ثورة الثعابين
من المعروف بأن الحقوق الفكرية وحقوق الطبع الكاملة ستظل محفوظة للرئيس علي عبدالله صالح على عبارته “الرقص على رؤوس الثعابين” التي عمد البعض ? لأهداف ثعبانية ? إلى تحريف مقاصدها حيث قال أحد منتسبي هذه الثعابين بأن المقصودين من العبارة هم افراد الشعب اليمني ? وهذا فيه تلبيس وهروب وتعتيم على المقصودين الحقيقيين من العبارة ? بل وإفسادا?ٍ لحقيقة المسار التاريخي والموضوعي لها حيث ان الرئيس صالح يدرك تماما?ٍ بأن الشعب اليمني شعب طيب وإلا لما أستطاع أن يحكمه ثلاثة وثلاثين عاما?ٍ فضلا?ْ عن أنه كان لدى هذا الشعب الإستعداد لتركه رئيسا?ٍ مدى الحياة لولا أنه أخفق في حكم اليمن أيما إخفاق وض?يع جل وقته في الرقص على رؤوس هذه الثعابين التي لم تكن تنوي سرقة الثورة لولا أنها أدركت بأنه لن ينجو منها إضافة إلى شعورها بالملل من رقصته الروتينية الطويلة التي لم تخطئ يوما?ٍ في دهس أحد هذه الرؤوس حتى هذه اللحظة.
وقد كشفت كل الأحداث عمليا?ٍ وبما لا يدع مجالا?ٍ للشك بأنه لم يقصد أبدا?ٍ من هذه العبارة سوى الثعابين التي كانت تتلوى وتتحذوك بين قدميه بكل وداعه وإستسلام وهو يرقص على رؤوسها طربا?ٍ بكل خفة ورشاقة وحرفية لأكثر من ثلاثة وثلاثين عاما?ٍ بينما هي تلعق بألسنتها وتغرس أنيابها في الكثير من أبناء اليمن الشرفاء الذين قضوا وتشردوا في أصقاع الأرض حتى تعودت على رائحة وطعم الدماء فكشرت عن أنيابها السامة والخسيسة على تلك الأقدام التي ترقص فوق رؤوسها بعد أن أدركت أن صاحبها قد أصابه الهرم وأصبح عاجزا?ٍ عن الرقص بنفس القوة والوتيرة الإيقاعية الفاعلة والمتوازنة التي تعودت عليها وما إن فقد توازنه وسقط بين أنيابها السامة حتى قفزت على رأسه لتأخذ دورها في الرقص ليس على رأسه فحسب بل وعلى كل رؤوس أبناء اليمن.
ثم ما أن أعتلت رأسه إعتلت رأس الوطن ورؤوس كل أبنائه وأدعت حمايتها للثورة بل وذهبت لأكثر من ذلك وأعلنت أنها الثورة نفسها وشكلت المجلس الإنتقالي ثم المجلس الوطني وقبلت بالمبادرة الخليجية وبعده قرار مجلس الأمن رقم 2014 وكل ذلك من أجل الإطاحة بصالح وليس نظامه الذي أتاح لهذه الثعابين الفرصة أن تعيث باليمن فسادا?ٍ وقتلا?ٍ وتشريدا?ٍ وسفكا?ٍ لدماء الأبرياء بإسمه ورعايته وحمايته بل ووصل ببعض مندوبيهم المتنطعين الوقاحة بادعاء تميثل شباب الثورة في الخارج ? وهاهم يطرقون كل أبواب الخارج لبيع البلاد إعتقادا?ٍ منهم بأن جائزة نوبل ما هي إلا تصريح دولي للشحاتة وإستجداء الخارج لمزيد من التدخل في الشئون الداخلية لليمن علما?ٍ بأن ألامريكان قد سبق وأن كانت لهم تجارب عديدة مع أمثالهم الذين كانوا وسيلة لتدمير أوطانهم مع فارق أن تلك الأوطان كانت مقفلة بالكامل أمام الخارج ما دعا هذا الخارج للإستعانة بهم ? أما اليمن وقد أصبح مباحا?ٍ لمن هب ودب بفضل قيادته السياسية غير الرشيدة فلا حاجة للخارج بهم فضلا?ٍ عن أن الإدارة الأمريكية تعرف أكثر من هؤلاء الأدعياء كونها على إتصال مباشر مع رؤسائهم في الداخل أمثال علي محسن الأحمر وحميد الأحمر وبقية زعماء حزب الإصلاح الذين قفزوا على الثورة اليمنية ويقومون الآن بالمساومة مع هذا الخارج ولمن يدفع أكثر ويقدم لهم صكوك الغفران وضمانات البقاء ? وليست البطولة في شتم السفراء إنما في تعرية السياسات الصهيونية المستوحاه بعضها من بروتوكولاتهم المعروفة التي تقوم القوى الدولية بتنفيذها بالحرف ? وما يحدث من سرقات للثورات العربية الحالية إلا جزء من هذه السياسات والتي تتضمن من بينها الحجب والحجر على الأصوات الإعلامية الوطنية والفكر الوطني والثوري والتحرري. وماالثعابين ومن يلف لفهم إلا جزء من أدوات تنفيذية مؤقتة لهذه السياسات وهم يعلمون (أي الثعابين) علم اليقين بذلك.
هؤلاء الثعابين قاموا خلال فترة ثلاثة وثلاثين عاما?ٍ بقتل العديد من أبناء الوطن بل ومن الشخصيات المقربة جدا?ٍ للرئيس صالح نفسه الذي لم ينبس ببنت شفه بل وتحمل تهمة التخلص من الكثير من هذه الشخصيات حماية لهذه الثعابين ومجاملة?ٍ لهم آملا?ٍ إستخدامهم ككروت في وقت لاحق فلم يسعفه الوقت مما زاد من نهمهم وتعطشهم لسفك الدماء حتى وإن كانت دماء سيدهم الذي رقص على رؤوسهم أكثر من ثلاثة عقود. الرجل الذي بإمكانه أن ي?ْفرج عن التحقيق الجنائي الخاص بمحاولة إغتياله وأركان نظامه وقتل العديد منهم ومن بينهم الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى ويقدم المجرمين إلى العدالة لكنه لم يفعل حتى الآن وهذا مدعاة لليقين بأن محاولة الإغتيال هذه إنما هي حلقة من سلسلة طويلة من العمليات الإجرامية التي مايزال هؤلاء الثعابين يقومون بها بكل جرأة به أو بدونه منذ بداية حكمه وحتى اليوم.
وما حدث في جمعة الكرامة من تعتيم وتغطية وحماية للفاعلين الحقيقيين يؤكد لنا بأن الثعابين هم المكون الأساسي والأقوى لنظام صالح. إن هؤلاء الثعابين إرتكبوا جريمة جمعة الكرامة في شهر مارس الماضي وكثير من المجازر بعدها إلى هذه اللحظة وهذا م