بقلم المحامي/ عمر زين
كي لا نبقى على ما نحن عليه ونأتي في العام المقبل ونتذكر النكبة في عامها ٧٢،
فليكن ردنا الصحيح والقاطع والحاسم، هو ان نبني شعباً ليكن كل فرد من افراده مؤمناً بمواطنيته، وان ثروته له، ويعرف كيف يستثمرها ويحافظ عليها.
ان نبني شعباً على فكر وعمل مقاوم لاعدائه ومقاوم للجهل والبطالة والفساد والظلم والاستبداد والاستعباد لتسود العدالة والمساواة وحكم القانون.
ان نبني شعباً مقاوماً لكل نتائج وعد بلفور وسايس بيكو وهذا لا يكون الا بوحدة الموقف والعمل، وبوحدة كل القوى الحية والمقاومة في امتنا من المحيط الى الخليج.
آن الآوان ان نعزز ونتمسك بأننا أمة واحدة، وان عدونا واحد هو الصهيونية ومجموعة العنصريين والمتعصبين في الولايات المتحدة الاميركية الذين يعتبرون كل ما يقومون به هو “بارادة من الله”، وبأن صفقة القرن “بتوجيهٍ من الله” التي من معالمها ان يقاتل العربي اخيه العربي لمزيد من اضعافنا ويتسنى لهم الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، وبأن الجولان ارضاً صهيونية، واعلان الكيان الصهيوني دولة يهودية عنصرية، والعمل على تنفيذ مخططات التوطين، والغاء حق العودة وكلها جزءاً من هذه الصفقة وسوى ذلك مما لم يعلن بعد تحقيقاً لما هو مرسوم ونحن مع الاسف في سبات عميق.
ننجح عندما يدرك كل منا بأن ما يحصل هو لتحويلنا الى عبيد والى مهجرين ومقتولين واسرى ومهدمة بيوتهم ومزارعهم، وارض فلسطين اليوم مستباحة بكل هذه الجرائم، وفي دولة عنصرية يعملون على اقامتها من الفرات الى النيل، وهذا من مقررات هرتزل الصهيونية في عشرينات القرن الماضي، فإذا بقينا على ما نحن عليه ستذهب الممالك والامارات والجمهوريات والثروات ويتشتت شعبنا في اصقاع الدنيا.
إن محاولة تحويلنا كعبيد أليس كافياً لننتفض على ما نحن عليه لنبرهن بأننا أمة كما كل الامم لها حدودها ونظامها وسيادتها واستقلالها وثرواتها مهابة الجانب وتعمل وفقاً للآية الكريمة “واعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، وعلى المبدأ الذي ارساه الزعيم جمال عبد الناصر:
“نصادق من يصادقنا ونعادي منْ يعادينا” ونتمسك بقوله: “ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”.
الضمانة والحماية والقوة والنهوض والتحرير واسترداد حقوق الامة لا يمكن الا ان يكون من الشعب العربي كل الشعب العربي ولا أحد غيره،
إن دول العالم تعمل تعمل لمصلحتها، وعلينا ان نعمل لمصلحة الامة العربية التي تجمعها القومية، الارض، واللغة، والتاريخ، والحضارة والثقافة.
من اجل كل ذلك نقول بأنه آن الآوان لقيام جبهة شعبية قومية عربية من المحيط الى الخليج، ونحي الموقف الفلسطيني الموحد قيادة وشعباً ضد صفقة القرن وكل آلياتها، ولا بد أن تعمل على استنهاض الهمم لتكون يداً واحدة حول برنامج عملي للنهوض القومي، حيث ان مبادئ النهوض الفكري متوفرة والحمدالله، كفانا تنظير والعدو اصبح مخترقاً حدودنا.
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب