شهارة نت – طهران
شدد المتحدث باسم خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، عباس موسوي، بأنه ليست هنالك اي مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع اميركا.
وفي تصريح أدلى به ، نفى بقوة ما نقل عن مسؤول كويتي عن بدء مفاوضات بين ايران واميركا، قائلا: لا توجد اي مفاوضات مباشرة او غير مباشرة بين ايران واميركا.
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، قال في تصريح للصحفيين أدلى به على هامش مشاركته في مائدة رمضانية أقامتها وزارة الخارجية الكويتية، الجمعة (24 ايار/مايو 2019): “يبدو أن المفاوضات بين الطرفين (إيران وأميركا) قد بدأت، فهناك تحرك واتصالات”، مستشهدا بزيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى طهران مؤخراً.
ولا ننفي وجود تحركات اقليمية ودولية للوساطة بين اميركا وايران، وكان آخرها ترحيب الرئيس الاميركي دونالد ترامب، بوساطة اليابان، فقد أوردت صحيفة يوميوري شيمبون اليابانية في عددها الصادر يوم الاثنين (27 ايار/مايو 2019)، أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قدم عرضاً لترامب خلال زيارة الاخير الى طوكيو، بشأن التوسط لحل التوترات القائمة بين إيران وأميركا.
ووفقاً للصحيفة فإن آبي تحدث إلى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشأن اقتراحه.
وكان مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، قد نفى خلال لقائه مع وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، اي حوار مباشر او غير مباشر مع امريكا.
ان ايران تؤمن بأن الرئيس الاميركي دونالد ترامب وإدراته، قد يرمون لعدة اهداف من وراء تصعيدهم مع ايران، ولكن الحرب ليست من بين هذه الاهداف، التي يأتي على رأسها حلب أنظمة الخليج الفارسي، من خلال تخويفها من البعبع الايراني، فقد أصدر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تعليمات إلى وزارة الخارجية للموافقة على صفقات بيع أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولار إلى الأردن والسعودية والإمارات بذريعة مواجهة ايران.
ويأتي القرار الأميركي الجديد بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الخميس أنباء عن إمكانية استغلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لثغرة في القانون لتمرير صفقة أسلحة للسعودية والإمارات عبر تجاوز الكونغرس، وذلك بعد رفض عدد كبير من النواب الديمقراطيين بيع أسلحة جديدة للسعودية حتى لا تستخدمها في قصف المدنيين في عدوانها على اليمن.
وقد أوضحت الصحيفة الأميركية أن وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولين كبار آخرين يدفعون الإدارة الأميركية للجوء إلى بند يتعلق بحالات الطوارئ في قانون الأسلحة يتيح لترامب منع الكونغرس من تجميد هذه المبيعات المعلقة حالياً.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ونواب أمريكيين حاليين وسابقين أن هذا الإجراء قد يتخذ في الأيام المقبلة.
ومن اللافت، ان بيان الخارجية الاميركية حاول إظهار المنطقة في الشرق الأوسط على أنها قبل ساعات من الحرب، ولكن ليس مع أميركا، بل بين ايران وجيرانها في السعوديّة والإمارات، فقد زعم بومبيو أن “تلك المبيعات ستدعم حلفاءنا وتعزز الاستقرار بالشرق الأوسط وتساعد هذه الدول في ردع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدفاع عن نفسها في مواجهتها”، مؤكداً أن قرار تجاوز الكونغرس هو إجراء “لمرة واحدة” فقط.
كذلك، برر الرئيس الأميركي هذه الخطوة التي جاءت بمعزل عن الغرفة التشريعية بأن حالة الطوارئ التي تعيشها بلاده في ظل تصاعد التوتر مع إيران تستدعي القيام بهذا الفعل في أسرع وقت، مستغلاً في ذلك بعض الثغرات في القانون الفيدرالي لتمرير هذه الصفقات بحجة الأمن القومي والرد على أي تهديدات خارجية.
وتأتي هذه الصفقة، بعد أن كشف المجلس الاعلى للامن القومي الايراني عن زيارات سرية وغير سرية لمفوضين من اميركا الى طهران، لكن طهران أبلغت جميع الوفود بشكل واضح بأنه لا مفاوضات في ظل الضغوط والتهديدات.
ستبقى ايران متمسكة بقرارها بعدم التفاوض مع اميركا، وستقاوم الضغوط الاميركية، وستنجح في تجاوز هذه الضغوط بما لديها من خيارات متاحة، إذ يأتي خيار المقاومة في مقدمة اولوياتها في التعامل مع الظروف الراهنة.