شهارة نت – تعز
يصنف الكثير من المراقبين مجريات الصراع الدامي في تعز، بأنه ناتج عن مخطط مسبق يقضي بالاطاحة بباقي الفصائل الموالية للامارات.
ويرى المراقلون أن حزب الاصلاح نجح الى الان في كسب التأييد السعودي للاطاحة بشركائهم السلفيين.
وقد عمل إصلاح تعز منذ وقت مبكر على افتتاح معسكرات لما اسماه بالحشد الشعبي، حيث اختار جبل صبر وجبل حبشي، لإنجاز مشروعهم التوسعي والسيطرة على كل مفاصل تعز وأهم مناطقها الاستراتيجية .
وكانت قوات الإصلاح تتموضع في أهم المواقع الجغرافية داخل المدينة واحكم عناصرها السيطرة على اللواء 22 ميكا ، مما مكنهم من السيطرة النارية على كل أحياء تعز بما فيها المناطق الواقعة خارج سيطرة تحالف العدوان وذلك من خلال تواجده في العروس، أعلى قمة في جبل صبر وتعز بشكل عام.
بعد ذلك توسعت سيطرة اللواء، وتم افتتاح مركز تدريبي لتخريج قوات الحشد الشعبي التي هي بالأساس تمثل الجناح العسكري للإخوان في تعز.
كما جراء افتتاح مركز تدريبي آخر في جبل حبشي افتتحه اللواء 17 مشاة ويؤدي ذات مهام مركز صبر التابع للواء 22 مع فارق أن مركز يفرس جبل حبشي أكثر نشاطاً وفاعلية في تخريج دفعات الحشد وتأهيلها.
ويشرف جبل حبشي على خط الحديدة تعز، ويشرف جبل صبر على خط عدن تعز، وكذلك يمر خط التربة تعز بين الجبلين، ومن يتحكم بمرتفعات صبر وجبل حبشي بإمكانه أن يخنق مدينة تعز وكل الحجرية ويقطع كل الخطوط التي تربطها ببعض.
وقد شكل الإصلاح طوقاً عسكرياً على جبل حبشي بقوات اللواء 17 مشاة واللواء 145 وكذلك قوات اللواء الخامس حرس رئاسي الذي يتواجد في الضباب والربيعي، وكانت المساحة التي تربط مدخل جبل حبشي حتى حمير شمير مقبنة تتواجد فيها قوات اللواء 35 ممثلة بكتائب أبي العباس، غير أن تأسيس معسكر الحشد الشعبي في يفرس الهدف منه استكمال الطوق وفصل قوات كتائب أبي العباس عن مدينة تعز وحصارها في الكدحة من الخلف وفي الأمام تتواجد قوات الجيش واللجان الشعبية .
وبحسب مصادر محلية فإن حزب الإصلاح يعمل منذ وقت مبكر على تحويل مناطق جبل حبشي وصبر كمراكز استهداف لعمق الحجرية ، حيث تتموضع قوات اللواء 35 مدرع التابع لكتائب ابو العباس، ما دفع الاخير الى نشر قواته على طول المساحة التي تبدأ من الأقروض مروراً بالمسراخ ونجد قسيم وتنتهي بيفرس على مسافة تقترب من 40 كم.
وعلى غرار التوسع الميداني تشن وسائل اعلامية وناشطون محسوبون على حزب الاصلاح
على شن حملات التحريض على اللواء 35 وقياداته تمهيداً للسيطرة على هذه المناطق عسكرياً.
وتؤدي قوات الحشد الإصلاحي وظيفة محورية في هذا المخطط، حيث ستكون السيطرة من داخل المناطق ومن خلال عناصر الحشد الذين تم تدريبهم عسكرياً وإعادتهم إلى مناطقهم بعد تسليحهم، ليتسنى لحزب الإصلاح السيطرة بذريعة أن أبناء المناطق هم من يؤمن مناطقهم.
وكون الإصلاح بحاجة ما سة إلى وجود عسكري في المعافر فقد بدأت دعوات اللجان التي شكلت في تعز للفصل بين كتائب أبي العباس والإصلاح تطالب برفع القوات المتواجدة في نقطة مثلث البيرين الذي يربط التربة المعافر وجبل حبشي بمدينة تعز وتمر خلاله إمدادات جبهات الكدحة وحمير والأشروح .
وليس مصادفة أن يربط مثلث البيرين بقضية المدينة القديمة رغم بعدهم عن بعض قرابة 30 كم ؛ لكن الإصلاح يحرق المسافات للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة، ويربط الملفات ببعضها لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة عسكرياً مستغلاً ولاء كل اللجان والقيادات العسكرية له.
وفي المعافر لا يملك الإصلاح حضوراً قوياً كما أن سيطرة قوات اللواء 35 مدرع على أهم مواقع جبل السواء تعيق تواجده، لذلك يشرع حزب الإصلاح في استهداف المعافر والبداية كانت من مثلث البيرين الذي يبعد أقل من عشرة كم عن يفرس مركز قوات الحشد الشعبي الإخواني.
ويتحرك الإصلاح لإنجاز هذا المشروع وابتلاع الجزء المرتبط بالجنوب من تعز .
ويرى المراقبون أن لدى إصلاح تعز استعداد كامل لتحويل الحجرية إلى كرة من نار فقط لخدمة مشروعه الإقصائيّ لكل المكونات الاجتماعية والعسكرية والسياسية الموالية للعدوان في تعز.