سعيها للمكاسب وضع اليمن وحزب الله بخطر داهم.. هذا ما تفعله روسيا
1488 يوم من العدوان على اليمن
بقلم / ناجي أمهز
امريكا تمنح الأراضي العربية لنتنياهو، وروسيا تعطيه رفات جنوده، ماذا يحدث وماذا يفعل محور المقاومة؟؟
لا ينكر احدنا بأن المتغير بالمنطقة اسرع من المتوقع وخاصة بظل جمهورية ترامب الأولى التي تطلق العنان لجنونها بأسلوب لم يعد أحد يفهم بسببه ماذا يجري،
من اعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي الغاصب
الى منح الجولان هدية انتخابية لنتنياهو
بالإضافة إلى رزمة عقوبات غير مسبوقة بالتاريخ على بلد صغير مثل لبنان
مقابل حصار مطبق على الجمهورية الإسلامية
وقمة المبالغة ما قام به بالأمس ترامب عندما صنف الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية، وكأنه يعلن وفاة الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
ورغم كل ما يجري من متغيرات سياسية بالمنطقة، كان هناك أمل بتوازن ما تحدثه القيادة الروسية أن لم يكن لأجل محور المقاومة اقله من أجلها ومن اجل الاحتفاظ بسيطرتها على المياه الدافئة إقليميا وامتدادها الطبيعي العسكري والذي تبني عليه نفوذها السياسي والاقتصادي، من خلال تحالفها وتواجدها ضمن الصراع الذي يجري في المنطقة.
ولكن الغريب بالسياسة الروسية انه لم يعد يمكن التكهن بمدى مصداقية هذه التحالفات ومتانتها أو هي مع من وضد من.
مثلا لها قواعد عسكرية ضخمة بسوريا ومع ذلك لا تسقط الطائرات الإسرائيلية التي تقصف سوريا .
تريد أن تبني علاقات مع السعودية وبنفس الوقت أن تحافظ على علاقتها بطهران وهكذا تجد التناقض غير مفهوم بالسياسة الروسية إلا أنك تفهم انها تبحث عن مكاسبها المالية بكل مكان وبكل الاساليب، ودون أن تلتفت لاي متغير وان كان على حساب حلفائها كما هو ظاهر.
ملاحظة انا منذ اللحظة الأولى لم اقتنع بالتدخل الروسي وقد تكلمت بمقابلات متلفزة وأيضا بمقالات نشرتها، منها بوتين قال للرئيس الاسد يجب خروج ايران وحزب الله عسكريا من سوريا
والمقال الثاني هل سلام بوتين في قمة العشرين سبب بالتغيير الحكومي في السعودية وخروج الجيش الأمريكي من سوريا؟
وللامانة والتاريخ والإنصاف والعدالة لولا تضحيات وبسالة الجيش العربي السوري وحزب الله والدعم الايراني للدور الروسي ومنحها حرية التفاوض والحركة رغم الموقف الروسي من الاعتداء الإسرائيلي المتكرر على سوريا وخاصة أن بعض هذه الغارات الجوية العدائية استهدفت الحرس الثوري الايراني كما سمعنا إعلاميا، لما كانت روسيا اليوم أكثر من مبعوث سلام برتبة وسيط.
ودائما اتسال عن سبب صمت محور المقاومة عن السياسة الروسية وخاصة بعد مصافحة بوتين الشهيرة لمحمد بن سلمان بقمة العشرين والتي كان لها تداعيات كبيرة حيث كانت هذه المصافحة اليتيمة هي التي أنقذت وفكت عزلت محمد بن سلمان الذي كان محاصرا وحيدا في قمة العشرين بسبب مقتل خاشقجي.
وسبب مقالي اليوم هو هذا الاعلان الخطير والمرعب والذي صدر عبر لسان القيادة الروسية، حول تسليم صفقة أسلحة ثقيلة للسعودية دون شروط مسبقة.
اي أن الروس يدعمون السعودية بحربها على أنصار الله حلفاء المقاومة بل هم المقاومة.
والخطير في صفقة الاسلحة هذه ان السعودية ستستخدمها بقصف المدنيين اليمنيين، ولا شك أن روسيا كي تستفيد من هذه الصفقة أكثر يجب عليها أن تقدم احداثيات عسكرية ودعم لوجستي كي يحقق سلاحها اقوى فعالية تدميرية مما يفتح لها أسواق عسكرية جديدة بمجلس التعاون على حساب دماء اليمنيين الذين هم حلفائها بمحور المقاومة.
ملخص المقال أن روسيا ستفعل المستحيل ليحقق سلاحها نصرا للسعودية بمحاولة لتكون شريكة واشنطن في سوق الاسلحة وخاصة أن مصدر الاموال الوحيد الموجود بالشرق الأوسط هو بمكان بعيد جدا عن محور المقاومة، وتجار الاسلحة يتسابقون لإرضاء هذا الزبون الدسم
الموضوع خطير وانا اعلم بأن لا أحد يقرأ او يسمع لانه لو أحد يتابع أو يبحث عن حلول لكان غير بالاعلام أو بصناعة الراي العام أو اظهر أن هناك محاولة تتماشى مع المتغير الإقليمي، ولكن يبدوا الجميع يقرأ بنفس الكتاب ويسلك نفس الطريق التي حتما ستوصلنا الى نفس النتيجة
ولا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم.