أنت عربي ? إذا?ٍ ما قيمتك ?
الدور على من ? سؤال يدور في أدمغة المتابعين لتطورات ومستجدات الربيع العربي , فاكهة حديث الشارع العربي المهتم بما يحدث راضيا?ٍ ومدهوشا?ٍ وخائفا?ٍ .
الشارع العربي طامح للتغيير , ربما كانت البداية صحوة أفاقته من غيبوبة ش?ي?ئ لها أن تظل ملازمة له , لكن التطورات المتلاحقة والمتسارعة إضافة للإنتقائية المصحوبة بضبابية حو??ِلت اليقظة إلى خوف وتوج??ْس مما قد تجلبه ثورات التغيير التي أخذ??ِت منحى?ٍ آخر فيه دلالة على انتقائية معينة والصمت والتغاضي مقابل أخرى .
الحكام العرب لم يكونوا عند حسن الظن ولا جديرين بالمسئولية سواء من قضى نحبه منهم أو من لا زال ينتظر , لم يصنعوا شيئا?ٍ يستحقون عليه الإشادة مقابل فترة الحكم الطويلة لهم والتي تجاوزت العقود الأربعة كما في حال الزعيم المجني عليه الراحل معمر القذافي رحمه الله باستثناء نهب الثروات وقمع الشعوب وإذلالها وإخضاعها حتى وصل الأمر إلى امتهان العربي وتحقيره في الغرب وكله دون ريب صناعة الحكام وحقوقه محفوظة لهم من قضى منهم نحبه ومن ينتظر .
لفت نظري مشاركة لأحد الإخوة في صفحة مجموعة أنصار السلام على موقع التواصل الإجتماعي ( الفيس بوك ) ولا أعلم ما صحتها يقول في مشاركته : في أول صفحة بجـواز السفر الأمريكي مكتوب : !!
حامل هذه الجواز تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية فوق أي أرض وتحت أي سماء
وفى الجواز البريطاني : المملكة المتحدة لن تخذلك أبدا?ٍ .
وفي الجواز الكندي : نحرك أسطولنا من أجلك .
وفي الجواز العربي : عند فقدان الجواز تدفع غرامة مالية .
وفي هذه الجزئية من قيمة المواطن الأمريكي و البريطاني والكندي بالنسبة لدولته تتضح معالم قيمة المواطنة الكاملة لرعايا هذه الدول وغيرها من دول العالم مقابل المواطنة الرخيصة للمواطن العربي التي أرادها له حكامه , أو هي جزء مما حصده المواطن العربي فاقد المكانة والقيمة والكرامة !!!
تستعرض بعض الدول العربية عضلاتها وعنصريتها على إخوانها المستضعفين من رعايا دولة عربية أو إسلامية مجاورة , تزج بهم في السجون وتمتهن كرامتهم وتعتدي على حقوقهم وآدميتهم وكأنهم ليسوا بشرا?ٍ – وما محرقة خميس مشيط وما يلاقيه اليمنيون الفارون بجوعهم بحثا?ٍ عن لقمة عيش كريمة عز??ِت في بلدهم ليواجهوا مصيرا?ٍ بائسا?ٍ – في بلدان يتشدق أهلها بالإسلام ليل نهار , وليس هذا فحسب بل يد??ِعي حكامها أنهم حماة الدين الذائدون عن حياضه بينما يلقى المسلم الموحد منهم ما لا يلقاه في دول الكفر والإلحاد .
لم يكن الربيع العربي بإيجابياته وسلبياته بعيدا?ٍ عن تداعيات شعوب ت?ْطحن وت?ْقهر وت?ْذل بحكامها وبآلاتهم الأمنية والعسكرية وحواشيهم وبطائنهم فما وصل إليه المواطن العربي يدفعه قسرا?ٍ للخروج انتصارا?ٍ لكرامته ورد اعتبار لآدميته ومن لم يصل إليه الربيع فالشتاء قادم ولن يكون عن مرماه بعيدا?ٍ .