جامعة الدويلات العربية
في تاريخها الطويل لم تقم الجامعة العربية بإتخاذ أي قرار عربي جماعي واحد ضد أي دولة معادية بما في ذلك الدولة الصهيونية إسرائيل المحتلة للأراضي العربية الفلسطينية وذلك تطبيقا?ٍ لميثاق الجامعة العربية الذي ينص على إتخاذ القرارات بالإجماع التي ألتزمته دوما?ٍ عندما يكون الأمر متعلقا?ٍ بأي مصلحة عربية إلا أنها تتجاوزه عندما يكون القرار ضد مصالح الأمة العربية.
شاركت الجامعة العربية بضرب العراق وتفتيته ,وشاركت أيضا?ٍ بتفتيت السودان وهي الآن تشارك بفاعلية بتسليم سورية إلى مجلس الأمن الدولي والناتو ليعربد بهذا البلد العربي الصامد كيفما يشاء بما ينسجم مع السياسات الإستراتيجية الغربية التي تتجه نحو حسم الصراع العربي الصهيوني عن طريق نقله إلى داخل الأقطار العربية نفسها ? بتكريس الصراعات الطائفية والعرقية والتوترات الإجتماعية لأسباب ودوافع مختلفة ? وتحويل المنطقة العربية إلى كانتونات فسيفسائية صغيرة تكون اليد الطولى فيها لإسرائيل ? فالمفارقة اليوم هي أن تتبنى الجامعة قرارات دولة صغرى بحجم ناقلة طائرات لتفتيت دول كبرى ومركزية سواءا في الشرق الأوسط كسورية أو في شمال إفريقيا كالسودان وليبيا .
وتستمر المفارقة بمختلف تشعباتها طالما أن سراق الذهب الأسود وعب?اد البيت الأبيض يريدون هكذا إذ لم تقم الجامعة العربية بنفس الدور الذي يفترض ضد النظام اليمني وأركانه المرتهنين بالتقاسم بين السعودية وقطر ومن ورائهما الغرب ? بالرغم أن الشعب اليمني يجسد الحقيقة الثورية السلمية في أجلى صورها.
لم تقم الجامعة العربية بنفس الدور ضد النظام البحريني الذي يقوم بنفس الممارسات الحقيرة واللاإنسانية لتبقى هذه الدويلات هي الحاكمة وتضيع حقوق الشعوب الكريمة وتهدر هيبة الدول ذات الثقل الإقليمي والدولي الحقيقي .
ماهذا الإنفعال المفاجئ والديناميكي والمثابر للجامعة العربية ضد النظام السوري رغم المعرفة المؤكدة للتدخل الخارجي في محاولاته لزعزعة هذا القطر العربي الصامد? وماذا يبقى للجامعة العربية من عروبة بعد تجميد عضوية سورية? هل هو فعلا?ٍ من أجل حقن دماء الشعب السوري ومحبة بسواد عيون السوريين? إذا كان هذا صحيحا?ٍ فاين كانت الجامعة العربية عندما كان العدو الصيهوني يقصف قطاع غزة الأبية بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا?ٍ ? وأين كانت الجامعة العربية عندما كان النظام اليمني والنظام السعودي يقصفان محافظة صعدة اليمنية بنفس الأسلوب الصهيوني في غزة وقتل وجرح عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف إلى العراء في معركة أسموها الأرض المحروقة ومايزال القتلة يقومون بأفعالهم الإجرامية ضد الشعب اليمني حتى اللحظة وتقوم القوى الدولية ومجلس الأمن ودول التعاون الخليعي بتدلليهم ومحاولة تغطيتهم بكل الضمانات الدولية التي لا يقرها القانون الدولي أو أي عرف إنساني كمكافأة لهم على ماأقترفته أيديهم من جرائم ضد الإنسانية ??
أهذه هي جامعة الدول العربية أم الجامعة الصهيونية التي لم تعد أكثر من أداة قذرة لضرب أبناء الوطن العربي وتبني المشاريع التجزيئية والتفتيتية التي تواجه الأمة العربية ? بلدا?ٍ بعد آخر ? هذه المشاريع التي لا تمثل إلا أمتدادا?ٍ للمشاريع القديمة التي وضعت خطوطها في إتفاقيات سايكس بيكو ولكن بأدوات جديدة ومتلونه بما يتناسب مع التطوارت السياسية الدولية التي عصفت عالمنا منذ القعود القليلة الماضية.
أليس هؤلاء الذي يدعون الحرص على دماء أبناء أمتنا إلا صناعة صهيونية أصيلة وجزء من مخططاتها وإلا أين هي الحريات في بلدانهم من باب أولى التي تعيش شعوبها كالقطعان لا هم لها غير المأكل والملبس والمسكن المريح والسيارة الفخمة إن وجدت على شرط أن يسوقها وافد من خارج الحدود على إعتبار أن قيادة السيارة للمرأة حرام?! فيما يطال الفقر كثير من مناطقهم المغضوب عليها مذهبيا?ٍ ? وينخر الفساد أجهزة الحكومة لدرجة أن جدة غرقت بالسيول بسبب الأمطار في بلد يربض على أعلى نسبة تصدير وأكبر احتياطي للنفط في العالم ?
bassethubaishi@yahoo.com