الشهيد القائد مشروع حياة
بقلم: فاضل الشرقي
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) مشعل نور وحياة متجددة في واقعنا المعاصر يعيش مع كل حدث لحظة بلحظة ويواكب كل جديد بل ويستبق الأحداث من خلال الدروس والمحاظرات.
تحل علينا الذكرى السنوية للشهيد القائد في ظرف استثنائي ومنعطف خطير من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية وواقعنا اليمني الجديد المفعم بالحييوية والحركة والنشاط والتجدد وقوة التغيير الحتمي وشعبنا يواجه أبشع وأفضع عدوان على الأرض منذ الحرب العالمية الثانية، وبداية تدشينه للعام الخامس من الصمود في مواجهة العدوان وكل أدواته القذرة المادية والمعنوية بزخم بشري وحشود جماهيرية غفيرة شهدتها كل ساحات الإحتفال في كل المحافظات بشكل لم يسبق له مثيل على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية وكأن هذا الشعب خلق لينتصر ويقود الحياة ويمسك بناصية المستقبل.
الشعب اليمني في الحقيقة يدفع ثمن موقفه من أمريكا وإسرائيل الرافض لسياسة الأولى وايديولوجية وكيان الثانية وهذا شيىء طبيعي جدا لمواقف كهذه في عصر كهذا العصر، وأبجديات الثورة اليمنية التي انطلقت في العام 2002م على يد الشهيد القائد المؤسس السيد حسين بدرالدين الحوثي وخلفياتها تدرك وتعي ذلك جيدا ومنذ أول صرخة في وجه الإستكبار والإستعمار، والجهوزية والمعنوية عالية وحاضرة لمواجهة كل هذه التحديات والأخطار وصولا للإستعداد لبذل الروح والدم في سبيل الله مع السعي بكل جد واجتهاد لاعداد العدة وبناء القدرات وتجميع الإمكانيات التي تساعد على البقاء والنماء والتطور، وهذا كان العامل الرئيسي للديمومة والقيمومة والصبر الطويل وظمن لنا أقوى معادلة في حتمية الصراع وظروفه وأسبابه الموضوعية.
اليوم وبعد مرور عقد ونصف منذ انطلاق المسيرة القرآنية نستطيع أن نتكلم عن كل شيء بثقة وحماس، عن النصر والصبر، والثورة والتغيير، والمسيرة والتجديد، والماديات والمعنويات وكل المعطيات الكلاسيكية والسلوكية والعلمية، والقواعد والنظريات، والفلسفة والرؤية والمنطق، والأفراد والشعب والأمة والقيادة، والإمكانات والقدرات، والشجاعة والإقدام، والحكمة والسياسة، والتضحيات والبذل والعطاء، والتأسيس لمرحلة جديدة، ومعادلات قادرة على فرض نفسها في معترك الحياة، وتتربع على مشارف الألفية الثالثة بكل جدارة واقتدار دون مساعدة من أحد ولا رهان على أحد أبدا إلا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد.
في هذه المرحلة والوظعية التي كانت الأمة قد فقدت فيها الثقة بنفسها وثرواتها وقياداتها بكل أنواعها الدينية والوطنية في الدفاع عن نفسها فقط وحماية حقوقها وتموضعها وأرضها وعرضها ناهيك عن إمكانية التفكير في عملية إحداث شيء يذكر أو تحقيق إنجاز ممكن أو تقديم رؤية مجدية ومفيدة أو ما يمكن استعراضه في الحدود الدنيا في قاموس الحياة الطبيعية كسائر بقية الحيوانات وللأسف الجديد.
نعم هذه هي الحقيقة، وبدون أي ترتيبات أو تفكير مسبق جادت الحياة- بإرادة الله طبعا لا إرادة البشر- بشخص واحد فقط استطاع أن يغير كل معادلات وقواعد الحياة المادية المعاصرة وسلطة القوة الواحدة المطلقة، وأن يعيد للأمة وشعوبها الثقة بنفسها وقدراتها من الصفر، وبقدرة قادر وفي لمح البصر ومن بين هذا الركام ولدة الحياة وولدنا معه وولدة الأمة من جديد وبدأ التأسيس والإنطلاقة نحو واقع منشود لم يكن يعد يحلم به أحد ذلك بفضل ورحمته قل بفضل الله ورحمته فليفرح المؤمنون.
اليوم وفي كل عام مثل هذا اليوم نحن أمام محطة مهمة جدا لتقييم ودراسة الواقع، وتتبع الأثر، واستخراج الأدبيات، ومواكبة التحولات وفق المعطيات والخلفيات والمناهج التأسيسية التي قدمها وألقاها السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) في الدروس والمحاضرات “دروس من هدي القرآن الكريم” بدأ بأنفسنا وواقعنا الداخلي ومرورا بمحيطنا وانتهاءا بالمتغيرات العالمية بكل ثقة وحماس ووعي وتفهم وإدراك.
رحم الله الشهيد القائد.
والرحمة لكل الشهداء.
والشفاء للجرحى.
والحرية للأسرى.
والنصر لشعبنا وأمتنا.
ولله عاقبة الأمور.