بقلم/ هدى علي
فصلٌ جديد من فصول التجاوزات الأمريكية المتسلسلة على سوريا يلوح في الأفق، هذه المرة بطريقة مبتكرة و مسمومة ، فالجولان الذي لم يفارق مخيلة ساسة الأبيض المريضة تعود لتتصدر قائمة المؤامرات الأمريكية على سوريا و المنطقة، فبعد أيام على قرار مجحف اتخذته واشنطن باعتبارها الجولان أرضاً إسرائيلية، ها هي واشنطن تصدر قراراً بمنح اللاجئين السوريين الذين أصولهم من الجولان الجنسية الإسرائيلية، إنه السم المدسوس في العسل و خطة أمريكا الشيطانية نحو إسرائيلها الكبرى بنظرها.
إن الوعي السياسي يفرض استحضار النوايا التي تدور خلف كواليس البيت الأبيض، والتجاوزات التي تفرضها في كل حين، والترهات التي تدلي بها حيال بسط هيمنتها.
كل ذلك يعكس النهج الجديد للإدارة الأمريكية تجاه المسألة، وهي ستطال الوثائق الرسمية، مثل الجوازات الأمريكية الممنوحة للسوريين من الجولان المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن الواضح أنّ القواعد الجديدة للخارجية الأمريكية تقضي بذكر إسرائيل كمسقط رأس أبناء الجولان طالبي الجواز الأمريكي، بدلاً عن سوريا، كما كانت الحال حتى الآونة الأخيرة.
من المعلوم أن دميتها نتنياهو صديق مشترك في الاستراتيجية العدوانية لترامب، وقدم له الدعم الكبير في انتخاباته المزيفة، حيث كان لأعوان نتنياهو في الولايات المتحدة دور كبير بتقديم الدعم المادي لترامب.
وليس من المستغرب أن نجد الدعم الترامبي لنتنياهو في تقديم ما يصبو إليه من أفكار سرطانية تستشري في أوصال الدول الضعيفة، هذه التطاولات التي يجرؤ ترامب على القيام بها في كل آونة، قد تهدف إلى تعزيز فرصه في إعادة انتخابه عام 2020.
هذه المرحلة الثالثة من مراحل إسرائيل الكبرى حسب أجندة ترامب، ابتداءً من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مروراً بالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان، والآن تقييد مواليد أبناء “الجولان” السورية كـ”إسرائيليين الأصل”.
واشنطن وتل أبيب وحلفاؤهما ماضون بقوة نحو مشروع إسرائيل الكبرى، والدول الإسلامية والعربية منشغلة بربيعٍ لم يزهر إلا في حديقة البيت الأبيض.
فمتى ستستفيق العقول النائمة من رقدتها وتشعر بهول الخطر يا ترى؟