ماذا تريد دولة قطر من شعوب و دول المنطقة?
منذ اشهر و بالتحديد بعد اندلاع و استمرار الانتفاضات العربية صرنا نسمع اسم دولة قطر كثيرا و هذه الدولة الصغيرة بمساحتها و نفوسها و المتخمة بالأموال الكبيرة والمخططات الغامضة تتدخل في شئون كافة شعوب و دول المنطقة فقد رأينا كيف نسقت دولة قطر مع الناتو لضرب ليبيا عسكريا و الإطاحة بنظام القذافي و كيف استلمت قيادة القوات العسكرية في ليبيا بعدما أعلن الناتو إنهاء عملياته العسكرية في هذا البلد المنكوب و المحرر توا. و تدخلت دولة قطر في اليمن و هي التي أوصلت الوضع المأساوي الراهن في اليمن من خلال التلاعب مع طرفي الأزمة و إبداء اقتراحات غير عملية لحفظسلطة بن صالح من جهة و الحيلولة دون نجاح انتفاضة الشعب اليمين لانها ستؤثر سلبا على سائر أنظمة مجلس التعاون. والتدخل الأبرز لدولة قطر هو الان في سوريا و كانت وراء إصدار قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية. و تدخلت دولة قطر و أقحمت نفسها عنوة في لبنان من خلال بث التفرقة و الخلافات بين احزابه و تكتلاته? و في السودان تدخلت دولة قطر للإشراف على فصل الجنوب النفطي منه? و كان لدولة قطر الدور الأبرز في أحداث انتفاضة الشعب المصري و ربما انها وراء عدم تحول هذه الانتفاضة الى ثورة واقعية. و ربما لدولة قطر أدوار و تأثيرات غير معلن عنها في أحداث تونس و المغرب و الجزائر و دولا أخرى قد يتم الكشف عنها قريبا. و للتذكير فقط هنا ان دولة قطر لها افضل العلاقات مع أمريكا وتنظيم القاعدة في آن واحد ففيها اكبر قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية و يقيم فيها ايضا الكثير من قادة تنظيم القاعدة ومن على شاكلتهم من أشباه رجال دين رسميين يمثلون معارضات في دول عربية و يقيم فيها قادة الشيشان و الجماعات الدينية المتطرفة و لها علاقات مع جماعة طالبان الإرهابية و زعماء ما تسمى الدولة الإسلامية (الإرهابية) في العراق و يقيم فيها كبار مسئولي حزب البعث العراقي و هي تشتري بالمال ضمائر و مواقف و ألسنة أشباه رجال دين مصريين و عرب و متشدقين بالإسلام من كافة المذاهب و حتى انها استطاعت شراء مواقف حزب الله لبنان من خلال دفع إتاوات مالية لهذاالحزب تحت غطاء تقديم مساعدات مالية لاعادة بناء ما هدمته إسرائيل في حربها الأخيرة على لبنان. ومن السخرية أيضا ان لدولة قطر أقوى و أوثق العلاقات السياسية و الاقتصادية مع إسرائيل و مسئولو قطر يزورون دوما تل ابيب و يلبون مطالبهم ومن افضح المهازل في هذا السياق ان طائرات المساعدات القطرية المزعومة لحماس غزة و حزب الله لبنان كان تمر أولا عبر أجواء إسرائيل لتصل الى ألد خصوم اسرائيل! و ان دولة قطر هي التي دفع اموالا طائلة لجميع أطراف الحرب الأخيرة بين إسرائيل و حزب الله و إسرائيل و حماس لإيقافها و التحكم بها بأمر من شيوخ دولة قطر!. و الأكثر مهزلة و سخافة في هذا المجال ان دولة كبيرة و ذات حضارة مثل إيران انبطحت حكومتها لارادة و سلطة دولة قطر في الأعوام الماضية بالرغم من ان دولة قطر مسئولة عن نهب القسم الأعظم من الغاز الإيراني (اكثر من 100 مليار دولار قيمة نهب قطر للغاز الإيراني وفقا لتقرير رسمي للبرلمان الإيراني) و في الآونة الأخيرة و لاسباب غامضة رزحت الحكومة الإيرانية لسلطة شيوخ قطر و أعلنت موافقتها لاخضاع كافة الأجواء الإيرانية لسلطة الطيران القطري الذي يقوم الآن ب 70 رحلة داخلية و خارجية نيابة عن الطيران الإيراني يوميا!?و هذا يعني ان دولة قطر قادرة وضع كافة المعلوماتعنأجواء إيران و مطاراتها و قدرتها الجوية عند خصوم و أعداء الحكومة الإيرانية بكل سهولة و بالمجان!. وتؤكد جهات إيرانية ان عقد اي صفقة بين دولة قطر و المنتفعين و الحاصلين على حق سكوت طهران مقابل نهب قطر للغاز الإيراني في مجال استعمار قطر لأجواء و سماء إيران عمل غير قانوني و لم يوافق عليه على الأقل ما يسمى مجلس الشورى و هو المجلس الذي ينفذ إرادة المسئولين و لم يصدر منذ أعوام اي قرار لصالح الشعب الإيراني الذي يزعم انه يمثله. و لكن يا ترى لماذا تقوم دولة قطر بمثل هذه الأدوار التي هي اكبر من حجمها و لماذا اخذ شيوخ قطر الدور الذي كان يقوم به حكام و مسئولي المملكة العربية السعودية خاصة في لبنان و اليمن و سائر الدول العربية و هل ان دولة قطر لها إمكانيات مالية هائلة لتنفقها دون مقابل على مسئولي عشرات من دول المنطقة و العالم?.قطعا اننا و غيرنا من المستغربين من كل هذا الدعم و التدخل القطري في شئون دول المنطقة لا نعارض منح دولة قطر أموالا و مساعدات لإسرائيل و حزب الله لبنان و حماس غزة وقادة الأحزاب و كافة المسئولين الصغار و الكبار في لبنان و اليمن و مصر و السودان و ليبيا و احتضان المعارضة في سوريا و مصر و العراق و معظم الدول العربية و غير العربية مثل تركيا وأفغانستان و باكستان و الشيشان و صولا الى تاهيتي و جزر القمر و المالديف? و حتى ان اي احتفالات او ندوات او مؤتمرات لاي دولة و جماعة صارت تقام في قطر بدلا من أراضي تلك الدول و حتى ان المحررين من سجون إسرائيل