عدن وقلة الأدب .!

لم يكن بوسع “الطفلة” التي لم تكمل عامها العاشر ان تنطق بشي اخرى غير هذه الكلمة ” قلة أدب ” وهي في حالة غضب شديدة ?كردة فعل منها على ذلك التصرف الذي صدر عن شاب في لــ 30 من عمرة الذي كان يحمل سلاح بيده ويقوم بأطلاق الرصاص العشوائي دون ادنى سبب يذكر ?! تحديدا?ٍ بشارع الشيخ عثمان بقلب مدينة عدن ? فقط كما يقول البعض ممن شاهدوه انه يريد ان يلفت حولة الأنظار كي يقول الأخرين ان فلان من الناس معه سلاح ويطلق رصاص وقت ما يشاء? وبالهدرة العدني يقولون :” إيش دى شفت اليد ضرب ثلاث رصاص ناري احمر للجوا ? يحسب نفسه شجاع ? خسارة يا عدن “..

اصوات رصاص في كل مكان ومسلحون يجوبون شوارع الأكثر مدنية في اليمن محافظة عدن? مشهد لم يعتاد عليه قاطني تلك المنطقة ? فمتى كنا نشاهد ونحن نزور المدينة بين الحين والأخر مناظر تشبه هذه التي نشاهدها اليوم ? ومن متى كان ضرب الرصاص بدون ادنى سبب أمرا?ٍ معتادا?ٍ في عدن ?وحتى مع وجود السبب ? وكيف يسمح لهذا ان يحصل في ضل غياب نظام لم يكن موجود اصلا?ٍ منذ وقت!! وايضا?ٍ صمت المواطنين لما يحصل في مشهدا?ٍ متكرر وغير لائق لمدينة راقية وتاريخيه ? بحجم عدن!! .

لم تكن رجاله في يوم ما ? ولن تكن رجاله كما يظنها البعض ان نرى شخص يحمل سلاح يستعرض به في الأسواق ويقوم بأطلاق الرصاص بعشوائية حين ما يريد ? ودن مبرر ? فمن يرى نفسه وهو يحمل سلاح في مدينة عدن انه من الضروري ان يحمله وانها رجاله وهيبه فهو مخطى ! فعدن تعرف منهم رجالها الحقيقين! الذي يقفون بصفها حين يحاول الأوغاد النيل منها ? وليس شخص يحمل سلاح يقوم كل يوم يقدم على بإقلاق السكينة العامة للمدنيين هناك ? وهو يحسب نفسه أنه في مكان الحامي والمدافع عن الناس الضعفاء والأبرياء ? عكس ذلك تماما?ٍ هو الصحيح .!!

تزايد مثل تلك الحماقات كل يوم في مشهد اصبح اعتيادي ومقلق بالنسبة للكثير مع تأسفهم لما يحدث الأن من سلوكيات لا تمت للمدينة بصله ? في الوقت الذي يجدر بالكثير في هذه الظروف الوقوق لمثل اولئك الأشخاص الذي يتعمدون الأذى للمواطنين ? وصدهم وردعهم بقوة لمنعهم من ما يقومون به ردعا?ٍ كافيا ليجعل من يقتدي بهم عاجزا?ٍ عن مواصلة مسلسل الرعب الذي يقومون به ?وهذه الوقفة لا بد ان تكون من سكان المدينة والأحياء التي انتشرت بها ظاهرت حمل السلاح بكثره .

يعرف جميعا?ٍ ان المرحلة التي تمر بها البلاد سيئة خصوصا?ٍ مع سقوط نظام صالح في جنوب اليمن وشماله ? هذا النظام الذي كان عبارة عن ديكور لا أكثر ? مما شكل خلل وعدم اتزان لبعض المواطنين ? وسمح لهم ولبعض المرتزقة ان يقودون حملات مسلحة في بعض المناطق والمدن بغرض النيل من السكينة العامة للمواطنين ومعاقبتهم على اتخاذ بعض القرارات السياسية التي ساهمت في أسقاطه ? مع ان الحقيقة تقول ان هذا النظام لم يكن موجود ? وان المواطنين هم من يسيرون انفسهم وهذا ما يحصل خصوصا?ٍ في عدن التي تغلبت على الفوضى بفضل سكانها الأكثر تعلم وثقافة ? وقدرتهم على اعادت الاتزان للمحافظة بعد ان كان يراد جرها إلى مربع العنف والصراعات الداخلية في الفترة السابقة ? لهذا على جميع المواطنين ان يعوا ان نظامهم وامور حياتهم وسلامتها كلها مقرونه بتصرفاتهم المنظمة لا عكس ذلك .

ان عذر “خالف” وقت ما تشاء بحجة أن “النظام غير موجود وساقط” حماقة يرتكبها البعض ? لكون الجميع امام مسئولية تاريخيه لأثبات انفسهم وانهم محل قدرة على حفظ امن بلادهم ومقدراتها ? من ان ينال منها الطامعون ? لتحقيق مأربه السياسية لا أكثر ? لذلك وجب القول ان على الجميع السير بنفس الخطوات السابقة ? وعدم التحجج بسقوط النظام من أجل ارتكاب المخالفات ? بل علينا ان ننظم أنفسنا من الآن ? كي نثبت أننا قادرين على حفظ أمننا ووطنا ايضا?ٍ.

قفلــه” ”

كما يقول سالم العباب واسمهان بيحاني رحمها الله? في برنامجهم الإذاعي اليومي “ما يصح إلا الصحيح” نقول نحن حمل السلاح بعدن غير لائق وغير صحيح .

magedalshaibi@gmail.com