شهارة نت – تقرير
عاشت المحافظات الجنوبية خلال العقود الماضية عدة تجارب سياسية خاضت خلالها عدة صراعات دموية.
وتظهر نقاط تشابه بين الصراع الحالي في جنوب اليمن وصراعات قديمة عاشها الجنوب في عدة مناسبات، لا سيما في ظل صراعات النفوذ والسيطرة، قبل خروج بريطانيا من عدن عام 1967.
وغالباً ما يتم اللجوء الى استثمار الخلافات الجنوبية السابقة التي حدثت منذ الاستقلال .
فقد استطاع نظام صالح وحلفاؤه السابقين في حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين)، اشعال حالة الفوضى والفساد حتى اضحى الجنوب ملعباً مفتوحاً للقوى المحلية والإقليمية”.
فصائل الجنوب المختلفة
وتنتشر الان الكثير من الفصائل في جنوب البلاد. الا أن الخلافات غالباً ما تنشب بين اجنحته بسبب الولاءات للخارج.
فمن النظام الاشتراكي والعلاقات مع روسيا تحول الولاء الى الرياض وصار الجنوب قريباً من الخليجين اصحاب الحكم الملكي.
وتتفق الفصائل على استعادة ما تسميه الدولة الجنوبية لكنها تختلف مع بعضها حول كيفية تحقيق ذلك.
وهناك أيضاً تيار ينادي بالفدرالية ويتألف من شخصيات عقدت مؤتمراً شهيراً في القاهرة عام 2009 طالب فيه بإقامة نظام فدرالي لفترة تمتد إلى خمسة أعوام، يتبعها استفتاء حول تقرير المصير للجنوبيين.
ويتضح من خلال ذلك إن “الصراع الدائر في عدن والمناطق الجنوبية، وإنْ كان يتخذ في العلن شعارات النهوض بحياة الناس المعيشية، لكنه في حقيقة الأمر صراع حول مَن سيسيطر على مقدرات الجنوب ويصنع من نفسه وكيلاً جاهزاً لتمثيله في أية تسوية سياسية قادمة”.
الحزب الاشتراكي
هذه الصراعات ليتسنى معرفة اسبابها وحيثياتها لا بد أن نعرج الى تاريخ التكتلات السياسية وتطورها والبداية من الحزب الاشتراكي الذي قام في العام 1978 من اتحاد فصائل قومية وماركسية وبعثية من شمال الوطن وجنوبه.
وكان الفكر الاشتراكي رسميا هو الفكر الماركسي، إلا ان الفصيل القومي السابق هو المؤثر بفكره في الحزب اكثر من الفصيل الماركسي السابق،
وحالياً دخلت افكار مناطقية إلى الحزب وكذلك تأويلات جغرافية ومذهبية للصراع الاجتماعي، بما يتنافى مع الفكر الماركسي ومع الفكر القومي.
وفي المؤتمر الرابع للحزب وبعد مراجعات فكرية انفتح على الفكر الاسلامي بحجة بأنه يسترشد من الاسلام وصفحاته المشرقة وتقديس العلم والعمل ومواجهة الطغاة ونصرة المستضعفين.
ومؤخراً يتضح أن الموقف الرسمي للحزب مما يجري في اليمن هو الحياد، فهو ليس مع التحالف السعودي ولا مع ثورة 21 سبتمبر. إلا ان القواعد لها توجهين الاول ضد الحرب وثاني يقاتل في صفوف التحالف.
الحراك الجنوبي
وعلى اثار الحزب الاشتراكي جاء الحراك الجنوبي الذي بدأ من تجمع المقصيين العسكريين من ابناء المحافظات الجنوبية. فبعد العسكريين المقصين توافقت توجهات جنوبية عديدة على مناهضة السلطة السابقة واعتبر حسن باعوم من القيادات المؤسسه له.
للحراك الجنوبي علاقة وطيدة مع الحزب الاشتراكي حيث ان الحراك انطلق من مقرات الحزب وكثير من قياداته مثل باعوم كانوا قيادات في الاشتركي، إلا ان الحراك جمع بين صفوفه مختلف الاراء والتوجهات من سلفيين ولبراليين وقوميين وغيرهم.
وقد عمل هادي على تفريخ الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني، والضغط عليه، فاستقال رئيس مكون الحراك في مؤتمر الحوار محمد علي أحمد.
