريد?
تبد?لت أدوار قطر في الحراك العربي? فأي?دت سحق تظاهرات البحرين? ودعمت عسكريا?ٍ وماديا?ٍ الحرب على ليبيا? وطرحت نفسها وسيطا?ٍ في اليمن? وصادقت تونس الغنوشي? وتقر?بت من إسلاميي مصر? وها هي تدير الدفة العربية في الأزمة السورية. ماذا تريد قطر? سأل البعض
قطر تجمع التناقضات. قطر أعلى معدل نمو في العالم? وأعلى مستوى دخل فردي. قطر قناة «الجزيرة» والقاعدة الأميركية في الخليج. قطر البترول والغاز الطبيعي والخطوط الجوية. قطر الشيخة موزه. قطر كأس العالم ٢٠٢٢. هكذا ورد ذكر الدولة الخليجية الصغيرة على مدى السنوات العشر الأخيرة في أغلب الإعلام الأميركي والأوروبي. لكن قطر? ذاتها? بدأت تبرز أخيرا?ٍ في التغطيات الإعلامية للمشهد السياسي العربي كدولة مؤثرة وكلاعب فاعل في التركيبة الجديدة للمنطقة.
«هي أصغر من ولاية كونيكتيكت (الأميركية)? وسك?انها بالكاد يملأون أحد أحياء القاهرة الضخمة»? كما يلاحظ أنطوني شديد? مراسل صحيفة «نيويورك تايمز»? الذي كتب من الدوحة عن الدور المستجد? للدولة الخليجية في السياسات العربية. شديد بي?ن التناقضات التي يحاول القطريون اللعب عليها? كدعمهم للإسلاميين في ليبيا وغيرها? واحتضانهم للقاعدة العسكرية الأميركية? والتأييد الشعبي الذي حصلوا عليه من مناصري حزب الله بعد حرب تموز ٢٠٠٦… «البعض يقول إنها دولة من دون إيديولوجيا? والبعض الآخر يؤكد أن لديها أجندة إسلامية? فيما يشير آخرون إلى خلفيتها الطائفية? إذ دعمت قمع المحتجين الشيعة في البحرين والسعودية لكنها تدعم المعارضة السني?ة ضد النظام السوري الذي يصفها بخادمة المصالح الأميركية والإسرائيلية»? كما ينقل شديد? فيما يشير الصحافيان باتريك ماكدونل وجيفري فليشمان في «لوس أنجلس تايمز» إلى نظرية رغبة قطر في التحول إلى مركز التأثير في المنطقة? رغم تيق?نها من صغر حجمها وضعف قوتها العسكرية مقارنة بتركيا مثلا?ٍ? لذا هي تحاول «ملء الفراغ الذي خل?فته السعودية المتهمة بالنفاق? تدعم علنا?ٍ المتمردين في سوريا وتسحق المعارضين في البحرين? ومصر المشغولة بشؤونها الداخلية بعد سقوط نظام حسني مبارك». مقال «لوس أنجلس تايمز» يذكر أن «قطر استطاعت أيضا?ٍ الإبقاء على علاقات ودية مع إيران رغم كل الحساسية السائدة في المنطقة ضد النظام الفارسي الشيعي». «ومع طموحات جامحة? ومهارة دبلوماسية? والكثير من المال? وشعبية قناتها الإخبارية? استطاعت قطر أن تفرض نفسها كقائد لتحركات «الربيع العربي» إلى درجة مثيرة للجدل? كما فعلت في ليبيا»? يخلص مقال «لوس أنجلس تايمز»? علما?ٍ بأن المقالين الأميركيين يطرحان علامات استفهام بشأن انقلاب قطر على حليفها السوري? بعدما جمعتهما علاقات اقتصادية وسياسية جيدة قبل نيسان ٢٠١١. «لقد استطاعت تحريك الجامعة العربية»? يذكر مقال شديد.
وانطلاقا?ٍ من هذا التحول? بدأت تسمع أصوات جزائرية تشير إلى الدور القطري المتزايد في دعم جزء من المعارضة الجزائرية ومساعدتها على قلب الحكم في البلاد. سمير عل?ام على موقع «تو سور لالجيري» الإلكتروني الفرنسي? يسأل عن الغاية من دعم النظام القطري للمعارضة الجزائرية الإسلامية في المنفى كـ«الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة وعباسي مدني وسعد جبار. علام يقول إن «قطر أنشأت علاقات متقاربة بين مدني والمجلس الانتقالي الليبي? ما مث?ل سببا?ٍ من أسباب التوتر بين الجزائر والمجلس». لكن? صحافيين آخرين عو?لوا على اللقاء الذي جمع عبد العزيز بوتفليقة ومصطفى عبد الجليل وحمد بن خليفة آل ثاني في «منتدى الدول المصدرة للغاز» في قطر? حيث سأل البعض عن «الهدية (السياسية) التي قدمها بوتفليقة لأمير قطر? علما?ٍ بأن الجزائر لم تنقلب على الأسد بعد».