المجلس الانتقال
كما أن المجلس الانتقالي الجنوبي، اصبح يمثل فصيل من الحراك الجنوبي كان عبارة عن منظمة عسكرية صغيرة في الضالع اسمها “المقاومة الجنوبية”
ومع بداية الحرب على اليمن شارك بتمويل اماراتي في صف التحالف، ثم توجهت الامارات الى تحويل هذه المجموعة الى مكون سياسي تكل في بداية الأمر من محافظي المحافظات الجنوبية المعينين من قبل هادي، وعن طريق السلفي بن بريك تمت علاقة التحالف بين الحراكين والسلفيين تحت مسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد ان يعبر ليس فقط عن القضية الجنوبية انما يدعي انه يمثل ” شعب الجنوب”، ويعتبر حاليا من ابرز أدوات الامارات في اليمن، وقياداته هم عيدروس الزبيدي وبن بريك و ناصر الخبجي، وله مجلس وطني اشبه بمجلس النواب تم تعينه بدون انتخابات على اساس انه يمثل مختلف المحافظات الجنوبية.
حراس الجمهورية
وهو ذراع عسكري للامارت في اليمن، تزعمه طارق محدمد عبد الله صالح، وتقوم ثقافتهم على تبني فكر السلفية التكفيرية، وله ذراع سياسي واعلامي لبريالي مؤتمري.
تقوم هذه القوات على عسكريين منشقين عن الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومجندي معسكر الملصي الذي اسسه طارق عفاش، إلا أن غالبية القوات هي مجنده حديثا من المحافظات لجنوبية وخاصة لحج وشبوه.
لا يعترف قائد هذه القوات بشرعية هادي، وما يجمعه بهادي هو معاداة الجيش واللجان الشعبية، لهذه القوات معسكرات في عدن، ورغم ان هويتها شمالية وهوية قائدها الذي يدعي انه مع الوحدة اليمنية ويرفع علم الوحدة إلا أن الاماراتي يمنع الانتقالي من مهاجمة هذه القوات فالانتقالي وحراس الجمهورية هم جميعا مرتزقة للامارات. ويعد وزير الدفاع في حكومة الوحده هيثم طهر قاسم من ابرز قادة هذه القوات التي تسيطر على الساحل اليمني وتركز على منطقة المخاء ومعسكر خالد في تعز وباتجاه الوازعية.
العمالقة
قوات العمالقة هي عبارة عن خمسة الوية تم تشكيلها من مقاتلي تكفيريين من المحافظات الجنوبية ينتمون لداعش .
ويقود هذه الألوية رائد الحبهي قائد اللواء الاول عمالقة الذي شارك في معارك داعش بدماج في صعدة، مطلع العام 2014، وكذا حمدي شكري الصبيحي قائد اللواء الثاني و عبدالرحمن اللحجي قائد اللواء الثالث والتكفيري نزار الوجيه اليافعي قائد اللواء الرابع وابو هارون اليافعي قائد اللواء الخامس..
هؤلاء القادة هم خمسه من كبار قادة داعش بالمحافظات الجنوبية.
وحظيت هذه القيادات ذات التوّجه السلفي الوهابي بدعم امريكي سعودي كامل بالعام الاول من الحرب في اليمن، ولكن بعد تغلغل الامارات بالمحافظات الجنوبيه وترجيح الكفّه لصالحها بالمحافظات الجنوبيه على حساب السعودي قامت قيادة الامارات بواسطة هاني بن بريك بعقد صفقه كبرى مع قادة الالوية.
و تقتضي الصفقة بان تشكل داعش الويه قتاليه من منتسبيها وتنخرط بالقتال بزي عسكري نظامي ضد قوات صنعاء مقابل الدعم المالي والغطاء السياسي والاعلامي الاماراتي .
وتكفلت الامارات بتجريد الوية العمالقة امام المجتمع الدولي عن صفة الارهاب اضافة الى منح عناصر داعش في الوية العمالقه دوراً اكبر من الوية مليشيات الاصلاح الاخرى.
و بطبيعة الحال فإن هذه الصفقه هي طبخه استخباريه امريكيه لاستخدام داعش ضد الجيش واللجان كما حدث بالعراق وسوريا ولكن ما ان استغنت امريكا وحلفائها عن داعش بعد تحقيق الهدف بتدمير وتمزيق العراق وسوريا انقلبت امريكا وحلفائها ضد ادواتها التخريبيه.